أ ف ب
الاثنين 17 / 7 / 2023
لقطة من شريط فيديو تظهر أضرارا في جسر القرم بعد هجوم في 17 تموز/يوليو 2023 © –
رفض الكرملين الإثنين تمديد العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، الحيوي للأمن الغذائي العالمي، في قرار أتى بعد ساعات من هجوم أوكراني دمّر جزئياً، للمرة الثانية منذ بدء الحرب، جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمّتها موسكو إليها عام 2014.
– غوتيريش يحذّر –
وسارع الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش إلى التحذير من أنّ مئات الملايين في العالم “سيدفعون الثمن” من جراء قرار روسيا.
بدورها ندّدت بالقرار الروسي السفيرة الأميركية لدى الأمم المتّحدة ليندا توماس-غرينفيلد، معتبرة إيّاه “عملاً وحشياً جديداً” من جانب موسكو التي قرّرت “احتجاز الإنسانية رهينة”.
ودانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين “بشدة” إعلان موسكو واصفة إياه بـ”الوقح”.
كما دانت باريس القرار الروسي، مطالبة موسكو بـ”وقف ابتزازها للأمن الغذائي العالمي”.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إنّ “روسيا وحدها مسؤولة عن عرقلة الملاحة في هذا المجال البحري وتفرض حصارا غير قانوني على الموانىء الأوكرانية”، مطالبة روسيا ب”التراجع عن قرارها”.
بالمقابل، أعلنت أوكرانيا رغبتها بالاستمرار في تصدير حبوبها عبر البحر الأسود، سواء أعطت موسكو ضمانات أمنية لسفن التصدير أو لم تعطها.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “لسنا خائفين”.
وأتى موقف زيلينسكي بعد أن تلقّى خلال زيارة إلى اسطنبول مطلع تمّوز/يوليو الجاري دعم نظيره التركي رجب طيب أردوغان مما أثار غضب موسكو.
لكن بالنسبة إلى موسكو فإنّ الاتفاق هو اليوم في حكم الميت وإحياؤه ممكن فور تلبية شروطها.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنّ “اتفاق البحر الأسود انتهى عملياً اليوم” الإثنين.
وأضاف “ما أن يلبّى الجزء المتعلّق بروسيا (في الاتفاق) ستعود روسيا فوراً إلى اتفاق الحبوب”.
ولاحقاً، قالت الخارجية الروسية في بيان إنّه “إذا كانت العواصم الغربية تقدّر حقّاً مبادرة البحر الأسود، فلتفكر جدّياً في الوفاء بالتزاماتها ولتسحب فعلياً الأسمدة والمواد الغذائية الروسية من العقوبات. فقط عندما يتم تحقيق نتائج ملموسة، وليس إطلاق وعود وإعطاء ضمانات، ستكون روسيا مستعدة للنظر في إعادة العمل بالاتفاقية”.
وأتت هذه المواقف قبل ساعات من انتهاء صلاحية الاتفاقية التي أبرمت في اسطنبول وتنتهي مفاعيلها في الساعة 21,00 ت غ.
وأبرمت هذه الاتفاقية في تمّوز/يوليو 2022 على ضفاف البوسفور وتم تجديدها مرتين حتى اليوم، وقد أتاحت، خلال العام الماضي، تصدير ما يقرب من 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، رغم الحرب.
وتهدف مبادرة حبوب البحر الأسود التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا برعاية تركيا والأمم المتحدة، للتخفيف من خطر المجاعة في العالم من خلال ضمان تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية رغم الحرب.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنّ تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة أُخطرت بقرار الكرملين.
على الرغم من اعلان الكرملين، أبدى إردوغان ثقته برغبة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في استمرار الاتفاق.
من جانبها، دعت برلين روسيا الى تمديد العمل بالاتفاق، مؤكدة أهميته للأمن الغذائي العالمي.
أما لندن التي أعربت عن خيبة أملها إزاء قرار موسكو فقالت إنّها “ستواصل المحادثات”.
وأتاح الاتفاق لبرنامج الأغذية العالمي مساعدة دول تواجه نقصاً غذائياً حادّاً مثل أفغانستان والسودان واليمن.
– هجوم على جسر القرم –
وأتى قرار الكرملين بعد ساعات من تعرّض جسر القرم الذي يعدّ خط إمداد رئيسياً للقوات الروسية في أوكرانيا، لهجوم ليل الأحد باستخدام “مسيّرات بحرية”.
وقال مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية (اس بي يو) أن الاستخبارات وسلاح البحرية يقفان وراء استهداف الجسر الذي يعبر مضيق كيرتش.
وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس أنّ “هجوم اليوم على جسر القرم هو عملية خاصة لجهاز اس بي يو والبحرية” تمّ تنفيذها “بواسطة مسيّرات بحرية”.
من جهتها، قالت لجنة التحقيق الروسية في بيان “قُتل مدنيان هما رجل وامرأة في سيارة سياحية على الجسر” جراء الهجوم، مشيرة أيضا الى أنّ ابنتهما أصيبت بجروح.
