بمناسبة الذكرى ال 70 لثورة 23 تموز يوليو، صدر عن الامانة العامة لحزب الاتحاد البيان التالي:
يحتفل أحرار الامة والعالم بالذكرى ال 70 لقيام ثورة 23 تموز يوليو، التي قادها المعلم جمال عبد الناصر وسط ظروف مصرية وعربية غاية في التعقيد، فكانت فلسطين إحدى المحركات الاساسية لقيام تلك الثورة بظل ملكية قابعة على سلطة الحكم في مصر، تابعة للاستعمار وتأتمر بأوامره، وتسلح الجيش المصري بسلاح فاسد لضرب رغبة الجيش والشعب المصري في نصرة فلسطين.
وسط هذه الظروف كانت مصر على موعد مع القدر لقيام ثورة 23 تموز، التي أعادت لمصر دورها وشخصيتها الريادية كقاعدة اقليم لنضال الامة من أجل نهضتها وتقدمها وتحررها.
لم تكن ثورة 23 يوليو تموز تستهدف حدود النطاق الوطني لمصر فحسب، بل كان مداها أبعد لان لمصر وزناً في محيطها العربي والافريقي والدولي يرسم للاقليم والمنطقة سياسات النهوض والتقدم.
فدور مصر لا يمكن أن يختفي وراء ادوار اقليمية، ولا تقيده اتفاقيات مذلة، فهي التي تصنع للاقليم وزنه وللامة نهوضها واستقلالها، فعندما تغيب مصر عن هذا الدور تخبو الحياة العربية وتصبح أثيوبية تتحكم في الامن الغذائي والمائي لمصر والسودان ، فقد غاب المشروع العربي التحرري بسبب غياب ثورة 23 تموز عن موقع القرار الرسمي ، فبدأت تتحكم الادوار الاقليمية والدولية بحاضر الامة ومستقبلها، وتعيث تجزئة وانقسام وتفكك بوحدة مجتمعاتها الوطنية، وحلت الشرق اوسطية ومشروع الابراهيمية مكان وحدة الامة وعلى حساب استقلالها ونهوضها القومي المستقل ، وبدأت الهرولة نحو تطبيع مذل تشرع فيه عواصم الامة لكيان غاصب يسعى في التحكم بمقدرات الامة ويجعلها اسيرة مشروعه في بناء حلمه التاريخي بقيام اسرائيل الكبرى.
انه واقع عربي مرير يذكرنا بالواقع العربي قبل قيام ثورة 23 تموز، فما احوج الامة اليوم لثورة 23 تموز تعيد تصحيح المسار العربي وتضع الامة على سكة الخلاص والتحرر والوحدة
فلا خلاص للامة بغير المبادئ التي ارستها ثورة 23 يوليو تموز وستبقى الحياة العربية اسيرة التفكك والانقسام والتبعية طالما أهداف هذه الثورة غائبة عن الحياة العربية، وكلما ابتعدت الامة عن هذه الاهداف ستبقى الامة في حالة تفكك وضعف وهوان.
فالناصرية ثورة الاهداف الكبرى لامة تريد النهوض وتحقيق سيادتها على ترابها القومي من اجل المشاركة في صناعة حياة انسانية تسودها العدالة وليس القهر والاستبداد
في الذكرى ال 70 للثورة، يقتضي ان يدرك العرب ان لا خلاص ولا تقدم لهم ولا استقلال لقرارهم الوطني والقومي بغير التمسك بأهداف ثورة 23 يوليو تموز فهي ثورة حياة لامة العرب وطريق تحررها من جديد.
بيروت في 22/7/2022
حزب الاتحاد
الامانة العامة.