الجزائر ـ “القدس العربي”:
07/ 06 / 2023
استقبلت الرئاسة الجزائرية حصول البلاد على مقعد غير دائم في مجلس الأمن خلال انتخابات الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء بطعم الانتصار، في وقت تفاعلت الأحزاب السياسية من شتى الاتجاهات بقوة مع هذا الحدث الذي يعكس حسبها الاعتراف بالدور الجزائري على صعيد حل الأزمات الدولية.
بعد نحو 20 سنة من آخر عضوية لها بمجلس الأمن، عادت الجزائر إلى هذه الهيئة الدولية الرفيعة على صعيد صناعة القرار الدولي، بعد انتخابها بأغلبية ساحقة ومن الجولة الأولى من قبل أعضاء الجمعية العامة، حيث حصلت على 184 صوتا من أصل 193 صوتا لتصبح بذلك عضوًا غير دائم في مجلس الأمن بدءًا من 1 كانون الثاني/جانفي 2024 وإلى غاية 31 كانون الأول/ديسمبر 2025. وتعد المرة الرابعة التي تفوز بها الجزائر في تاريخها بمقعد غير دائم في مجلس الأمن، بعد عهدات 1968-1969 و1988-1989 و2004-2005.
وفور إعلان النتيجة، أبرزت الرئاسة الجزائرية أن “هذا الانتخاب الذي يمثل مكسبا ثمينا يضاف إلى رصيد السياسة الخارجية لبلادنا، يعكس التقدير والاحترام الذي يحظى به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، من قبل المجتمع الدولي، وعرفانه لمساهمته في إحلال السلم والأمن الدوليين”.
واعتبر بيان الرئاسة أن هذا النجاح الدبلوماسي وبوضوح، يؤكد عودة “الجزائر الجديدة” (شعار مرحلة الرئيس تبون) إلى الساحة الدولية ويؤيد رؤية ونهج رئيس الجمهورية للحفاظ على السلم والأمن في العالم على أساس التعايش السلمي والتسوية السلمية للنزاعات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول في إطار السياسة الخارجية لبلادنا التي تستمد مبادئها وقيمها ومثلها من ثورتنا التحريرية المجيدة.
وبعد أن أصبحت عضوا في المجلس، أكدت الرئاسة الجزائرية أنها ستحرص على إسماع صوت الدول العربية والأفريقية والدفاع عن المصالح الاستراتيجية المشتركة في مختلف القضايا التي تندرج ضمن اختصاصات مجلس الأمن. وذكرت أن الجزائر تجدد عزمها الثابت والهادف للدفاع عن القضايا العادلة لفضاءات انتمائها هذه وإلى ترقية جميع تطلعاتها وآمالها داخل مجلس الأمن.
وفي سياق ردود الفعل، قال حزب جبهة التحرير الوطني إن هذا الانتخاب يعتبر تزكية دولية للجزائر واعترافا بدورها المحوري على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما أنه يعكس الاحترام والتقدير التي يحظى بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من قبل المجتمع الدولي.
واعتبر الحزب الذي يشكل الأغلبية البرلمانية ويشارك في الحكومة، أن انتخاب الجزائر لهذه المهمة الدولية الهامة والحيوية، لم يأت صدفة، إنما هو ثمرة جلية لحنكة السياسة الخارجية، في إطار الالتزامات، التي تعهد بها رئيس الجمهورية، وإرادته القوية في بلورة أهداف الدبلوماسية الجزائرية، في ظل القيم والمبادئ الثابتة، التي تقوم عليها.
ودعا من جهته التجمع الوطني الديمقراطي وهو ثاني أحزاب الموالاة، كافة القوى السياسية والمجتمعية في البلاد إلى “الالتفاف حول مؤسسات الدولة وتوجهات سياستها الخارجية؛ من أجل صون هذه المكاسب الدبلوماسية ورفع صوت الجزائر عاليًا في كل المحافل الدولية”. واعتبر الحزب أن هذا النصر الدبلوماسي، سيعود بالنفع على إفريقيا والعالمين العربي والإسلامي من أجل المرافعة على قضايا المنطقة وانشغالاتها؛ إضافة إلى تركيز الجهود الدولية على تعزيز التعاون ونشر السلم والأمن ومواصلة مكافحة الإرهاب.
ومن جانب المعارضة، قال رئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني إن انتخاب الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن لمدة سنتين، “يعد فرصة هامة لمساهمة الدبلوماسية الجزائرية في الدفاع عن القضايا العادلة في العالم”، ويدعم حسبه الاستمرار في إرساء أسس السلم والأمن عبر حل النزاعات الاقليمية وتطويق بؤر التوتر، بتطبيق قرارات الأمم المتحدة وتغليب لغة الحوار والتعايش.
