أ. د. جاسم يونس الحريري*
صحيفة رأي اليوم
دعا الرئيس الاوكراني ((فولوديمير زيلينسكي))كل الاجانب الراغبين في الانضمام الى مقاومة المحتلين الروس وحماية الامن الدولي للمجيىء الى بلاده والالتحاق بصفوف الجيش وقد أصدر مرسوما في هذا الموضوع بتشكيل ((فرقة دولية من المتطوعين))تابعة للجيش وذلك حتى تتحول الحرب ضد روسيا من((حرب شعبية))الى((حرب دولية))، وفي نفس الاتجاه وفي أغرب تصريح لوزير الخارجية الاوكراني ((دميترو كوليبا))في اليوم الرابع للحرب الروسية ضد أوكرانيا ((دعا فيه كل المتطوعين ممن يريدون أن يلتحقوا بالحرب ضد روسيا الى أن يتصلوا بالممثليات الدبلوماسية لبلاده لتيسيير أستقبالهم في أوكرانيا للمشاركة في جهود تحريرها من الغزو الروسي)).وفي نفس الاتجاه نشر أحد موظفي القنصلية الاوكرانية في بغداد وقام((أندري يوليشف)) كممثل عن الناتو في الترويج عن ذلك في بغداد والاعلان عن تفاصيل تطوع للقتال الى جانب القوات الاوكرانية ورقم هاتف عراقي وبريد الكتروني أوكراني الى جانب معلومات عن اليات وشروط التقديم للتطوع منها أن يكون من ذوي الخبرة العسكرية ومقاتل سابق في الجيش العراقي وبراتب قدره4600$ دولار حسب ماذكرته قناة ((صابرين نيوز))ونشرته على شكل فديو تثقيفي حول ذلك .
التحليل:-
هذا تطور خطير في عمل البعثات الدبلوماسية في العراق فهناك مهام محددة للبعثات الدبلوماسية حددتها أتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية 1962 أما القنصلية، فهي شبيهة بالمكتب الدبلوماسي ولكنها ليست مماثلة له، مع فارق التركيز على التعامل مع الأفراد والأعمال التجارية، على النحو المحدد في الاتفاقية أعلاه هي عمومًا ممثل خاص للسفارة في أماكن داخل وخارج العاصمة، وأن أعلان القنصلية هذا الاعلان وبدون موافقة السلطات العراقية لانه يهدد الامن العراقي ومصالح البلاد وحماية أفراده من الزج في أتون الحروب خارج البلاد هو خرق فاضح للقوانين والاعراف الدبلوماسية مما يتطلب من الجهات المعنية في وزارة الخارجية العراقية،والاجهزة الامنية المختصة التحقيق في الامر والتأكد منه ، خشية من أستغلال الحرب الروسية –الاوكرانية لخلق مآساة جديدة تصيب الشباب العراقي وخاصة العاطلين عن العمل لارسالهم الى محرقة الموت والبلد لايحتاج الى ماسي أخرى في غنى عنها.
*أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية