من كتابة dw.com
الاثنين 14 / نيسان / 2025
محمد بن زايد خلال استقباله الشرع في أبو ظبي © SANA/AP/picture alliance
قالت الرئاسة السورية إن الرئيس أحمد الشرع التقى بنظيره الإماراتي في أبوظبي اليوم الأحد (13 أبريل / نيسان 2025) في ثاني زيارة يجريها لدولة خليجية منذ توليه المنصب، وذلك في وقت يحاول فيه حكام سوريا الإسلاميون الجدد طمأنة الشركاء في الخارج بشأن تشكيلهم نظاما سياسيا شاملا وجامعا في البلاد.
وتأتي زيارته للإمارات في وقت تحاول فيه قيادة سوريا الجديدة توطيد العلاقات مع زعماء عرب وغربيين بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر / كانون الأول 2024 على يد جماعات من المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام.
والإمارات منذ فترة طويلة خصم شرس لجماعات إسلامية في أنحاء المنطقة، بما في ذلك جماعات بمصر والسودان وليبيا. وقالت في وقت سابق إن التطرف والإرهاب من مصادر القلق الكبير في سوريا بعد سقوط الأسد.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن الرئيس الإماراتي أكد دعم بلاده لسوريا خلال اللقاء بالشرع، وتمنى له “النجاح والتوفيق في قيادة بلده خلال المرحلة المقبلة وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو التنمية والأمن والاستقرار”.
والتقى الشرع بالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويرافقه في الزيارة وزير الخارجية أسعد الشيباني. وأكد الرئيس الإماراتي اليوم الأحد خلال استقباله الرئيس الانتقالي السوري حرصه على “إعادة بناء سوريا” ودعم السوريين لمواجهة “تحديات المرحلة الانتقالية”، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.
وفي يناير / كانون الثاني 2025 جرى اتصال هاتفي بين الشرع والرئيس الإماراتي بحثا خلاله في سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وبناء على سياستها القائمة على عدم التسامح مع الإسلام السياسي، تراقب أبوظبي بريبة القيادة الجديدة في دمشق في ظل تخوفها من نفوذ تركيا، الحليف الأبرز للسلطات السورية الجديدة، بحسب محللين.
وزار الشرع السعودية في فبراير / شباط 2025 رفي أول رحلة خارجية منذ توليه الرئاسة في يناير/ كانون الثاني 2024. ويتابع الغرب قادة سوريا عن كثب لضمان تشكيل حكومة شاملة ذات مؤسسات فعالة والحفاظ على النظام في بلد عانى كثيرا من الحرب، وكذلك منع عودة ظهور أي من تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة. وسوريا بحاجة ماسة إلى تخفيف العقوبات لإنعاش اقتصادها بعد الحرب التي استمرت لنحو 14 عاما فرضت خلالها الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات واسعة النطاق للضغط على الأسد.
فصيل مسلح بارز يعلن خضوعه للدولة
من جانب آخر أعلن اللواء الثامن أبرز الفصائل المسلحة في جنوب سوريا بقيادة أحمد العودة، حل نفسه ووضع أسلحته وعناصره تحت تصرف وزارة الدفاع السورية وفق بيان تلاه اليوم الأحد الناطق باسمه في تسجيل مصور. وقال العقيد محمد الحوراني “نحن أفراد وعناصر وضباط ما يعرف سابقاً باللواء الثامن نعلن رسمياً حل هذا التشكيل وتسليم جميع مقدراته العسكرية والبشرية إلى وزارة الدفاع” السورية.
وأتى ذلك بعد يومين من اضطرابات سُجلت في بلدة بصرى الشام في ريف درعا (جنوب) انتهت باتفاق مع وجهاء المنطقة أفضى إلى دخول عناصر الأمن العام التابعين لوزارة الداخلية ل “بسط الأمن والاستقرار” وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وتابع الحوراني “هذا القرار يأتي انطلاقا من الحرص على الوحدة الوطنية وتعزيز الأمن والاستقرار والالتزام بسيادة الدولة” مشيراً إلى أن هذه الخطوة “بداية جديدة لتعزيز مسيرة الوطن تحت مظلة الدولة السورية”.
وغابت “غرفة عمليات الجنوب”، وهي ائتلاف فصائل في محافظة درعا بقيادة أحمد العودة -وأول من دخل دمشق عقب فرار الرئيس المطاح به بشار الأسد “لحماية مؤسساتها الحيوية”- عن اجتماع أعلنت فيه السلطات في ديسمبر / كانون الأول عن حل جميع التشكيلات المسلحة وانضمامها تحت مظلة وزارة الدفاع. وتمسكت قوات أحمد العودة ومن بينها مجموعات اللواء الثامن، بسلاحها وحافظت على معداتها الثقيلة وتجهيزاتها الكاملة.
وفي الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024 دخلت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى دمشق بعد هجوم مباغت بدأته من شمال سوريا في 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2025. وأدى ذلك إلى الإطاحة ببشار الأسد ونهاية حكم عائلته الذي استمر أكثر من نصف قرن. وشكل مقاتلون محليون من فصائل معارضة سابقة وآخرون -ممن أجروا اتفاق تسوية مع النظام- غرفة عمليات الجنوب في السادس من ديسمبر / كانون الأول 2024.
وتُعدّ محافظة درعا -التي شكلت مهد الاحتجاجات الشعبية- المنطقة الوحيدة التي لم يخرج منها جميع مقاتلي الفصائل المعارضة بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة عليها في يوليو / تموز 2018، إذ وضع اتفاق تسوية -رعته موسكو- حدا للعمليات العسكرية وأبقى على وجود مقاتلين معارضين احتفظوا بأسلحة خفيفة. ويتمتع أحمد العودة بعلاقة جيدة مع موسكو، وتقول مصادر قريبة منه إن علاقات جيدة تجمعه بالأردن المجاور، والإمارات العربية المتحدة.
وانسحبت قوات أحمد العودة من العاصمة بعد وصول مقاتلي الشمال بقيادة هيئة تحرير الشام “خشية من حدوث فوضى أو تصادم مسلح” بحسب ما قال المتحدث الرسمي باسمها حينها موضحا “عدنا أدراجنا إلى مدينة درعا” بعد ظهر الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. والتقى العودة بعد يومين من -سقوط نظام الأسد- بقائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، لكنه لم يشارك بعد ذلك في الاجتماع الذي ترأسه الأخير في 25 ديسمبر / كانون الأول الماضي 2024 وجمع فيه قادة فصائل المسلحة قبلوا بالانضواء تحت مظلة وزارة الدفاع.
وتسعى السلطات الجديدة لبسط سيطرتها على كامل الأراضي السورية من خلال تفاهمات جرت مع الأكراد شمال شرق البلاد، واتصالات مع الدروز جنوباً.
ع.م / ص.ش (رويترز ، أ ف ب ، د ب أ)