وذكر حساني في تصريح مكتوب أن هذا الانتخاب يعد سانحة لتموقع الجزائر ضمن تحول نحو عالم متعدد الأقطاب يفرض أداء دور يحمي مصالح الشعوب ويحافظ على وحدة البلدان ويحترم الخصوصيات الدينية والثقافية، مشيرا إلى “هذا الإنجاز يثمن دور وجهود الدبلوماسية الجزائرية، ويعزز موقع الجزائر إقليميا ودوليا، ويؤكد دورها العربي والاسلامي والافريقي”.
ولقي دخول الجزائر لمجلس الأمن إشادة عربية. وأكد في هذا السياق، رئيس البرلمان العربي بن عبد الرحمن العسومي، ثقته في أن الجزائر ستكون صوتا قويا مؤيدا لكافة القضايا العربية في مجلس الأمن، لما يمثله هذا الفوز من إضافة نوعية للدبلوماسية العربية على المستوى الدولي، معربا عن تقديره للجهود الحثيثة التي تقوم بها جمهورية الجزائر في الدفاع عن قضايا الأمة العربية وحماية مصالح الشعب العربي الكبير.
وحظيت الجزائر خلال ترشحها لعضوية مجلس الأمن بتزكية ومصادقة كل من الاتحاد الأفريقي، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وكذا دعم العديد من الدول الشقيقة والصديقة، وفق الخارجية الجزائرية، وهو ما جعل حظوظها قوية. وفي أيلول/سبتمبر الماضي، بدأت الدبلوماسية الجزائرية حملة مكثفة في أروقة مبنى الأمم المتحدة بنيويورك، للدفاع عن ترشحها لعضوية مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة، حيث كانت قد افتكت في مرحلة أولى عضوية مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة للفترة 2023-2025، خلال الجلسة العامة السابعة عشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحصولها على 178 صوتا.
على الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية الجزائرية على فيس بوك
#هام
#بيان_رئاسة_الجمهورية
تقديراً لدورها المحوري في منطقتها، تم انتخاب الجزائر اليوم، في الجولة الأولى و بالأغلبية الساحقة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، عضوًا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لمدة سنتين بدءًا من 1 جانفي 2024 وذلك، على إثر تصويت 193 دولة عضو في الأمم المتحدة.
إن هذا الانتخاب الذي يمثل مكسبا ثمينا يضاف إلى رصيد السياسة الخارجية لبلادنا، يعكس التقدير والاحترام الذي يحظى به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، من قبل المجتمع الدولي، وعرفانه لمساهمته في إحلال السلم والأمن الدوليين. ويؤكد هذا النجاح الدبلوماسي وبوضوح، عودة الجزائر الجديدة إلى الساحة الدولية ويؤيد رؤية ونهج رئيس الجمهورية للحفاظ على السلم والأمن في العالم على أساس التعايش السلمي والتسوية السلمية للنزاعات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول في اطار السياسة الخارجية لبلادنا التي تستمد مبادئها وقيمها ومثلها من ثورتنا التحريرية المجيدة.
بعد أن تولت الجزائر رئاسة قمة جامعة الدول العربية بنجاح كبير، يضفي هذا الانتخاب في الجهاز الرئيسي للأمم المتحدة المكلف بحفظ السلم والأمن الدوليين، على بلادنا، مسؤولية خاصة متمثلة في المساهمة في مسار صنع القرار الدولي، وهي فرصة متجددة لبلادنا لإعادة تأكيد مبادئها وقيمها وتبادل رؤيتها بشأن القضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن في مجال السلم والأمن الدوليين.
إن الجزائر،التي تتطلع إلى الإسهام في عمل مجلس الأمن، تحت القيادة الحكيمة لرئيس الجمهورية السيد عبدالمجيد تبون، عازمة على تركيز جهودها لتعزيز السلم والأمن الدوليين، وتنشيط العمل متعدد الأطراف المتجدد مع تقوية الشراكات الرئيسية بالإضافة إلى تعزيز مبادئ وقيم عدم الانحياز ومواصلة الجهود لمكافحة الإرهاب وتعزيز مشاركة النساء والشباب في هذه الجهود الدولية.
كما ستحرص الجزائر على إسماع صوت الدول العربية والأفريقية والدفاع عن المصالح الاستراتيجية المشتركة في مختلف القضايا التي تندرج ضمن اختصاصات مجلس الأمن.
وتغتنم الجزائر هذه المناسبة السعيدة لتُعرب عن خالص شكرها وعميق عرفانها لكل من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي نظير تبنيها الثمين ورعايتها السخية لترشيحها. كما تجدد التأكيد على عزمها الثابت والهادف على الدفاع عن القضايا العادلة لفضاءات انتمائها هذه وإلى ترقية جميع تطلعاتها وأمالها داخل مجلس الأمن.
كما تتوجّه الجزائر بنفس آيات الشكر والامتنان إلى جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي ميزتها بوضع ثقتها فيها وأحاطتها بالدعم والسند لتمكينها من الانضمام إلى هذه الهيئة المركزية التي أسندت إليها المهمة الثقيلة والنبيلة لحفظ السلم والأمن الدوليين.