ﻟﻨﺪﻥ : ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺣﻤﻴﺪﻱ
ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ : 26/2 2022/
( ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺇﺧﺒﺎﺭﻱ )
ﻻ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ﻭﻣﺂﻻﺗﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺳﻮﺍﺀ ﻧﺠﺢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻼﺩﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺗﺤﻮﻝ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻭ « ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ » ﻓﻲ ﻛﻴﻴﻒ، ﺃﻭ ﻏﺎﺹ ﻓﻲ « ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻊ ﺍﻷﻭﻛﺮﺍﻧﻲ » ﻭﻭﻭﺟﻬﺖ ﻗﻮﺍﺗﻪ ﺑﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺪﻋﻢ ﺳﺮﻱ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ « ﺣﻠﻒ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ » ( ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ ) ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺒﻮﻟﻨﺪﻳﺔ .
ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ، ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺍﺑﻂ ﺩﺍﺋﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺃﺯﻣﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ، ﻣﺜﻞ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﻧﺎﻏﻮﺭﻧﻮ ﻗﺮﻩ ﺑﺎﺥ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ « ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ » ﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ . ﻭﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ ﻳﺘﺒﺎﺩﻻﻥ ﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺔ ﻹﻳﺼﺎﻝ « ﺭﺳﺎﺋﻞ » ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻹﻧﺠﺎﺯ ﻣﻘﺎﻳﻀﺎﺕ ﺟﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻷﻭﺿﺢ ﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻭﻫﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ :
ﺃﻭﻻ، ﺍﻷﺳﺪ – ﻳﺎﻧﻮﻛﻮﻓﻴﺘﺶ : ﺑﻌﺪ ﻫﺮﻭﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻭﻛﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻴﻜﺘﻮﺭ ﻳﺎﻧﻮﻛﻮﻓﻴﺘﺶ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ( ﺷﺒﺎﻁ ) 2014 ، ﺭﺩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻓﻼﺩﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﻋﻠﻰ « ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻮﻧﺔ » ﺑﻀﻢ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻘﺮﻡ ﻓﻲ ﻣﺎﺭﺱ ( ﺁﺫﺍﺭ ) ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ . ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﺘﺸﺪﺩ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﻱ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻃﻠﺒﺎﺕ « ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻮﻧﺔ » ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ . ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ، ﺃﺑﻠﻎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺸﺎﺭ ﺍﻷﺳﺪ ﻧﺎﺋﺐ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻭﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ﺑﻮﻏﺪﺍﻧﻮﻑ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻳﺎﻧﻮﻛﻮﻓﻴﺘﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺮﺏ ﺧﻼﻝ ﺃﻳﺎﻡ، ﺑﻞ ﻗﺮﺭ « ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻤﻮﺩ » .
ﺛﺎﻧﻴﺎً، ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ : ﺑﻌﺪ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺳﺮﻱ ﻣﻦ ﻣﻮﻓﺪ ﺍﻷﺳﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺮﻣﻠﻴﻦ ﻭﻃﻠﺒﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﻓﻲ 2015 ، ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ( ﺃﻳﻠﻮﻝ ) 2015 ﻟﻮﻗﻒ ﺍﻧﺘﻜﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭﻣﻨﻊ « ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ » . ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﺣﺼﻠﺖ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﻴﻤﻴﻢ ﺑﺮﻳﻒ ﺍﻟﻼﺫﻗﻴﺔ ﻭﻗﺎﻋﺪﺓ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻃﺮﻃﻮﺱ .
ﻟﻢ ﺗﻘﻠﺐ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺣﺼﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ 10 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﺇﻟﻰ 65 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻭﺣﺴﺐ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻣﺨﺘﺒﺮﺍً ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ 350 ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﻭﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ . ﻭﻟﻮﺣﻆ ﺃﻥ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺗﺸﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻏﺮﺑﻬﺎ ﻓﻲ .2016
ﺛﺎﻟﺜﺎً، ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ : ﻭﺟﻮﺩ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ، ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻤﺎً ﻗﻴﺼﺮﻳﺎً ﺭﻭﺳﻴﺎً ﻗﺪﻳﻤﺎً، ﺗﺤﻘﻖ ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻃﻮﺱ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻗﺮﺏ ﺣﺪﻭﺩ « ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ » ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ . ﻭﺃﺑﺮﺯ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻟﻬﺬﺍ « ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ » ﻛﺎﻥ ﻋﺸﻴﺔ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ، ﺇﺫ ﺟﺮﺕ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻬﺪ ﻣﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﻟـ « ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ » . ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﺃﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺯﺍﺭ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﺳﻴﺮﻏﻲ ﺷﻮﻳﻐﻮ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺣﻤﻴﻤﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﺍﻷﺳﺪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺳﻮﺭﻳﺎ « ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍً ﻷﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ » . ﺭﺍﺑﻌﺎً، ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺭﻣﺰﻳﺔ : ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺻﺪﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ، ﻳﻮﻡ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﺑـ « ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺘﻲ ﺩﻭﻧﻴﺘﺴﻚ ﻭﻟﻮﻫﺎﻧﺴﻚ » ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺒﺮﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﻣﻨﺴﺠﻤﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ . ﻭﻻﺣﻘﺎً، ﺃﺷﺎﺩ ﺍﻷﺳﺪ ﺑﺎﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ « ﺗﺼﺤﻴﺤﺎً ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ » ﺑﻌﺪ « ﺗﻔﻜﻚ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ » . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﻗﻌﺖ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﻟﺮﺑﻂ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻼﺫﻗﻴﺔ ﺑﺸﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻘﺮﻡ، ﻭﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺑﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﻚ ﻣﻮﺳﻜﻮ، ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺳﻮﺭﻳﺎ « ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ » ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺑﻮﺗﻴﻦ .
ﺧﺎﻣﺴﺎً، ﺭﺃﺱ ﺣﺮﺑﺔ : ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺣﻤﻴﻤﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ « ﺇﺱ 400 » ﻭ « ﺇﺱ 300 » ، ﺭﺃﺱ ﺣﺮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ « ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ » ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻴﻢ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻧﺠﺮﻟﻴﻚ ﺟﻨﻮﺏ ﺗﺮﻛﻴﺎ . ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺭﺟﺐ ﻃﻴﺐ ﺇﺭﺩﻭﻏﺎﻥ، ﺍﻟﻤﺼﺎﺏ ﺑﺨﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻭﺩﻋﻤﻬﺎ ﻟﻸﻛﺮﺍﺩ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ . ﻭﺃﻭﺿﺢ ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﺃﻥ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﺭﻓﻀﺖ ﺇﻏﻼﻕ ﻣﻤﺮ ﺍﻟﺒﻮﺳﻔﻮﺭ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻷﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ . ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﺭﻓﺾ ﺷﻮﻳﻐﻮ ﻃﻠﺒﺎً ﺳﻮﺭﻳﺎً ﺧﻼﻝ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻟﻬﺠﻮﻡ ﺷﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺇﺩﻟﺐ، ﺣﺴﺐ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ .
ﺳﺎﺩﺳﺎً، « ﺍﻟﻘﺒﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ » : ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎً ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺬﺭﺓ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ، ﺣﻴﺚ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﻞ ﺃﺑﻴﺐ ﺩﻋﻤﺎً ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﻟﻜﻴﻴﻒ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺇﻏﻀﺎﺏ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﻭﺗﻘﻴﻴﺪ ﺃﻳﺪﻱ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﻏﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ « ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺇﻳﺮﺍﻧﻴﺔ » ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻭﺳﻂ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﻋﻦ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺛﻤﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺔ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺇﺿﺎﻓﻲ ﺭﻭﺳﻲ – ﺇﻳﺮﺍﻧﻲ .
ﺳﺎﺑﻌﺎ، ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ : ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴﺮ « ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ » ﺑﻴﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺘﻴﻦ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺔ ﺗﻄﺮﺡ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻋﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻻﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ . ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺃﻥ ﺍﺗﻔﺎﻕ « ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺼﺪﺍﻡ » ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺸﻴﻦ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻗﺎﺋﻤﺎً . ﻭﻣﻮﺳﻜﻮ ﺭﻓﻀﺖ ﻃﻠﺐ ﺩﻣﺸﻖ ﺷﻦ ﻫﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﻟﺐ . ﻟﻜﻦ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻫﺬﻩ « ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻤﺎﺕ » ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺴﺎﺭ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻓﻲ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ﻭﻣﺪﻯ ﻗﺪﺭﺓ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻭﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺰﻝ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ . ﻭﻳﻨﻄﺒﻖ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻫﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺗﻤﺪﻳﺪﻩ .
ﺛﺎﻣﻨﺎً، ﺛﻤﻦ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ : ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻷﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﺑﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺃﻥ ﺩﻣﺸﻖ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﻄﻲ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ، ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﺟﺪﺍً ﺑﻤﻠﻔﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ، ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺩﻣﺸﻖ ﺳﻮﻯ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﺑـ « ﺷﺪ ﺍﻷﺣﺰﻣﺔ » ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ .
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ « ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ » ﻭﻭﻗﻒ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﺑﺎﺕ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﻤﺂﻻﺕ ﺷﺮﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ … ﻛﺄﻥ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ « ﺭﻫﻴﻨﺔ » ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ .