شريف الخضر (أبو صدام)
15/12/2022
عندما نغوص في عمق التاريخ البشري كثيراً لابد لنا أن نتوقف قليلاً عند نقطة التكوين التي هي نقطة ارتكاز الأشياء الكونية عندها يتبين لنا أن لكل شيء أصل في هذا الكون البديع وبناء عليه يجب أن يعود كل شيء لأصله وهذه الأشياء. الكونية. (تُحَسّن وتُقَوّم) بوسائل. كي يصلُح عملها في الحياة.
فلوعدنا. إلى موضوع بحثنا. الذي نحن بصدده
(توأمة القومية والعقيدة).
لتبين لنا أن القومية هي أصل من أصول الأشياء الكونية الارتكازية التي يجمع عليها الجميع بكافة عقائدهم ومذاهبهم وألوانهم ومشاربهم.
فضلاً عن العقيدة التي هي جمال الأصل وروحه والتي ينقسم عليها أبناء القومية الواحدة.
وهناك من الأدلة الكثيرة التي يحتج بها الباحث المنصف على شرعنة القومية والتأكيد على اقدمية وجودها وتوجيه الخطاب الإلهي والرسل الكرام لها.
وأنا استدل بخير الحجج وآكَدَهَا وأصدقها على الإطلاق من وجهة نظري مع وافر الاحترام لكل الباحثين والمفكرين من كل القوميات والديانات ألا وهو كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
فهناك من النصوص الخطابية الكثير في القرآن الكريم تخاطب البشر بأقوامهم كقوم عاد وثمود وقوم صالح وهود وقوم لوط، وقوم تبع وبني اسرائيل وقوم موسى وعيسى وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى سائر الانبياء والمرسلين.
وأما ما ورد في خطاب الأنبياء والرسل لمن أرسلوا إليهم من البشر، بقولهم (يا قوم أفعلوا. ولا تفعلوا *)
وهذا ما يؤكد لنا بالقطعية الواضحة والصريحة بأن العقائد السماوية جاءت كمناهج ودساتير لهذه القوميات التي تشكل البشرية جمعاء وعلى رسلٍ في حقبٍ متفاوتة تحمل في طياتها شرائع وقوانين
ساميه ونبيله تحكم البشرية وتنظم علاقاتها في الحياة الدنيا ويعود ثوابها وعقابها على الفرد في الحياة الآخرة.
إذن العقائد هي مناهج نفعيه جاءت لخدمة ومصلحة القوميات التي بمجموعها تتكون البشرية جمعاء نتج عنها علاقة روحية متلازمة ترتفع وتنخفض بحسب إيمان الفرد بعقيدته.
ومن خلال هذا البحث التاريخي في أصول الأشياء الكونية يتضح لنا بأن القومية هي أصل متجذر منذ نشأة التكوين والعقيدة. جمال القومية وروحها وثمرتها وزهرها. وعبقها كمثل (آدم عليه السلام أصل البشرية)
فجمالية هذا الأصل بتعلمه الأسماء من ربه عز وجل. (وعلمنا آدم الأسماء).
ومن هنا نستطيع القول بأن القومية هي الإطار الأوسع والأشمل لكل مكونات الأمه بكافة معتقداتها وطوائفها ومللها ونحلها والضامن لها ولأبنائها.
وما قراءة وجدلية المناهضين والناعتين للقومية العربية ماهي إلاّ قراءة خاطئة تجافي الحقيقة تنم عن قصر نظر وضبابيه في الرؤيا.