أربعة عمليات فدائية خلال أربعة أيام.. قادة الشرطة والشاباك: الأشهر الثلاثة المقبلة الأكثر تفجرا بالقدس وأراضي الـ48 لتداخل أعياد المسلمين واليهود وحلول شهر رمضان
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
15-3-2022
ركّزت وسائل الإعلام العبريّة اليوم الثلاثاء على ما أسمته التصعيد الفلسطينيّ في القدس المُحتلّة، لافتةً إلى أنّه في الأيّام الأربعة الأخيرة وقعت أربع عملياتٍ فدائيّةٍ في شرقي المدينة، الأمر الذي يُنذِر باندلاع مواجهاتٍ مع بين الفلسطينيين وبين قوّات الاحتلال، مع التأكيد على أنّ المواجهات قد تمتّد إلى مدن وقرى الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وعلى نحوٍ خاصًّ مع اقتراب حلول شهر رمضان المُبارك، الذي يشهد دائمًا ارتفاعًا في المواجهات مع الاحتلال، على حدّ تعبيرها.
وتوقعت صحيفة “هآرتس” أنْ تشهد الأشهر الثلاثة المقبلة تصعيدًا أمنيًا في القدس المحتلة مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للعدوان على قطاع غزة ومعركة “سيف القدس” أو ما يُسمّيها الكيان عملية “حارس الأسوار”، بالإضافة إلى شهر رمضان، علمًا أنّ صُنّاع القرار في تل أبيب يخشون أنْ تندلِع المُواجهات على خلفيّةٍ دينيّةٍ، وتحديدًا في كلّ ما يتعلّق بالانتهاكات اليوميّة للمسجد الأقصى المُبارك، وفق ما نقلته عن مصادرها الرفيعة في تل أبيب.
ومضت الصحيفة العبريّة قائلةً:”ينظر المسؤولون في الشرطة وفي الشاباك إلى الأشهر الثلاثة المقبلة أنها إحدى الفترات الأكثر تفجرًا لتصعيد أمنيّ في القدس الشرقية، إضافة إلى التوتر القائم في القدس وفي المدن المختلطة على خلفية أحداث عملية “حارس الأسوار”، بسبب تداخل أعياد المسلمين واليهود وعلى رأسها شهر رمضان. التقدير في الشرطة هو أننا في بداية فترة مليئة بالمواجهات”.
وأكدّت الصحيفة أنّ “مسؤولين في شرطة الاحتلال يقدرون حاليًا أنه في حال اندلاع مواجهات، فإنها ستبقى محدودة ولن تؤدي إلى تصعيد أمني أوسع. مع ذلك، وكعبرة من التقديرات الاستخبارية الخاطئة في العام الماضي، لا تستبعد الشرطة والمؤسسة الأمنية في نقاشات داخلية إمكانية أن تنضم “حماس” في غزة إلى التصعيد”.
وأردفت الصحيفة، نقلاً عن المصادر عينها:”الجدول الزمني في الفترة القريبة مليء بالأحداث المتفجرة: في 30 آذار يصادف يوم الأرض. في 2 نيسان سيبدأ شهر رمضان، الذي يشكل في كل عام تحديًا لاندلاع أعمال عنف. الخشية المركزية هي من مواجهات عنيفة في الحرم القدسي بعد صلاة يوم الجمعة”.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت المصادر إلى أنّه “في 15 نيسان سيبدأ عيد الفصح، وفي الأيام التالية ستُقام بركة الكهنة التقليدية في أرجاء الحرم إلى جانب صعود متوقع لليهود إلى الحرم القدسي. فيما بعد سيأتي عيد الفطر، والذي يصادف في هذه السنة مع ذكرى قتلى معارك إسرائيل”.
وشدّدّت على أنّ “تداخل الأوقات يمكن أنْ يؤدي إلى انفجار الوضع، خاصة في المدن المختلفة مثل اللد وعكا. بعد أسبوع من ذلك، في 10 أيار (مايو)، يصادف مرور سنة على إطلاق الصواريخ على القدس وبداية أحداث عملية “حارس الأسوار”. وفي 15 أيام ذكرى يوم النكبة”.
وكشفت الصحيفة النقاب عن أنّ “التشديد في الاستعداد هو على القدس. ثلاث بؤر مركزية في العاصمة محددة من قبل الشرطة: الشيخ جراح، باب العامود والحرم القدسي”.
و”إضافة إلى القدس”، أكّدت، “هناك بؤرتان مركزيتان تشدد عليهما في الشرطة ويقدرون أنهما من المتوقع أنْ تكونا مصدرًا لاندلاع أعمال عنف، الأولى هي النقب والثانية هي اللد، التي بحسب مصادر في الشرطة “لا تزال دامية” في أعقاب أحداث عملية “حارس الأسوار” التي أضرّت بالعلاقات بين سكان المدينة اليهود والعرب. الخشية هي من أن تندلع اشتباكات عنيفة بين الطرفين في الذكرى السنوية لبدء المواجهات”.
و”يلاحظ المسؤولون في الشرطة أنه في السنة الأخيرة تعاظمت قوى قومية في المدينة ومن بينها حركة “الحراك الشبابي” الذين يعتبرون المواجهات التي حصلت في السنة الماضية على أنها انتصار”.
وخلُصت المصادر إلى القول إنّه “تمهيدًا للأسابيع المقبلة تعتزم الشرطة تجنيد سريتيْ حرس حدود، لكن واضح لها أيضًا أنه إذا تكررت أحداث حارس الأسوار، فإنه ستكون هناك حاجة فورية لتجنيد قوات إضافية”، على حدّ تعبيرها.