الجبهة الوطنية الديموقراطية (جود)
ينتهي عام 2021 ، ولا زال الشعب السوري يعاني ضنك العيش، والانتهاكات والجرائم، فيزداد الوضع المعيشي سوءاً وقد أنهك السوريون جوعا وعوزاً ، وتنعدم القدرة الشرائية بفعل تدهور كارثي لقيمة الليرة السورية، في ظل غلاء فاحش وندرة في المواد الأساسية، الطعام والدواء والوقود، وتدهور للقطاعات الخدمية كافة وفي مقدمتها الصحة والتعليم، وحيث الأسر المكلومة بخسارة الأولاد والأزواج والزوجات والأخوة والأخوات قتلا واعتقالا وتهجيراً حتى بات ملايين السوريين في مخيمات النزوح واللجوء.
كل ذلك ولا يزال النظام على تعنته، مستمراً بفرض الحل الأمني والعسكري في أرجاء سوريا، في كم الأفواه، ويقمع الحريات، ويحاصر ويعتقل ويقتل ويجوع في مناطق سيطرته، ويقصف بالطائرات والمدافع في المناطق الخارجة عنها، مستعينا في كل ذلك بحلفائه من القوى والاحتلالات الأجنبية على الأرض السورية جيوشا وميليشيات. معتمداً في الخارج على تراخ وترهل في الموقف الدولي يترك الشعب السوري وسوريا منهوبة الثروات، فاقدة السيادة، على سمائها وأرضها ومرافقها، تحت سيطرة الاحتلالات وسلطات الأمر الواقع.
وفي ظل هذا الاستعصاء الذي يغيب فيه الموقف الإنساني دولياً، وحيث يتنصل حلفاء النظام من وعودهم وضماناتهم بحماية المدنيين، والتزاماتهم بقرارات الشرعية الدولية التي نص عليها مجلس الأمن والأمم المتحدة، فيعودون إلى تعويم نظام الاستبداد وتكريس رموزه، ضاربين عرض الحائط بكل ما ساهموا في إقراره خلال السنوات الماضية من محنة الشعب السوري.
ما يحيل إلى تعثر مسار الحل السياسي، وتكريس الأزمة، وإطلاق يد النظام بالقتل والقمع والتدمير. وليست التصريحات الروسية الأخيرة إلا انقلابا على قرارات الشرعية الدولية وتكريساً لمعاناة السوريين، بينهم عشرات الآلاف من معتقلي الرأي، وعشرات آلاف المختفين والمغيبين قسريا، وملايين النازحين واللاجئين.
من هنا فإننا في الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود)، ننظر إلى توحيد جهود المعارضة الوطنية الديمقراطية، وإنهاض جبهتها نحو مؤتمرها الموسع، كخطوة أساسية لتجسيد إرادة الشارع السوري وحلم السوريين في الحرية والكرامة وإنهاء الاستبداد.
ونحث المجتمع الدولي والجهات صاحبة القرار، بالضغط على النظام وحلفائه، للفيول بقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها بيان جينيف 2 والقرار 2254 والقرارات ذات الصلة، طريقة وحيدة للحل وإنهاء الأزمة، وبدء الخروج بسوريا وطناً موحداً إلى بر الأمان، ووضع حد لمعاناة السوريين، وهدر الأعمار والمقدرات، وفرص العيش.
31 – 12 – 2021
الجبهة الوطنية الديموقراطية (جود)
الهيئة المركزية