لندن: «الشرق الأوسط»
21 يوليو 2023 م ـ 04 مُحرَّم 1445 هـ
صورة وزعها سلاح الجو الأميركي لطائرة «سو – 35» روسية خلال تحليقها قرب طائرة مسيرة أميركية من طراز «إم كيو -9 ريبر» فوق سوريا يوم 5 يوليو الحالي (أ.ب)
في ظل توتر روسي – أميركي فوق الأجواء السورية، أعلنت حكومة الرئيس بشار الأسد أن قواتها أجرت مناورات بالذخيرة الحية دامت أياماً في البادية السورية. وفي حين لم تشر وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى مشاركة قوات غير سورية في المناورات، تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مشاركة طائرات روسية فيها.
وذكرت «سانا»، في تقرير، أن العماد عبد الكريم محمود إبراهيم، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة، حضر مع عدد من كبار الضباط، «مشروعاً تكتيكياً عملياتياً بالذخيرة الحية يحاكي في طبيعته الظروف القتالية الحقيقية في الصحراء والجبال» نفذه تشكيل مقاتل في البادية السورية، واستمر على مدى أيام.
وذكرت وزارة الدفاع السورية، في بيان، أن المناورات «تضمنت الهجوم من التماس المباشر على دفاع العدو المحضّر على عَجَل وفق أنسب الطرق في الظروف الحديثة».
واستُخدمت في المناورات «راجمات صواريخ ومدفعية وهاونات وطيران حربي وحوامات قتالية»، بحسب تقرير «سانا»، الذي أشار أيضاً إلى تنفيذ «وحدات المهام الخاصة إنزالاً جوياً».
من جهته، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية السورية أجرت «تدريبات عسكرية ضخمة في البادية السورية ليوم واحد، بمشاركة سلاحَي الجو الروسي والسوري». وأوضح أن التدريبات جرت (الأربعاء) في منطقة وادي الأحمر شرق مدينة تدمر، وامتدت إلى محمية التليلة في البادية السورية.
صورة وزعها سلاح الجو الأميركي لقنابل حرارية أطلقتها طائرة «سو – 35» روسية خلال تحليقها قرب طائرة مسيرة أميركية فوق سوريا يوم 5 يوليو الحالي (أ.ب)
وفي 5 يوليو (تموز) الحالي، جرت مناورات عسكرية مشتركة استمرت 6 أيام، بين القوات النظامية السورية والقوات الروسية، بمشاركة سلاحَي الجو الروسي والسوري، وقوات الدفاع الجوي وقوات الحرب الإلكترونية، وسط ضرب أهداف وهمية بريف حلب الشرقي، تزامناً مع إلقاء قنابل حرارية وصواريخ تدريبية من قبل الطائرات الروسية في أجواء مدينة الباب ومحيطها بريف حلب الشرقي.
وترافق الإعلان عن المناورات الروسية ذ- السورية مع توتر متزايد بين الطائرات الروسية من جهة، والطائرات الأميركية والفرنسية من جهة أخرى، فوق الأجواء السورية. واشتكى الأميركيون أكثر من مرة من أن طائرات روسية مقاتلة طارت في شكل غير آمن قرب طائراتهم التي تشارك في مهمات ضد «داعش» في سوريا. كما اشتكت فرنسا من أن طائراتها تعرّضت أيضاً لطيران روسي غير آمن خلال قيامها بمهمات على الحدود السورية – العراقية.
وأمس (الخميس) نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن الأدميرال أوليغ غورينوف نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا قوله إن طائرة عسكرية روسية تعرّضت «لأنظمة توجيه» لطائرات مقاتلة من طراز «إف – 16»، تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة خلال دورية روتينية فوق الحدود الجنوبية لسوريا.
وقال غورينوف إن طائرات «إف – 16» «أثرت على الطائرة الروسية بأنظمة التوجيه لديها». ولم يقدم مزيداً من التفاصيل. كما وجه غورينوف اتهامات جديدة بأن طيارين تابعين للتحالف انتهكوا المجال الجوي السوري مرات عدة خلال اليوم الماضي.
قنابل حرارية أطلقتها طائرات روسية من طرازَي «سو – 35» و«سو – 34» خلال تحليقها قرب طائرة مسيرة أميركية فوق سوريا يوم 6 يوليو الحالي (الصورة لسلاح الجو الأميركي – أ.ب)
وفي وقت سابق هذا الشهر نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول في البنتاغون أن الولايات المتحدة تدرس خيارات عسكرية محتملة رداً على الوجود العسكري الروسي في سوريا، وتحديداً «لمعالجة العدوان الروسي المتزايد في الأجواء فوق سوريا».
وتدخلت روسيا في الحرب الأهلية السورية عام 2015، مما أدى إلى قلب الموازين لصالح الرئيس بشار الأسد. ومنذ ذلك الحين وسّعت موسكو منشآتها العسكرية في البلاد بقاعدة جوية دائمة، كما أن لديها قاعدة بحرية هناك.
وتقود الولايات المتحدة تحالفاً في مواجهة تنظيم «داعش»، ونفذت ضربات جوية في سوريا هذا العام.