لقاء مكي
محلل سياسي عراقي
نصر الله كان القائد الفعلي لجميع القوى خارج الدولة المرتبطة بإيران في المنطقة، وحزبه كان بيضة القبان المركزية للمشروع الإيراني.
الآن، يبدو أن نصر الله لم يختف لوحده، بل ذهبت معه قيادات الحزب الأساسية، وبالتالي فالحزب ذاته صار في أضعف حالاته، بلا قائد ولا قيادات، في خضم معركة ضخمة، ومحاطا ببيئة حاضنة مشردة وخائفة، وبمجتمع محلي أو اقليمي معادي أو متشكك، وبالتالي فنسب نجاته غير مؤكدة.
هذا الحزب ليس تيارا إيديولوجيا مثل حركة حماس، بل هو حزب وظيفي، أسس لتحقيق أهداف تتعلق بالمشروع الإيراني، واتخذ من الولاء للولي الفقيه في طهران مذهبا علنيا، وكان تولي نصر الله زعامته عام ١٩٩٢ انتقالة مهمة في تاريخه، حيث نجح في تحويله لرقم صعب في المنطقة بأسرها.
اليوم هذا الحزب يتيم حرفيا بلا نصر الله، لكن أغلب الظن أنه لن يزول، ليس بسبب ما بقي من قوته، بل لأنه يراد له أن يبقى، ضعيفا وبلا مخالب، وقد ورد في الأنباء أن رئيس مكتبه التنفيذي هاشم صفي الدين ما زال حيا، ولم يكن في مكان الانفجار، وهو من قد يتولى زعامة الحزب. لو صحت هذه الأنباء، فإن صفي الدين، سيقوم بتحقيق تراجع فوري للنجاة بما تبقى من الحزب، ويشمل ذلك الانسحاب من الجنوب، ونزع السلاح الثقيل، والصواريخ، وتحويل الحزب إلى كيان سياسي لبناني شيعي، يبقي ارتباطه بإيران، ويجاهر بعداوة إسرائيل، لكن ذلك سيكون مطلوبا منه، فإسرائيل في النهاية تريد عدوا من هذه الشاكلة، يصرخ ولا يؤذي، وتستخدمه للحشد وتخويف الآخرين، والتلاعب بالمنطقة، لا سيما في استخدامه لتغذية الفتنة الطائفية كما كان دوره دائما. باختصار إسرائيل لن تقضي على هذا الحزب تماما لأنها ستحتاج إليه.
ويبقى تأثير ذلك على بقية القوى المرتبطة بإيران قي المنطقة، والراجح، أنه سيتسبب بتراجع بوتها وتأثيرها، إن لم تتعرض أصلا لضربات من إسرائيل، وقد يكون مصيرها مماثلا لحزب الله. قوى موجودة لغرض الحشد الطائفي، والاحتراب الداخلي، دون تأثير على إسرائيل.