المصدر: هآرتس – ترجمة موقع الخنادق
الكاتب: Jonathan Lis
الأربعاء 28 شباط , 2024
نتنياهو وعائلات الأسرى الإسرائيليين
مفاوضات باريس بحسب البيت الأبيض توصلت إلى “الخطوط الأساسية” لصفقة الرهائن. في ظل رغبة الجانبين في إبرام الصفقة قبل شهر رمضان، هذا ما تؤكده صحيفة هآرتس في مقال ترجمه موقع “الخنادق”. يشير الكاتب فيه إلى أن الخلافات تدور حول وقف إطلاق النار، وإعادة نشر القوات الإسرائيلية، والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة، وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل. كما يكشف المقال أن مسألة كيفية إطلاق سراح الرهائن لا تعتريها الكثير من الخلافات، والتي ستتم على مرحلتين، مصحوبة بوقف طويل لإطلاق النار.
النص المترجم للمقال
تهتم كل من إسرائيل وحماس بالتوصل إلى اتفاق إطلاق سراح الرهائن بحلول شهر رمضان الشهر المقبل، ولكن على الرغم من التفاؤل في الأيام الأخيرة، لا تزال هناك العديد من العقبات، بما في ذلك المخاوف من أن حماس لن تلتزم بالشروط.
تريد كل من إسرائيل وحماس إبرام صفقة الرهائن في الشهر المقبل. وفقاً لمصادر أجنبية، يرغب الجانبان في أن تدخل الصفقة حيز التنفيذ بالقرب من 10 مارس، عندما يبدأ شهر رمضان، لكنها قد تحدث لاحقاً، خلال العطلة التي تستمر لمدة شهر.
تريد حماس ربط إطلاق إسرائيل سراح السجناء الفلسطينيين بفرحة العيد في محاولة لخلق دعم شعبي هائل لمعركتها. وقالت مصادر أجنبية إنه إذا لم يتمكن الجانبان من التوصل إلى اتفاق في وقت ما خلال العطلة، فإنهما يخشيان أن يضيع هذا الحافز وأن يتم تقليل احتمالية إطلاق حماس سراح الرهائن الإسرائيليين في أي وقت قريب.
حدد الجانبان شهر رمضان على أنه الوقت المناسب للتوصل إلى اتفاق قبل عدة أسابيع، ونتيجة لذلك، قال دبلوماسي أجنبي إنهم “يلعبون من أجل الوقت” حتى ذلك الحين. أعربت المصادر المشاركة في المحادثات مؤخراً عن تفاؤلها بإمكانية سد الفجوات المتبقية قبل العطلة، ويرجع ذلك أساساً إلى أن حماس تتعرض لضغوط لتنفيذ الاتفاق في ذلك الوقت المحدد. ومع ذلك، حذّروا من أن أياً من الجانبين لا يزال بإمكانه نسف المحادثات في اللحظة الأخيرة.
هل وافق الجانبان على صفقة بمراحل؟
تكشف سلسلة من التسريبات حول الأشكال المحتملة للصفقة أنه لا توجد فجوات كبيرة بين الجانبين حول مسألة كيفية إطلاق سراح الرهائن. ويبدو أن هذا سيحدث على مرحلتين على الأقل، مصحوبة بوقف طويل لإطلاق النار.
في المرحلة الأولى، من المرجح أن تطلق حماس سراح النساء وكبار السن والمرضى والجرحى، كما فعلت خلال صفقة الرهائن السابقة. وتود إسرائيل أيضاً أن يتم إشراك المجندات الخمس في الأسر في هذه المرحلة، حتى لا تترك أي امرأة في أيدي حماس. سيتم إطلاق سراح الرهائن الآخرين – الشباب والجنود وجثث أولئك الذين لقوا حتفهم – في وقت لاحق، على دفعة واحدة أو أكثر.
تدور الخلافات بين الجانبين بشكل أساسي حول قضايا أخرى – وقف إطلاق النار، وإعادة نشر القوات الإسرائيلية، والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة، وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل.
من هم اللاعبون الرئيسيون في المفاوضات؟
رئيس الوزراء القطري (وهو أيضاً وزير الخارجية)، محمد آل ثاني، هو الشخصية المهيمنة في الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس. لديه علاقات جيدة مع العديد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك مدير الموساد ديفيد بارنيا، الذي يقود المفاوضات نيابة عن إسرائيل.
لدى قطر وسيلتان رئيسيتان للضغط على حماس. الأول هو أن كبار قادة المنظمة يعيشون جميعاً في ذلك البلد. والثاني هو حقيبة قطر الفاخرة، التي ساعدت حماس على تعزيز سيطرتها على غزة، ويمكن أن تكون مصدر تمويل مهم لإعادة بناء غزة بعد أن تسحب إسرائيل قواتها.
بالإضافة إلى المحادثات الجارية، تم عقد أربع قمم على الأقل في الأشهر الأخيرة حضرها مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل. وكان الهدف من مؤتمرات القمة هذه هو إنقاذ المفاوضات من المآزق وصياغة مقترحات متفق عليها للمضي قدماً.
على الرغم من أن قيادة حماس في قطر هي اللاعب المهيمن في المحادثات نيابة عن المنظمة، إلا أن قيادتها في غزة (وخاصة يحيى السنوار)، لديها القدرة على الموافقة على الصفقة أو رفضها. لكن الاتصال مع قيادة غزة أكثر تعقيداً بسبب القتال المستمر.
ما مدى مشاركة نتنياهو في المفاوضات؟ ما مدى مشاركة مجلس الوزراء الأمني؟
وضع رئيس الوزراء ومجلس الوزراء الأمني حدود ما يؤذَن للمفاوضين الإسرائيليين بقبوله، كم عدد الأسرى الذين ترغب إسرائيل في إطلاق سراحهم (المئات وليس الآلاف) وهويّاتهم، ومدّة وقف إطلاق النار والمبادئ التي تحكم زيادة المساعدات الإنسانية. الحكومة الكاملة هي الهيئة التي ستوافق في النهاية على الصفقة، وسيحتاج نتنياهو إلى الأغلبية هناك لإطلاق سراح السجناء المدانين بالقتل.
وأوضح أحد المصادر أن “نتنياهو يجب أن يتعامل مع الرأي العام الإسرائيلي، لإظهار أنه يحقق إنجازات، وأن حماس لا تبتزّه في عملية إطلاق سراح الأسرى. عليه أيضاً أن يُشعر عائلات الرهائن بأنه يعمل نيابة عنهم؛ وإلا فإن الغضب العام ضده سيتزايد. أكثر من مرة، انتقد قطر علناً لحملها على زيادة الضغط على حماس، حتى عندما كان انطباعنا أن هذا لم يكن ضروريًا حقًا”…