3/2/2023| (مكة المكرمة)
قال محمد الفادني خبير العلاقات السودانية الإسرائيلية إن الأشهر القليلة المقبلة ستشهد توقيع اتفاقية “إبراهام” بين الخرطوم وتل أبيب في واشنطن.
وأضاف خلال مشاركته، الخميس، في برنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر أن إسرائيل تتطلع إلى التعاون مع السودان في مجالات الزراعة والاستثمار في التعليم وغيره.
وتابع الفادني “إسرائيل كان لها دور كبير في رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب”.
وأوضح الفادني أن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين للخرطوم تعني عودة مسار التطبيع مرة أخرى بعد أن توقف مدة سنتين.
محمد الفادني: ما يحدث صفقة مع الولايات المتحدة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مقابل التطبيع مع إسرائيل
وفي وقت سابق الخميس، توصّلت إسرائيل والسودان خلال زيارة غير مسبوقة لوزير خارجية إسرائيلي للخرطوم، إلى “اتّفاق” على العمل من أجل إبرام “معاهدة سلام”.
وأجرى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين محادثات في الخرطوم مع عدد من المسؤولين السودانيين، في مقدّمهم رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
وأشار الفادني “السودان كان في حالة حرب مباشرة مع إسرائيل، إبان حكم نظام عمر البشير، وقد تعرض للقصف مرتين بسبب ذلك، بدعوى تهريب السلاح إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)”. وأردف “السودان يسعى للخروج من هذه الدائرة، مشيرا إلى محاولة تواصل سابقة بين نظام البشير وإسرائيل لإحداث تفاهمات آنذاك”.
اليوم الحزين
بدروه، وصف عثمان الكباشي الأمين العام للقوى الشعبية السودانية المناهضة للتطبيع يوم زيارة كوهين للخرطوم بأنه “يوم حزين” على الشعب السوداني وتاريخه وحاضره ومستقبله.
وأضاف خلال مشاركته، الخميس، في برنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر، أن اتفاقية التطبيع مع إسرائيل ليست لها قيمة لدى الشعب لأنها تناقض مواقفه الأخلاقية الرافضة لـ”الكيان الصهيوني” باعتباره دولة احتلال ظالمة.
وشدد على أن الشعب السوداني يعي تماما أن التطبيع مع إسرائيل لن يعود على البلاد بأي مصلحة في أي من المجالات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية.
وأردف الكباشي “التطبيع مع إسرائيل سيضر السودان من الناحية الأمنية، كما أننا لا ننسى أن الكيان الصهيوني كان هو المحرض على انفصال جنوب السودان”.
وتابع “الكيان الصهيوني هو الداعم الأول لحركات التمرد وعدم الاستقرار في السودان على طول تاريخه”.
عثمان الكباشي: التطبيع مرفوض والشعب لا ينسى المحاولات الإسرائيلية لتمزيق السودان والتحريض على انفصال جنوب السودان
وأرجع الكباشي ما يحدث إلى الهشاشة السياسية التي تسود السودان واستمرار المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.
وشدد على أن الشعب السوداني سينتفض في مواجهة هذا الاتفاق فور الوصول إلى حكومة شرعية حقيقية.
وتابع “لم تنجح اتفاقية كامب ديفيد في إنقاذ مصر من أزماتها والشعب السوداني بات يعلم بوضوح الأوضاع التي آلت إليها حال الشعب المصري”.
بعد القمة العربية في #السودان عام 1967 التي سميت بـ”اللاءات الثلاث”.. لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني
وزير الخارجية الإسرائيلي في فبراير 2023: نعود من الخرطوم بنعم ثلاث مرات للسلام وللمفاوضات وللاعتراف بإسرائيل
“صفقة مذلة”
وكانت “القوى الشعبية لمقاومة التطبيع في السودان” قد وصفت ما سمته “صفقة التطبيع” مع إسرائيل بـ“المذلة” وتنفصل تمامًا عن قيم الشعب السوداني و”تاريخه المناهض لشرعنة الاحتلال وممارساته الإرهابية”.
وفي بيان لها، دعت القوى الشعبية “القيادة العسكرية في السودان” إلى وقف ما وصفته بالعبث بأمن البلاد والتنكر لتاريخها ومبادئ شعبها، وأضافت: نؤكد على موقف شعبنا المتمثل في مؤتمر “اللاءات الثلاث” وقانون مقاطعة إسرائيل.
وأشارت القوى الشعبية لمقاومة التطبيع إلى أنها ستسعى بكل السبل لمناهضة التطبيع مع إسرائيل المفروض على الشعب السوداني بخبث ومكر، وفقًا للبيان.
ووافق السودان على اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في اتفاق عام 2020 توسطت فيه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب إلى جانب اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل ودولة الإمارات والبحرين والمغرب المعروفة باسم “اتفاقيات أبراهام”.
مرحلة علنية
في هذا السياق، قال شلومو غانور المحلل السياسي الإسرائيلي إن زيارة كوهين للخرطوم تأتي امتدادا للمساعي الثنائية التي تمت بين البلدين لإقامة علاقات طبيعية وسلمية بينهما.
وأضاف خلال مشاركته، الخميس، في برنامج المسائية عبر شاشة الجزيرة مباشر “تنبع أهمية زيارة كوهين من كونها تعبر عن تمسك الطرفين باتفاقات أبراهام، وانتقال العلاقات إلى مرحلة علنية وعملية لتحقيق رفاهية الشعب السوداني ودعم الاستقرار الإقليمي”.
وأوضح أن الاتفاق يمنح السودان مميزات اقتصادية كبرى تمكنه من الحصول على قروض والتعامل مع المؤسسات الدولية.
وأشار غانور إلى أن الاضطرابات السياسية في السودان تسببت في تأجيل توقيع الاتفاق. لكن إسرائيل لديها الاستعداد التام للتعامل مع أي حكومة سودانية منتخبة.
“تركيع” السودان
من جهته، أعلن تحالف التيار الإسلامي العريض بالسودان رفضه القاطع لأي علاقة مع إسرائيل في ظل احتلالها لأراضي فلسطين.
ودعا في بيان له، الخميس، الشعب السوداني إلى رفض سياسة الأمر الواقع التي تهدف إلى “تركيع السودان وإدخاله حظيرة التطبيع المذلة عنوة”.
كما حذر السلطة الانتقالية بالبلاد من المضي قدما في هذا الطريق “الخاسر” وبيع إرادة شعب كامل يتوق إلى الحرية والكرامة وسوقه إلى ميدان البيع الرخيص في صفقات الخسران المبين، بحسب وصف البيان.
وأبدى “التيار الإسلامي العريض” دهشته لما وصفه بجرأة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الذي لا يحمل أي تفويض يخول له التصرف بهذا التحدي في قضايا مفصلية لا يحق لأي جهة البت فيها دون تفوض شعبي.
“تزوير” إرادة الشعب
من جهته، قال حزب المؤتمر الشعبي بالسودان إن محاولة التطبيع لن يكتب لها النجاح مهما تكاثرت وبذلت لها وعود الترغيب والترهيب.
وأضاف “ندعو قوى المجتمع السوداني الصادمة والمكونات السياسية للاصطفاف ضد أي محاولات لتزوير إرادة الشعب السوداني وتجاوز خياراته”.
“مهانة وعار”
وقال حزب المؤتمر الوطني السوداني إن التطبيع لن يجدي نفعًا مع “عدو ماكر”، ولن يصلح حال العباد ولا البلاد، ولن يجني شعبنا منه غير “المذلة والمهانة والخزي والعار”.
وأكد الحزب، في بيان له، موقفه الثابت من القضية الفلسطينية وحق شعبها المشروع في المقاومة وإقامة دولتهم المسلوبة. كما شدد على رفضه لأي عملية تطبيع مع “الكيان الصهيوني المحتل”.
ودعا الحزب “كافة التيارات الوطنية والأحزاب السياسية والمنظمات الإنسانية والاتحادات النقابية والشعوب الحرة إلى مواصلة مناصرة الشعب الفلسطيني وحمايته من جرائم الحرب التي تمارس عليه منذ أمد بعيد”. بحسب البيان.