إعداد: فرانس24
نشرت في: 25/01/2025
أطلقت حركة حماس السبت سراح أربع رهائن إسرائيليات كن محتجزات في قطاع غزة، فيما أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 200 معتقل فلسطيني في إطار اتفاق الجزء الثاني من صفقة التبادل التي بدأت منذ أسبوع، لتعم الاحتفالات تل أبيب ورام الله على حد سواء. فيما اصطدمت عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة المدمّر بخلاف في اللحظات الأخيرة مع ربط إسرائيل الخطوة بالإفراج عن الرهينة المدنية أربيل يهود.
أربع رهائن إسرائيليات في غزة قبل تسليمهن للصليب الأحمر، 25 كانون الثاني/يناير 2025. © أ ف ب
في إطار الجزء الثاني من صفقة التبادل، أفرجت حركة حماس السبت عن أربع رهائن إسرائيليات كن محتجزات في قطاع غزة بينما أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 200 معتقل فلسطيني في إطار اتفاق الهدنة الذي بدأ تنفيذه منذ أسبوع.
لكن عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة المدمر اصطدمت بخلاف في اللحظات الأخيرة مع ربط إسرائيل الخطوة بالإفراج عن الرهينة المدنية أربيل يهود.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تسلم الإسرائيليات، وهن أربع مجندات صعدن قبل تسليمهن إلى الصليب الأحمر على منصة في إحدى ساحات مدينة غزة وسط تجمهر آلاف الأشخاص وانتشار لعناصر من كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس وسرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وأعلن في بيان لاحق وصول الرهينات دانييل جلبوع وكارينا أرئيف وليري ألباغ ونعمة ليفي إلى الأراضي الإسرائيلية حيث تم نقلهن على متن مروحية عسكرية إلى مستشفى في بتاح تكفا وسط إسرائيل رفقة أفراد عائلاتهم. وعمت أجواء الفرح “ساحة الرهائن” في تل أبيب حيث تجمع حشد من الإسرائيليين.
في المقابل، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 200 معتقل فلسطيني تم استقبالهم في رام الله حيث نزل عدد منهم من الحافلات وهم يرتدون ملابس رياضية باللون الرمادي، قبل أن يُحمَل بعضهم على أكتاف المحتفلين الذين تجمعوا رافعين الأعلام الفلسطينية.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان “بعد الانتهاء من الترتيبات اللازمة في السجون ومصادقة السلطات السياسية، تم الإفراج عن المعتقلين من سجني عوفر وكتسيعوت”، مشيرة إلى أن عددهم 200.
إبعاد فلسطينيين محررين إلى مصر
ووصل 70 معتقلا من هؤلاء إلى مصر على متن حافلات، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية المقربة من الاستخبارات المصرية، مشيرة إلى أن المعتقلين “المُبعدين” من قبل إسرائيل، سيتم نقلهم إلى مستشفيات مصرية لتلقي العلاج.
وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان إن هؤلاء المعتقلين المفرج عنهم سيختارون بعد ذلك “الجزائر أو تركيا أو تونس”.
ومن بين الفلسطينيين المفرج عنهم السبت، هناك 120 معتقلا يمضون أحكاما بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، وفق ما ذكرت مصادر فلسطينية. وذكر نادي الأسير الفلسطيني إن أقدم معتقل فلسطيني لدى إسرائيل محمد طوس ضمن دفعة السبت.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إن بعض المعتقلين الفلسطينيين سيعادون إلى قطاع غزة والبعض الآخر إلى الضفة الغربية المحتلة.
وهي الدفعة الثانية من التبادل بعد أسبوع على بدء تطبيق الاتفاق الذي تم برعاية أمريكية وقطرية ومصرية، وشملت الدفعة الأولى الأحد ثلاث إسرائيليات مقابل قرابة تسعين معتقلا فلسطينيا.
تعطل عودة سكان شمال غزة
وينص الاتفاق المؤلف من ثلاث مراحل، على وقف الأعمال القتالية وعلى انسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة. وتمتد المرحلة الأولى على ستة أسابيع وتشمل الإفراج عن 33 رهينة من غزة في مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني.
كما ينص على أن يتم خلال المرحلة الأولى التفاوض حول المرحلة الثانية.
وأفاد عضو المكتب السياسي في حماس باسم نعيم الجمعة، بأنه “فور انتهاء هذه الخطوة تبدأ عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شمال القطاع”، مضيفا أن لجنة مصرية قطرية “ستتولى الإشراف الميداني على تنفيذ الاتفاق، ومتابعة ومراقبة تنفيذ عودة النازحين من جنوب القطاع إلى الشمال عبر شارع الرشيد الغربي حيث المفروض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم تطبيقا للاتفاق”.
هل ستسمح إسرائيل للنازحين بالعودة إلى الشمال؟
غير أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد في بيان السبت أن الدولة العبرية “لن تسمح بعبور سكان غزة إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة حتى يتم ترتيب الإفراج عن الرهينة المدنية أربيل يهود التي كان من المفترض أن يُفرج عنها اليوم”.
وقال مصدران في حماس لاحقا إن يهود “على قيد الحياة وبصحة جيدة”، وسيتم الإفراج عنها السبت القادم.
كذلك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في تصريح متلفز السبت إن الجيش “قلق للغاية” بشأن “مصير” الرهينتين الطفلين المتبقيين في غزة.
وأضاف هاغاري “إسرائيل تصر على عودة كفير وأرييل بيباس”. وأعرب عن “القلق العميق حول مصيرهما” وكذلك مصير والدتهما شيري.
من جانبها، عبرت عائلة الطفلين عن خيبة أملها من عدم إدراج اسميهما إلى جانب الرهائن اللواتي أفرجت حماس عنهن السبت.
وقالت العائلة في بيان “أصبنا بخيبة أمل كبيرة… كنا نأمل بأن نرى شيري والطفلين في القائمة التي كان من المفترض أن تشمل مدنيين”.
ومنذ اختطافهم خلال الهجوم الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لم تتسرب أي أخبار عنهم، باستثناء إعلان حماس في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2023 عن مقتلهم في قصف إسرائيلي، وهو ما لم تؤكده إسرائيل أبدا.
مقاتلو حماس وسط غزة
وقبل الإفراج عن الإسرائيليات الأربع السبت، وصل العشرات من مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي الملثمين بكامل لباسهم العسكري إلى ميدان فلسطيني في المدينة. وكانوا يحملون بنادق وقاذفات صواريخ. واحتشد حولهم الآلاف من سكان غزة ملوحين بالعلم الفلسطيني.
وكانت حماس قد نشرت الجمعة أسماء الرهينات الإسرائيليات الأربع اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 و20 عاما.
وأعربت بلغاريا عن “ارتياحها البالغ” للإفراج عن البلغارية الإسرائيلية جلبوع، مشيرة إلى أن “هذا التطور الإيجابي هو نتيجة جهود دبلوماسية مكثفة شاركت فيها بلغاريا بشكل نشط”.
وعبرت الرهينة المفرج عنها ألباغ عن امتنانها للشعب والجيش الإسرائيلي على الدعم المقدم لعائلات الرهائن، في تسجيل مصور نشره الجيش.
وعاد عدد كبير من النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم في بعض المناطق، لكن لم يجدوا سوى الأنقاض. وأتاحت الهدنة في أقل من أسبوع دخول آلاف شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
فرانس24/ أ ف ب