خاص – صدى الشرقية
يشهد مخيم الهول للنازحين في ريف الحسكة الشرقي، خلال الأيام المقبلة، تحضيرات لــخروج دفعة جديدة من العائلات المدنية، ضمن عمليات إخلاء منظمة تتم بضمانات مقدمة من شيوخ ووجهاء العشائر العربية، وبتنسيق مباشر مع قوات التحالف الدولي.
وأكد مراسل صدى الشرقية المتواجد داخل المخيم أن أكثر من 45 عائلة تنحدر من مناطق دير الزور، الرقة، والريف الشرقي لمحافظة حلب، ستغادر المخيم ضمن قافلة جديدة ، بعد استكمال الإجراءات الإدارية والأمنية، والتي تضمنت التحقق من الهوية والتواصل مع وجهاء العشائر الذين تكفّلوا بضمان عودة العائلات بأمان إلى مناطقهم الأصلية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة تحركات تهدف إلى تقليص أعداد قاطني المخيم من النساء والأطفال المدنيين، الذين لجؤوا إليه بسبب ظروف الحرب وفقدان الاستقرار.
ووفقاً لإدارة المخيم، فقد انخفض عدد سكانه من نحو 73 ألف شخص عام 2019، إلى حوالي 35 ألفاً فقط بحلول أيار الجاري، نتيجة عمليات إعادة منتظمة، رغم البطء في استجابة بعض الدول لاستعادة رعاياها.
وساطة عشائرية
لعب شيوخ ووجهاء العشائر في محافظتي الحسكة ودير الزور دوراً محورياً في عمليات الإخلاء، من خلال تقديم ضمانات خطية تتعهد بمتابعة أوضاع العائدين وتسهيل اندماجهم مجدداً ضمن مجتمعاتهم المحلية.
وأكد عدد من وجهاء العشائر في تصريحات صحفية أن هذه المبادرات تهدف إلى “تعزيز الاستقرار المحلي وتحقيق المصالحة المجتمعية، بعد سنوات من التهجير والاضطرابات الأمنية”، على حد تعبيرهم.
ارتياح العائدين
وأعرب عدد من أفراد العائلات المغادرة عن ارتياحهم بعد سنوات من المعاناة داخل المخيم، مشيرين إلى الظروف الصعبة التي عاشوها، بما في ذلك التهديدات الأمنية ونقص الخدمات الأساسية.
وأوضح بعضهم أن ضغوط الإقامة الطويلة دفعت نازحين إلى دفع مبالغ مالية لقادة في “قسد” لتسريع عملية خروجهم، بحسب روايات نقلها مراسل صدى الشرقية.
تحديات ما بعد العودة
رغم الترحيب الواسع بفرص العودة، إلا أن العائلات العائدة تواجه تحديات كبيرة، أبرزها تردي البنية التحتية في مناطقهم الأصلية، ونقص الخدمات الأساسية من كهرباء، مياه، وخدمات صحية، ومع ذلك، يفضّل كثيرون هذه العودة على البقاء في المخيم، الذي يفتقر بدوره إلى أدنى مقومات العيش الكريم.
ويُعد مخيم الهول من أكبر المخيمات في شمال شرق سوريا، ويضم آلاف النازحين من مختلف المحافظات، وقد دعت منظمات حقوقية وإنسانية مراراً إلى وضع حلول جذرية لسكانه، وتسريع وتيرة الإخلاء الطوعي بما يحفظ كرامة العائلات المدنية ويضمن سلامتها.
وفيما تشكل عمليات الخروج الأخيرة من المخيم بارقة أمل للعديد من العائلات التي لا تزال تنتظر دورها، تتطلع الأوساط المحلية إلى أن تسهم هذه المبادرات في طي صفحة من المعاناة، والتمهيد لاستقرار مستدام في المنطقة.