المصدر: معهد responsible statecraft
الكاتب: Giorgio Cafiero
مقال مترجم – موقع “الخنادق”
الخميس 14 آذار , 2024 12:11
الرئيس أردوغان والبحر الأحمر
تلعب تركيا دوراً أقرب إلى الحيادية في أزمة البحر الأحمر، تجنباً للدخول في صراعات إقليمية، حيث امتنعت عن الانضمام إلى التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة بهدف ردع أنصار الله. فتفضّل أنقرة بقيادة أردوغان تحقيق التوازن في علاقاتها مع مختلف نظرائها، فهي لم تدخل في حلف مؤيد أو مناهض لأنصار الله في اليمن، لكن أعتبر أردوغان أن الهجمات الأمريكية على اليمن “استخدام غير متكافئ للقوة” وفي الوقت ذاته، حافظت على موقفها الخجول بتأييد الفلسطينيين، في هذا الإطار، نشر معهد responsible statecraft مقالاً ترجمه موقع “الخنادق”، ورد في مقدمته التالي” عالقة بين المصالح الإقليمية والحلفاء الغربيين، أنقرة تحذّر من أن الرد العسكري على الحوثيين يحوّل المسرح في الإقليم إلى “بحر من الدماء”. يشرح الكاتب من بعدها موقف تركيا من حركة أنصار الله وعسكرة البحر الأحمر، الذي يتبع من خلالها أردوغان سياسة تجنّبه التورط في صراعات إقليمية.
النص المترجم للمقال
لقد تم تدويل حرب إسرائيل على غزة بشكل كبير بتوسعها في البحر الأحمر منذ نوفمبر. وبالتالي، فإن هذه المسطحات المائية، البالغة الأهمية من وجهة نظر التجارة العالمية، تزداد عسكرةً.
انقسم أعضاء الناتو في ردودهم على الأزمة الأمنية في البحر الأحمر. فضلت بعض الدول في التحالف عبر الأطلسي نهجاً أكثر عسكرة للتعامل مع هجمات الحوثيين الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد السفن التجارية. لكن آخرين حذروا من أن مثل هذا الإجراء لا يؤدي إلا إلى تصعيد التوترات.
تركيا تقول “لا” لقصف الحوثيين
عضو الناتو الأكثر معارضةً لمثل هذا التدخل العسكري الغربي ضد أنصار الله هو تركيا. وذهب الرئيس رجب طيب أردوغان إلى حد اتهام واشنطن ولندن بـ “محاولة تحويل البحر الأحمر إلى بحر من الدماء”.
يجب أن تُفهم ملاحظة أردوغان جزئياً في سياق السياسة الداخلية التركية، في وقت يشعر فيه الكثير من عامة الناس بالغضب من المذبحة الإسرائيلية التي تمارس في غزة.
قالت بتول دوجان أكاس، الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية بجامعة أنقرة، في مقابلة مع جمهورية صربسكا، تتعلق بمجال وسائل التواصل الاجتماعي التركية، إن هناك “ميلاً متزايداً لتمجيد حرب الحوثيين ضد إسرائيل”. وأوضحت أن هناك نقصاً عاماً في المعرفة بين عامة الناس الأتراك حول الحوثيين، ولكن هناك أيضاً اعتقاد مشترك بأن الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية يجب أن تدعم غزة، وهو ما يرى العديد من الأتراك أن الحوثيين يفعلونه.
وأضاف دوجان أكاس أن أردوغان حريص على انتقاد بعض حلفاء تركيا الغربيين التقليديين لعدم اتخاذ أي إجراء ضد إسرائيل رداً على سلوكها في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول أثناء استخدامها، ما تعتبره أنقرة، قوة غير متناسبة ضد الحوثيين رداً على هجماتهم البحرية..
على الرغم من أن تصريحات أردوغان غالباً ما تكون مخصصة للاستهلاك المحلي، يبدو أن الرئيس التركي وكبار المسؤولين في أنقرة قلقون للغاية بشأن العمل العسكري للولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، الذي يؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية التي قد تخاطر بإدخال الناتو في صراع أكبر بكثير.
مع استمرار انعدام الأمن في البحر الأحمر نتيجة توسّع الحرب في غزة، من المحتمل أن تواصل أنقرة اتباع سياسات تهدف إلى تجنيب تركيا التورط المفرط. إن مشاركة أنقرة في المبادرات التي يقودها الغرب والتي تهدف إلى “ردع” أنصار الله عن المزيد من الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد السفن أمر مستبعد للغاية. وبدلاً من الانحياز إلى واشنطن ولندن ضد الحوثيين، ستحاول تركيا موازنة نفسها بين مختلف الجهات الفاعلة في اليمن والبحر الأحمر مع وضع نفسها أيضاً كمدافعة عن الفلسطينيين في غزة.