من كتابة Reuters
الخميس 9 / أيار 2024
جنود إسرائيليون يسيرون بجوار مركبات عسكرية بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة، وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة حماس الإسلامية الفلسطينية، في جنوب إسرائيل يوم الثامن من مايو أيار 2024. تصوير: عمار عوض – رويترز.© Thomson Reuters
لاهاي (رويترز) – علقت الولايات المتحدة إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل تتضمن قنابل ثقيلة تستخدمها في حملة على مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني حتى الآن.
ويأتي التعليق في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجوما عسكريا على مدينة رفح الفلسطينية رغم اعتراضات الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وإليكم ما نعرفه حتى الآن:
* ما القنابل التي تم تعليق إرسالها؟
قال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن أوقفت إرسال شحنة تتكون من 1800 قنبلة تزن الواحدة منها ألفي رطل (907 كيلوجرامات) و1700 قنبلة تزن الواحدة منها 500 رطل (نحو 227 كيلوجراما).
وقالت أربعة مصادر إن الشحنات التي تأجلت لأسبوعين على الأقل تتضمن ذخائر من صنع شركة بوينج تحول القنابل الغبية إلى قنابل دقيقة التوجيه، بالإضافة إلى قنابل صغيرة القطر (إس.دي.بي-1).
وقنابل (إس.دي.بي-1) عبارة عن قنبلة انزلاقية دقيقة التوجيه تحتوي على 250 رطلا (نحو 113 كيلوجراما) من المتفجرات.
وكانت هذه الشحنات جزءا من شحنة نالت الموافقة في وقت أسبق، وليست ضمن حزمة مساعدات إضافية في الآونة الأخيرة وقيمتها 95 مليار دولار أقرها الكونجرس الأمريكي في أبريل نيسان.
* لماذا تمنع الولايات المتحدة إرسال هذه القنابل؟
قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في جلسة استماع بمجلس الشيوخ يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تراجع “المساعدة الأمنية على المدى القريب… في ضوء الأحداث الجارية في رفح”.
وأضاف أوستن “كنا واضحين جدا… منذ البداية أنه يجب على إسرائيل ألا تشن هجوما كبيرا على رفح دون الأخذ في الاعتبار المدنيين الموجودين في ساحة المعركة وحمايتهم”. ويلوذ أكثر من مليون مدني فلسطيني برفح، وكان كثيرون منهم قد نزحوا في السابق من أجزاء أخرى من غزة بعد أوامر إسرائيل بالإخلاء منها.
وقال مسؤول أمريكي اشترط عدم الكشف عن هويته إن القرار الأمريكي اتخذ بسبب الخوف من “الاستخدام النهائي للقنابل التي تزن ألفي رطل والأثر الذي قد تسببه في مناطق حضرية كثيفة السكان كما رأينا في أجزاء أخرى من غزة”. وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة راجعت بدقة تسليم الأسلحة التي قد تستخدم في رفح.
* متى اتخذ القرار؟ هل شارك بايدن؟
قال مسؤولون أمريكيون إن القرار اتخذ الأسبوع الماضي. وشارك بايدن فيه مباشرة.
* ما الضرر الذي قد تسببه القنابل التي تزن ألفي رطل؟
القنابل الكبيرة مثل تلك التي تزن 2000 رطل، تأثيرها يمتد لمساحة كبيرة. وتقول الأمم المتحدة إن “الضغط الناتج عن الانفجار قادر على تمزيق الرئتين وتفجير تجاويف الجيوب الأنفية وقطع الأطراف على بعد مئات الأمتار من موقع الانفجار”.
وجاء في تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعام 2022 أن استخدام متفجرات واسعة النطاق في منطقة مكتظة بالسكان “من المرجح جدا أن يكون له آثار بلا تمييز أو ينتهك مبدأ التناسب”.
* ما رد إسرائيل؟
تنفي إسرائيل استهداف المدنيين الفلسطينيين وتقول إن اهتمامها ينصب على القضاء على حماس، وإنها تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب القتل غير الضروري.
وبعد انتشار الخبر يوم الثلاثاء في واشنطن، رفض مسؤول إسرائيلي كبير تأكيد التقرير. وقال المصدر “إذا اضطررنا للقتال بأظافرنا، سنفعل ما يتعين علينا فعله”. وقال متحدث عسكري إن أي خلافات تُحسم في جلسات مغلقة.
* هل كان استخدام إسرائيل لهذه القنابل في غزة قانونيا؟
هذه مسألة نقاش محتدم.
لا يحظر القانون الإنساني الدولي صراحة القصف الجوي في المناطق المكتظة بالسكان، لكن لا يتعين أن يكون المدنيون أهدافا، ويتعين أن يكون الهدف العسكري المحدد متناسبا مع الإصابات أو الأضرار المحتملة في صفوف المدنيين.
* ماذا تقول المحكمة الجنائية الدولية؟
يصنف النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية التي تحقق في حرب إسرائيل في غزة، هجوما متعمدا بأنه جريمة حرب حين يكون من المعروف أن الوفيات أو الأضرار بين المدنيين ستكون “زائدة عن الحد بشكل واضح” مقارنة بأي ميزة عسكرية مباشرة.
(تغطية صحفية ستيف هولاند وستيفني فان دن بيرج وأنتوني دويتش ومايك ستون وفيل ستيوارت – إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)