أصدر مدى الكرمل: المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة كتابًا بعنوان “الصهيونيّة والاستعمار الاستيطانيّ: مقارَبات فلسطينيّة”، من تحرير الـﭘـروفيسور نديم روحانا المدير العامّ السابق لمدى الكرمل ومؤسِّس المركز وأستاذ الشؤون الدوليّة ودراسات الصراع في كلّيّة فليتشر في جامعة تافتس، والدكتورة عرين هوّاري مديرة برنامج الدراسات النسويّة في مدى الكرمل.
يأتي هذا الكتاب حصيلةً للمشروع الذي أقامه مركز مدى الكرمل، بمبادرة وإدارة الـﭘـروفيسور نديم روحانا، والذي جمع من خلاله مجموعة من الأكاديميّين والمحاضرين وطلبة دراسات عليا فلسطينيّين يدرسون في جميع أنحاء فلسطين، في ثلاث ورشات دراسيّة نشطت كلّ منها على مدار سنة ونصف السنة. جمَعَ هؤلاء الباحثين الانشغالُ السياسيُّ والأكاديميُّ في فهم الصهيونيّة كمشروع استعمار استيطانيّ، وفي بحث آليّات هذا المشروع وفرضيّاته، وأسسه الفكريّة والدينيّة والسياسيّة. كذلك ناقشت الورشات التحوُّلات التي مرّ ويمرّ بها المشروع الصهيونيّ جرّاء فشله، منذ بداياته الأولى، في إخضاع المقاومة الفلسطينيّة المستمرّة على جميع أشكالها.
يأتي كُتّاب وكاتبات المقالات من حقول معرفيّة مختلفة، ويعيشون سياقات جغرافيّة وسياسيّة وقانونيّة وأكاديميّة مختلفة. قارَبَ بعضُ الكتّاب الصهيونيّةَ ومشروعَها الاستعماريَّ مقارَبةً تاريخيّة، بينما قرأها آخَرون من زاوية ممارَساتها على من يعيش في ظلّ منظومتها إمّا داخل أرضه، وإمّا مهجَّرًا داخل بلده، أو خارجه. بعض المقالات بحثت في مقاومة المشروع أو في الوعي المقاوِم لهذا المشروع. وعُنِيَ بعضها الآخَر بتحليل المنظومة نفسها، واشتباك بُعدها الاستعماريّ الاستيطانيّ مع البعد الدينيّ والقوميّ أو الإنتاج المعرفيّ حولها من قِبل مؤسَّستها الأكاديميّة أو مقاوِميها. وقد قرأتْ بعضُ المقالات هذا المشروعَ قراءة مقارنة مع سياقات عربيّة أو عالميّة أخرى. يُسهِم الكِتاب في النقاش الدائر حول مكان دراسات الاستعمار الاستيطانيّ في فهم طبيعة الدولة الإسرائيليّة، وفي تطوير إستراتيجيّات فلسطينيّة للتحرُّر على ضوء هذا الفهم.
شارك في كتابة فصول الباب الأوّل من الكِتاب، الباب الذي حمل العنوان “الاستعمار الاستيطانيّ: مقارَبات نظريّة”، الـﭘـروفيسور نديم بمقالة بعنوان “المقاومة الفلسطينيّة ومعضلة الشرعيّة لدى الاستعمار الاستيطانيّ في فلسطين: الصهيونيّة تردّ بالسرديّات الدينيّة”، تلتها مقالة الباحث والمحاضر في العلوم الاجتماعيّة أحمد عزّ الدين أسعد التي جاءت بعنوان “جدليّة الاستيطانيّ والاستغلاليّ في بنْية الاستعمار الإسرائيليّ: الأراضي المستعمَرة عام 1967 نموذجًا”. وكتَبَ المقالةَ الثالثة في هذا الباب الدكتور أباهر السقّا الأستاذ المشارك في دائرة العلوم الاجتماعيّة والسلوكيّة بجامعة بير زيت، وجاءت بعنوان “قراءة مقارِنة بين الحالتَيْن الاستعماريّتَيْن في فلسطين والجزائر”. وفي الباب نفسه، أسهمت الدكتورة أريج صبّاغ-خوري، الأستاذة المشارِكة في علم الاجتماع والأنثروﭘـولوجيا في الجامعة العبريّة، بمقالة حملت العنوان “الكولونياليّة الاستيطانيّة في السياق الإسرائيليّ _ الفلسطينيّ، تفكيك الاستعمار، وعلم اجتماع إنتاج المعرفة في إسرائيل”. وكتَبَ المقالةَ الأخيرة في هذا الباب الدكتور مهنّد مصطفى المدير العامّ لمدى الكرمل والمحاضر ومدير قسم التاريخ في الكلّيّة الأكاديميّة بيت بيرل، وجاءت تحت عنوان “بنيامين نتنياهو وإعادة إنتاج المشروع الصهيونيّ ضمن منظومة صراع الحضارات”.
أمّا الباب الثاني من الكتاب، فحمل العنوان “السياسات الاستعماريّة الاستيطانيّة للمشروع الصهيونيّ”، وقد استُهِلّ بمقالة الـﭘـروفيسور محمود يزبك المحاضر في الدراسات الشرق_أوسطيّة ورئيس قسم دراسات الشرق الأوسط سابقًا في جامعة حيفا، والتي جاءت بعنوان “الاقتصاد السياسيّ تحت النظام الكولونياليّ ونشوب ثورة 1936″، تلتها مقالة عامر إبراهيم طالب الدكتوراة في قسم الأنثروﭘـولوجيا في جامعة كولومبيا (نيويورك)، وقد جاءت بعنوان “البحث عن الجولان التوراتيّة: مخيّلات يهوديّة وتأسيس الجغرافيا الاستيطانيّة في القرن التاسع عشر”. المقالة الثالثة في هذا الباب، وعنوانها “سياسات نزع الطفولة ‘‘اللا-طَفْلنة‘‘: تعقُّب آثار الكولونياليّة الإسرائيليّة”، كتبتها الـﭘـروفيسورة نادرة شلهوب-كيڤوركيان، التي تشغل كرسيّ لورانس دي-بييل في معهد علم الإجرام في كلّيّة الحقوق وكلّيّة الخدمة الاجتماعيّة والرفاه الاجتماعيّ في الجامعة العبريّة في القدس. أمّا المقالة الرابعة والأخيرة، فجاءت بعنوان “السياسة الحيويّة للمحو الطبقيّ الفلسطينيّ في سوق العمل الاستعماريّ”، وقد كتبتها الـﭘـروفيسورة سراب أبو ربيعة-قويدر الأستاذة المشارِكة في كلّيّة التربية في جامعة بن ﭼـوريون في النقب.
الباب الثالث والأخير من الكتاب حمل العنوان “في فاعليّة المستعمَر”، وقد افتُتِح بمقالة للدكتورة عرين هوّاري بعنوان “السيّدة كيرن كييمت: تَشكُّل هُويّات رجوليّة فلسطينيّة في ظلّ الحكم العسكريّ”، وتلته مقالة الدكتورة مي البزور عضوة الهيئة الأكاديميّة في دائرة العلوم الاجتماعيّة والسلوكيّة في جامعة بير زيت، حاملة العنوان “مفهوم التطبيع ضمن بنْية الاستعمار الاستيطانيّ في فلسطين: ما بين ثنائيّة الرفض والقبول”. أمّا المقالة الثالثة، فجاءت بعنوان “الاستعمار الاستيطانيّ ومهجَّرو المدن الفلسطينيّة: ما بين المدن المهجَّرة ومدن المهجَّرين”، وقد كتبتها الدكتورة هبة يزبك المحاضِرة في العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة في الجامعة المفتوحة، وتلتها مقالة الدكتورة أميرة سلمي الأستاذة المساعِدة في معهد دراسات المرأة في جامعة بير زيت، وهي بعنوان “الذاكرة كموقع مقاومة: تحرير التاريخ من أَسْر حاضر مستعمَر”. واختُتِم الكتاب بمقالة قَسَم الحاجّ طالبة الدكتوراة والمحاضِرة في دائرة الفلسفة والدراسات الثقافيّة في جامعة بير زيت، وهي بعنوان “المشروع الاستيطانيّ الصهيونيّ في الأغنية الشعبيّة السياسيّة: قراءة في الشفاهيّة الفلسطينيّة الثوريّة 1917- 1952”.
لقراءة الملف بصيغة PDF اضغط هنا