وأفادت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية أنّ الهجوم وقع عند الساعة 03,05 (الساعة 00,05 ت غ).
وبثت محطة “القرم-24” العامة مقطعا مصورا يظهر انهيار قسم من الجزء الطرقي من الجسر. ونشرت هيئة التحقيق الروسية أيضا مقطعا مصورا يظهر رجالا يرفعون أدلة عن الطريق.
ولاحقا، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تعزيز الإجراءات الأمنية على جسر القرم الاستراتيجي، واصفا الهجوم بأنه “عمل إرهابي”.
وقال بوتين خلال اجتماع حكومي نقل التلفزيون وقائعه “سيكون هناك بالتأكيد رد من جانب روسيا. وزارة الدفاع تعد اقتراحات ملائمة”.
يمتدّ الجسر على مسافة 18 كلم ويتألف من قسمين أحدهما طرقي والآخر للسكك الحديد، ودشّنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العام 2018 لربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمّتها عام 2014.
وأدّى الهجوم الى تضرّر الجزء الطُرُقي وتعليق الحركة لساعات، بينما لم تطاول أضرار الجزء المخصص للسكك الحديد.
واستؤنفت حركة السكك الحديد على الجسر قبل ظهر الإثنين، وفقاً لسلطات القرم.
وهي المرة الثانية في غضون أشهر يتعرّض فيها الجسر لهجوم.
وفي تشرين الأول/أكتوبر، أدى انفجار ضخم ناتج من شاحنة مفخخة، وفق موسكو، الى تدمير جزء من الجسر ومقتل ثلاثة أشخاص.
– عبر السيارة –
والإثنين استأنفت العبّارات تنقّلاتها المكوكية بين ضفّتي المضيق، لكنّ الحاكم الروسي لشبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف دعا السيّاح الروس الذين يريدون العودة إلى روسيا بالسيارة لأن يعبروا الأراضي الخاضعة لسيطرة روسيا في شرق أوكرانيا على الرّغم من أنّ أجزاء من هذه المناطق تتعرّض لقصف أوكراني يستهدف خطوط الإمداد الروسية.
وبالموازاة، تمضي كييف في هجومها المضادّ لاستعادة أراض تسيطر عليها قوات موسكو في شرق البلاد وجنوبها.
وأقرّت أوكرانيا في الفترة الأخيرة بأنها تواجه صعوبات في القتال داعية الولايات المتحدة ودولا حليفة أخرى إلى تقديم أسلحة بعيدة المدى ومدفعية.
وأعلنت بيلاروس، الدولة الحليفة لروسيا والمجاورة لأوكرانيا، الإثنين أنّها أسقطت مسيّرة أوكرانية اخترقت مجالها الجوّي، في حادث يأتي بعد أيام من تأكيد مينسك وجود مقاتلين من مجموعة فاغنر المسلّحة الروسية على أراضيها.
كما قُتل طيّار روسي إثر تحطم طائرته المقاتلة “سو-25” خلال طلعة تدريبية في جنوب غرب روسيا، فوق بحر أزوف، وفق ما أفادت السلطات المحلية الاثنين.
وأعلن المخرج الأوكراني أوليغ سينتسوف الذي انضم إلى القتال ضد القوات الروسية، أنه عولج من إصابات بشظايا لحقت به جراء قصف مدفعي على الجبهة الجنوبية.
وفرضت بريطانيا الإثنين سلسلة عقوبات على شخصيات روسية بينها وزير وصحافي معروف، للاشتباه بضلوعهم في “الترحيل القسري لأطفال أوكرانيين”.
وروسيا متّهمة بنقل آلاف الأطفال الى مناطق خاضعة لسيطرتها في أوكرانيا وإلى الأراضي الروسية.
وتتهم المحكمة الجنائية الدولية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب جرائم حرب لـ”الترحيل غير الشرعي” لآلاف الأطفال الأوكرانيين خلال النزاع بين موسكو وكييف. وترفض روسيا هذه الإتهامات.
بور-سبا/كام-شي-بم/ب ق
تنديد أوروبي بقرار موسكو إنهاء العمل باتفاق الحبوب
dw.com
فيما عبرت لندن عن خيبة أملها من قرار موسكو انهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، شجبت المفوضية الأوروبية القرار الروسي بشدة، فيما أكدت روسيا أن قرارها غير مرتبط بالهجوم على جسر في القرم.
رئيسة المفوضية الأوروبية أوزولا فون ديرلاين © AFP/O. Hoslet
أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لايين “بشدة” إعلان موسكو أن الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية، المهم للأمن الغذائي العالمي، “انتهى عمليا”. وقالت في تغريدة “إنني أدين بشدة القرار الروسي الوقح بإنهاء اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب، على الرغم من جهود الأمم المتحدة وتركيا. الاتحاد الأوروبي يسعى جاهدًا لضمان الأمن الغذائي للسكان الضعفاء على هذا الكوكب”. وقالت روسيا اليوم الاثنين (17 تموز/ يوليو 2023) إنها أوقفت مشاركتها في اتفاق مهم توسطت فيه الأمم المتحدة يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بعد ساعات من إعلان موسكو أن أوكرانيا هاجمت جسرا رئيسيا في القرم.
