المحامي حسن مطر
جريدة اللواء
18 تشرين الأول 2023
الشعب العربي الفلسطيني المجاهد على أرض وطنه ربط حياته كلها وحياة أطفاله ونسائه وشبابه ومنظماته المقاومة بتحرير وطنه وردّ قوى الاحتلال وجرائمه المنظمة على الشعب الفلسطيني الذي يمارس عليه ليلا نهارا القتل والتدمير وتنفيذ المخطط الصهيوني المدعوم علنا من القوى الاستعمارية أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا الذين يساعدون إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني ويعملون على تصفية قضيته في أخطر قرار لقوى الاستعمار الفرنجة الذين يعيدون الكرّة لجريمة العام 1948/ بزرع كيان صهيوني في قلب فلسطين العربية وإقامة كيان مغتصب ودويلة عنصرية لتكون الأداة التي تلهب بها ظهر النضال العربي وتمنع قيام أي تضامن أو عمل وحدوي بين الدول العربية وتعيق تقدّمها، ولتظل دويلة العدوان مصدر التهديد والخطر وها هي دول الفرنجة الاستعمارية وخاصة التصريحات العنصرية للرئيس الأميركي الذي يعلن وحلفائه الدعم المطلق لإسرائيل لجرائمها القديمة والحديثة والقائمة حاليا متجاوزين كل القرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن والمبادرات العربية التي قدمتها دول عربية أو ملوك ورؤساء عرب واتفاقات عقدتها السلطة الفلسطينية مع الكيان الصهيوني المحتل الرامي الى هدم المسجد الأقصى أول قبلة للمسلمين وثالث الحرمين الشريفين، هذا ما قامت به إسرائيل وبدعم مطلق من قوى الاستعمار ومن الولايات المتحدة الأميركية مصدر القرار لدول عربية عدة، وماذا نرى لدى الجانب العربي في هذه المرحلة الخطيرة والبالغة الدقة ليس في المنطقة العربية فحسب وإنما على صعيد العالم والمتغيّرات الدولية ورسم الخرائط الجديدة لعالم آخر يشهد فيه أفول الدول الاستعمارية وأميركا لصالح عالم يعيد الاحترام لقواعد القانون الدولي واحترام القرارات الدولية وتنفيذها خاصة تلك المتعلقة بفلسطين والقضية الفلسطينية.
وماذا نرى على الجانب العربي الرسمي ومواقفه من الكيان الصهيوني المحتل، زحف للتطبيع مع الكيان الصهيوني رغم قتله اليومي للشعب الفلسطيني فلا تحركها قتل أطفال فلسطين وفتيانها وبناتها جهارا نهارا ولا هدم المنازل على رؤوس ساكنيها الفلسطينيون الأحرار ولا اغتيال قيادات الشعب الفلسطيني ومنظماته البواسل ولا يحركها حتى الجانب الديني والاعتداء اليومي على المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى. ولا يحركها مسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام لان من يسكت على قتل العرب ليس منهم والساكت عن الحق شيطان أخرس والمطبعين مع الصهاينة والذين شرعوا لهم أبواب وأرض بلاد العرب ماذا جنوا من التعامل مع اليهود قتلة أنبياء الله ورسله.
فلسطين عربية المنشأ ومن أهل التوحيد ومولد أنبياء الله وحملة رسالته موسى وعيسى وأننا نناشد المملكة العربية السعودية وولي عهدها أن لا يجاري المطبعين خاصة وأن الإعلام العربي والعالمي يتحدث عن اقتراب التطبيع مع الصهاينة وهذا ما لم نصدقه أبدا عن المملكة احدى اكبر الدول العربية ومركز الحج إلى بيت الله وموقع مكة المكرمة ومبعث نبي الله ورسالة الإسلام وفيها المدينة المنورة الدولة النموذج للبشرية التي بناها رسول الله نبراسا وقلعة الحق والعدل والسلام ومنع دخول اليهود إليها وإلى المقدسات الإسلامية أعداء المؤمنين بشرع الله وأنبيائه. أما مصر الدولة الأكبر عربيا بشرا وجيشا وقوة والتي خاضت حروبا على مدى تاريخها المجيد وأعطت لأمتها العربية والإسلامية أهم القيادات التاريخية: صلاح الدين الأيوبي الذي حرّر فلسطين وبيت المقدس من الغزاة الافرنجة الذين بالخداع والتضليل نسبوا أنفسهم للصليب ليجعلوها حربا دينية وهزموا شر هزيمة، وحرب الاستنزاف وقبلها دول العدوان الثلاثي عام 1956 بقيادة القائد العربي بحياته ومماته جمال عبد الناصر رمز الأمة وزعيم دول العالم الثالث وباني الجيش المصري بعد مؤامرة نكسة 1967 الذي انتصر على الصهاينة وعبر قناة السويس وحطّم خط بارليف الحصين وهزم الجيش المستقوي بالدول الاستعمارية وأسلحتها وبعض جيوشها.
أن فلسطين وغزة والقدس وكل فلسطين تصنع اليوم بمقاوميها الشجعان رجال العروبة والإسلام وبشعبها البطل الذي يصنع ملحمة الشرف والعزة والانتصار لفلسطين ولكل الشعوب المتطلعة الى التحرير من دول الاستعمار القديم والصهاينة أعداء الله والناس أجمعين والنصر المبين في نهاية المطاف للمجاهدين أصحاب الأرض والسماء والتراب والشجر والبشر المواطنين حقا للفلسطينيين والنصر ات لا محالة.