بكين تبدي انفتاحا أكبر على الأسواق العالمية لجذب المزيد من المستثمرين الأجانب.
صحيفة العرب
الجمعة 2023/03/31
البحث عن آفاق جديدة
بواو (الصين) – تسعى الصين إلى الانفتاح أكثر على الأسواق العالمية لجذب المزيد من المستثمرين الأجانب حتى في ظل التوترات التجارية والجيوسياسية مع الغرب التي تلوح في الأفق.
وأكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في خطاب ألقاه في قمة تجارية وسياسية في مقاطعة هاينان الخميس، أنه ملتزم بفتح وإصلاح ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وجاء خطاب تشيانغ في غضون أسبوع شنت فيه بكين هجوما على الشركات الخارجية، بينما تسعى إلى دعم اقتصاد يعاني منذ سنوات من القيود الوبائية.
لكن آفاق التعافي السريع تخيم عليها العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة وحلفائها بشأن قضايا من بينها تقارب العلاقات مع روسيا، والموقف تجاه تايوان والمخاوف بشأن استخدامها للتكنولوجيات الحساسة.
لي تشيانغ: بلدنا يجب أن يكون قوة هائلة للرخاء والاستقرار العالمي
وقال تشيانغ، الذي تولى منصبه هذا الشهر، أمام اللجنة في منتدى بواو السنوي “بغض النظر عن التغييرات التي تحدث في العالم، سنلتزم دائما بالإصلاح والانفتاح وسنقدم سلسلة من الإجراءات الجديدة في توسيع الوصول إلى الأسواق وتحسين بيئة الأعمال”.
وأضاف أن “الصين الواثقة والمفتوحة والراغبة في المشاركة يجب أن تكون قوة هائلة من أجل الرخاء والاستقرار في العالم”.
وتابع تشيانغ، الذي تحدث إلى جانب رؤساء وزراء ماليزيا وسنغافورة وإسبانيا، في وقت سابق هذا الأسبوع، لمجموعة من المديرين التنفيذيين الأجانب، بمن فيهم تيم كوك من شركة أبل، في قمة في بكين أن الصين ملتزمة “بثبات” بالانفتاح.
وفي خطابه الأول بعد توليه منصبه، تعهد تشيانغ بتخفيف الحملة التنظيمية الشاملة ودعم الشركات الخاصة، في إشارة إلى أن الموقف قد يؤتي ثماره بالفعل.
وكدليل على ذلك، أعلنت مجموعة علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية هذا الأسبوع أنها تخطط لتفكيك إمبراطوريتها واستكشاف العديد من عمليات جمع التبرعات أو الإدراج.
لكن ثلاث سنوات من الضوابط الصارمة على الحدود وسلسلة من عمليات الإغلاق الشاملة أثناء الأزمة الصحية قوضت ثقة الأعمال في الصين، وخاصة بين الشركات الأجنبية، وفقا لاستطلاعات الرأي.
وتم إسقاط قيود الإغلاق الاقتصادي بسبب الوباء بشكل مفاجئ في ديسمبر الماضي. وقال تشيانغ أمام القمة إن “هناك علامات على بدء التعافي”.
وأوضح أن “بالحكم على الوضع في مارس، فإنه أفضل مما كان عليه في يناير وفبراير. وعلى وجه الخصوص، تستمر المؤشرات الاقتصادية الرئيسية مثل الاستهلاك والاستثمار في التحسن، في حين أن التوظيف والأسعار مستقران بشكل عام”.
ووضعت الصين لنفسها هدفا متواضعا لنمو الناتج المحلي الإجمالي بنحو 5 في المئة هذا العام، بعد أن أخطأت بشكل كبير في هدفها لعام 2022. وهذا أقل مما يعتقد صندوق النقد الدولي وبعض المتنبئين من القطاع الخاص بأنه يمكن تحقيقه.

مجموعة علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية تخطط لتفكيك إمبراطوريتها واستكشاف العديد من عمليات جمع التبرعات
وبالنسبة للبعض في المؤتمر، لم تمر رسالة لي إلى رجال الأعمال مرور الكرام. وقال دينيس ديبو، العضو المنتدب العالمي في شركة رولاند ريغير للاستشارات، “أرى المزيد من التصميم في نقل رسالة مفادها أن الصين قد عادت بالفعل إلى الانفتاح على الأعمال”.
لكن كانت هناك أيضا ملاحظات تحذيرية. وفي تعليقات مبطنة تستهدف الولايات المتحدة، التي تعمل مع حلفائها لإعاقة وصول الصين إلى التقنيات المتقدمة مثل الرقائق الدقيقة، قال تشيانغ إن بكين “تعارض الحمائية التجارية والفصل”.
وهو الموقف ذاته الذي يتبناه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وقال في القمة إن الحمائية ستمثل “عودة إلى الماضي” وتضر بالعلاقات بين الصين وأوروبا.
لكن بعد ساعات على خطابه، قالت المفوضية الأوروبية إنها تدرس إجراءات للسيطرة على الاستثمار الخارجي لمنع بعض التقنيات الحساسة من الذهاب إلى منافسين مثل الصين.
وتأتي محاولة الصين لكسب المزيد من الأعمال أيضا في وقت الخطاب الحاد مع الولايات المتحدة، أكبر سوق تصدير لها.