ولقي زوجان حتفهما وأصيبت ابنتهما فيما وصفته روسيا بهجوم إرهابي على جسر القرم وهو شريان رئيسي للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا ومشروع يفتخر به الرئيس فلاديمير بوتين وافتتحه شخصيا.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن موسكو أبلغت تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بأنها تعارض تمديد الاتفاق. وقالت روسيا إنها ستكون على استعداد لبحث إمكانية العودة إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود إذا رأت “نتائج ملموسة”، مضيفة أن مطالبها لم تلبى حتى الآن.
من جهتها اعلنت الحكومة البريطانية الاثنين ان إعلان روسيا إنهاءاتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية “مخيب للآمال” وهي تعتبر حاسمة بالنسبة للغذاء العالمي.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك “من الواضح أنه مخيب للآمال. لكننا سنواصل المحادثات”. واضاف “إذا لم تجدد روسيا الاتفاقية فستحرم الملايين من إمدادات الحبوب الأساسية بالنسبة لهم”.
كما ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يعتقد أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين مازال يعتزم تجديد الاتفاق الدولي للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا التي مزقتها الحرب. وقال أردوغان للصحفيين في إسطنبول “أعتقد أن الرئيس الروسي بوتين يريد مواصلة هذا الجسر الإنساني رغم بيان اليوم (الروسي)”، مشيرا إلى اتفاق نقل الحبوب في البحر الأسود.
وارتفعت عقود القمح الآجلة في بورصة شيكاغو التجارية 3.4 بالمئة إلى 6.84 دولار للبوشل (وهو مكيال إنجليزي للحبوب) الساعة 0910 بتوقيت جرينتش بعد أن ارتفع في وقت سابق أكثر من أربعة بالمئة.
وروسيا وأوكرانيا من أكبر منتجي المحاصيل الزراعية في العالم، ولاعبان رئيسيان في أسواق القمح والشعير والذرة وزيوت اللفت ودوار الشمس. وتهيمن روسيا أيضا على سوق الأسمدة.
ولإقناع روسيا بالموافقة على اتفاق البحر الأسود، جرى التوصل في يوليو تموز 2022 إلى مذكرة تفاهم مدتها ثلاث سنوات وافق بموجبها مسؤولو الأمم المتحدة على مساعدة روسيا في إيصال صادراتها من الأغذية والأسمدة إلى الأسواق العالمية.
ولا تخضع الصادرات الروسية من الأغذية والأسمدة للعقوبات الغربية المفروضة بعد غزو أوكرانيا، وتقول موسكو إن آثار القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين تصل إلى حد إعاقة تلك الشحنات.
ع.أ.ج/ ح ز (د ب ا، أ ف ب، رويترز)
بوتين يتوعد بعد هجوم جسر القرم سيكون هناك رد بالتأكيد
سكاي نيوز عربية – أبوظبي
الاثنين 17 / 7 / 2023
عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن استيائه الشديد، وتوعد بالرد، في أولى تصريحاته حول الانفجارات التي هزت جسر كيرتش الذي يربط البر الروسي بشبه جزيرة القرم.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: “جسر القرم تعرض لهجوم إرهابي”.
وتوعد الرئيس الروسي بالرد خلال تصريحات الإثنين: “روسيا سترد على هجوم جسر القرم ووزارة الدفاع تعد مجموعة خيارات”.
وأضاف: “جسر القرم تعرض لأضرار كبيرة نتيجة الهجوم الأوكراني”.
وأمر الرئيس الروسي بفتح تحقيق مفصل بشأن الهجوم على جسر القرم، مؤكدا أنه “يريد مقترحات جدية بشأن ضمان سلامة العبور على جسر القرم”.
ووجه بوتين باستئناف الحركة على جسر القرم بأسرع وقت ممكن.
وقتل شخصان على الأقل في حصيلة أولية لانفجارات هزت جسر كيرتش الذي يربط البر الروسي بشبه جزيرة القرم، في وقت مبكر من صباح الاثنين، بينما توقفت حركة المرور على الجسر، وفقا لتصريحات مسؤولين روس وأخرين عينتهم روسيا.
وفي أحدث التفاصيل، أعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة للحدود مع أوكرانيا، مقتل شخصين على جسر القرم.
وكانت حصيلة سابقة نقلتها وكالة أنباء الروسية تحدثت عن إصابة طفل من جراء “حالة طوارئ” على الجسر.
بداية القصة
في وقت مبكر من صباح الاثنين، أعلن حاكم شبه جزيرة القرم الذي عينته روسيا، سيرغي أكسيونوف، على تطبيق “تلغرام” أن حركة المرور توقفت على الجسر الذي شيدته روسيا ويربط القرم بمقاطعة كراسنودار الروسية وذلك بسبب حالة “طوارئ”.
وقال أكسيونوف إن الحالة الطارئة تتعلق بأحد دعامات الجسر من الجانب الواقع في مقاطعة كراسنودار.
وذكر أن جميع وكالات إنفاذ القانون والجهات المختصة تعمل في المكان.