إسرائيل إلى زوال !! في منطق الاحتمال المشروع ، هل التاريخ سيعيد نفسه ؟؟
بقلم : محسن حزام
٢٩/١/٢٠٢٣
لازال جيش الإحتلال الصهيوني يمعن في غطرسته باستخدامه كافة صنوف الأسلحة معلنا حرب مفتوحة على المناطق الفلسطينية في الضفة والقطاع وإحكام الحصار عليها بعد الرد بالصواريخ من قبل “الجهاد الإسلامي” على المستوطنات الإسرائيلية بسبب اقتحام مخيم جنين ،وأيضا انتفاض الجموع الشعبية في العديد من المناطق الفلسطينية التي خرجت تندد بالذي حدث والتي تداعت لانتفاضة جديدة تستطيع من خلالها تحريك الرأي العام العالمي والإنساني الذي لم يستطع لهذا التاريخ كبح جماح حكومة العدو المتطرفة والمستمرة في انتهاكاتها لأبسط الأعراف الدولية وعبر ممارسات عنصرية تتحدى بها المجتمع الدولي والمنظومة العربية المتهالكة في عدم قدرتها على إتخاذ أي موقف موحد يضع المعايير الدولية في مسارها الصحيح والمطلوب منها تجاة القضية المركزية للأمة، لأن هذة المنظومة بما فيها أمريكا الحليف الدائم، لازالت تكيل بمكيالين حيال كافة الأزمات التي تجتاح المنطقة بما فيها مسألة السلام مقابل الأمان والاستقرار، أكان لدول المنطقة ام على مستوى السلم والأمن الدوليين. والشاهد ردة الفعل المباشرة على الهجوم المسلح الذي اقدم عليه شاب فلسطيني مقاوم أمام مدخل كنيس إسرائيلي في القدس الشرقية ، كانت نتيجته عدد من القتلى والجرحى من قطعان الاستيطان ردا على الذي حدث في مخيم جنين والذي كان من ضمن الشهداء اخوته ، وبعد التنفيذ الناجح استشهد الشاب برصاص قوى الأمن . جاء الرد المباشر من قبل الرئيس بايدن بتوصيف الذي حدث(بالهجوم الإرهابي المروع) وطالب الجانب “الإسرائيلي” بالرد اللازم وأكد أن الحكومة الأمريكية ستبقى وفية بالتزاماتها تجاة أمن “اسرائيل” في تقديم كافة المساعدات اللازمة، وكذلك أكدت هذا التوصيف نظم الردة والاستنقاع العربي ازلام مشروع أبراهام ، علما الإدارة الأمريكية والمنظمة الأممية بعد الهجوم على جنين والذي غردت به التصريحات كالعادة على وسائل الإعلام تطالب بضبط النفس وعدم تعكير مساعي السلام بين الطرفين.
الواقع الصهيوني في الداخل
الداخل “الإسرائيلي” اليوم يسير على صفيح ساخن بعد عودة التيار الديني المتطرف إلى رئاسة حكومة العدو (نتنياهو) والتي أحدثت شرخ عامودي غير مسبوق في بنية مجتمع المستوطنين بين التيار العلماني المتصهين وبين التيار التوراتي المتشدد والمتطرف ، على خلفية قرار أصدره رئيس الحكومة/ في إلغاء استقلالية القضاء علما هذة (الدولة) ليس لها دستور تستند اليه في أي تشريع / ولد هذا ردة فعل عكسية ذات ارتدادات شعبية في العديد من المستوطنات حتى على مستوى ضباط في جيش الإحتلال بعد الاعتداء على جنين دخلت في مواجهة مع الحكومة ورئيسها الذي عاد من جديد إلى الواجهة السياسية. عبرت عنه الصحافة الإسرائيلية ” يدعوت أحرنوت ” بمقالات تندد بهذة الحكومة التي تفتعل الأزمات بشكل مستمر مع دول الجوار العربي وكذلك في افتعالها المواجهات مع الشعب الفلسطيني وفي عدم مصداقيتها في كل الاتفاقات مع السلطة الفلسطينية مما تسبب في هجرة معاكسة من اليهود الذين يتم التعامل معهم بدرجات متفاوتة وتمييز واضح حسب اللون والجنس داخل المستوطنة الواحدة بين يهود شرقيين (ويهود غربيين لهم كافة الامتيازات في الدولة).
الذي يحدث اليوم من انقلاب مجتمع المستوطنين على أنفسهم تجاه المعايير التي يسمونها غير ديمقراطية، يشير إلى تفكك هذة البنية التي تم تجميعها من العديد من دول العالم تنفيذا لمطالب صهيونية زورت التاريخ ووثائق الجغرافيا بمقولة أرض الميعاد من المؤتمر الصهيوني الأول “هرتزل” ١٩١٧ الذي عمل عليه الإستعمار البريطاني في إعطاء الحق في الأرض لمن لا يملك وطرد أصحاب الحق من ديارهم “بلفور” نموذج للنازية الفاشية داخل الأراضي الفلسطينية بأبشع صورها .هذا الإحتلال وضمن تلك المنظومة التي تعودت على افتعال الحروب والمواجهات وبشكل مستمر مع الفلسطينيين ودول المنطقة بهدف إشغال سكان المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية عن حقيقة هذة الطغمة الإرهابية التي تعتبر أداة لمشاريع الصهيونية العالمية في المنطقة ومخلب في العمليات الخاصة على مستوى العالم.
على هذة الأرضية نرى أن دولة الكيان تعيش صراع وجودي ينبئ بانهيارها ، وأمام هذا الواقع المستجد داخل دولة الإحتلال يتطلب من الشعب الفلسطيني رص الصفوف أكثر في تنظيم المواجهة مع مؤسسات الإحتلال بكافة الوسائل التي اعتاد عليها المقاوم الفلسطيني اكان في سجون الأسر عبر معارك ” الأمعاء الخاوية ” وفي المحافل الدولية أيضا لتأكيد حقهم التاريخي المشروع في الأرض والذي أقرته المواثيق الدولية، وكذلك في كل أشكال المقاومة السلمية والمسلحة بغية استثمار لحظة الانهيار لهذة الدولة المسخ من داخلها .
نماذج الإحتلالات عبر التاريخ فيها العديد من الدروس ممكن الإستفادة منها، كيف انهارت وتراجعت بعد سنين طوال من الإحتلال في مواجهة المقاومة الشعبية نموذج ( الجزائر وجنوب أفريقيا ).
الشعب الفلسطيني شعب يتوارث حب الوطن وهم مشاريع شهادة في الدفاع عن الأرض والمقدسات، امتلك الصبر والوسائل المبتكرة في التعامل مع جيش الإحتلال وقواه الأمنية وحتى مع ممارساته العنصرية بالإضافة إلى قوانينه الجائرة، هذة المقاومة الشعبية المشرفة التي تدافع عن شرف هذة الأمة المدنس من قبل أبنائه العرابين. أثبتت للعالم أجمع أن هذا الشعب لا يمكن أن يقهر ، وأن مفتاح العودة الذي يضعه حجاب حماية على صدره قادر أن يقهر هذا العدو الاستيطاني في عقر مستوطناته، مؤكدا أن إسرائيل إلى زوال وأن التاريخ سيعيد نفسه عندما نرى العلم الفلسطيني يرفرف على كافة الأراضي المحتلة بما فيها كافة المقدسات الإسلامية والمسيحية. مطلب مشروع من يتنكر له ويعتبره كلام خارج السرب فهو أيضا إلى زوال.