الأربعاء 06 كانون الاول , 2023
الكاتب: غرفة التحرير-الخنادق
مظاهرة تضامنية مع فلسطين في لندن (رويترز)
بنى كيان الاحتلال آمالاً واسعة على استجداء عواطف التضامن بعد انجاز المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر. لكن انقلاب الصورة وعدم استطاعة المسؤولين الإعلاميين في الكيان جذب الانتباه أكثر من نصف يوم واحد، لم يكن متوقعاً، ويضاف إلى سلسلة الإخفاقات العسكرية والسياسية. اذ ان التضامن مع القضية الفلسطينية بات لصيقاً بشريحة كبيرة من المجتمعات الغربية ودول العالم.
لا تنحصر أوجه التضامن على مواقع التواصل الاجتماعي. بل ان الإصرار على التجمعات والتظاهرات في أكبر الشوارع والساحات في الدول الأوروبية تحديداً، على الرغم من قرارات المنع وإجراءات السجن التي تتحذ بحق المتظاهرين، تعد الأسلوب الأكثر انتشاراً منذ بدء “إسرائيل” عدوانها على قطاع غزة.
في بريطانيا، تظاهر المئات أمام مقر الحكومة “10 داونينغ ستريت” في لندن بالتزامن مع لقاء رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مع كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي.
كما نظم متضامنون عدد مسيرات نحو السفارة الأميركية في بروكسل للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة فوراً. كذلك في ألمانيا وإيطاليا وايرلندا…
كان اللافت إصرار المتضامنين إلى الشوارع رغم المضايقات التي تعرضوا لها من الشرطة والتي وصلت إلى حد التعرض بالأذى الشخصي واطلاق النار.
من ناحية أخرى، كانت الكوفية الفلسطينية، دليلاً على تحول الوعي في الشعوب الغربية والعالمية. وذكر عدد من الصحف أن “هناك عدد متزايد من الأميركيين يرتدون الكوفية للمطالبة بوقف إطلاق النار على الهجمات الإسرائيلية على غزة أو للإشارة إلى دعمهم للفلسطينيين”.
ويقول موزعون أمريكيون إن مبيعات الأوشحة قفزت منذ بدء الحرب في أكتوبر /تشرين الأول حتى مع قيام قوات الأمن بإزالة الكوفية بالقوة في بعض الاحتجاجات وإبلاغ مرتديها عن استهدافهم بالإساءة اللفظية والجسدية.
“كان الأمر أشبه بالوميض. فجأة، أصبح لدينا مئات الأشخاص على الموقع في وقت واحد ويشترون كل ما في وسعهم”، قال عازار أغاييف، الموزع الأميركي لمصنع “هرباوي”، الذي افتتح في عام 1961 وهو المصنع الوحيد للكوفية المتبقي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. وأضاف “في غضون يومين، كان المخزون الذي كان لدينا قد اختفى للتو، ولم يختف فقط، بل كان في ذروة البيع”.
وتبيع “هرباوي”، التي حصلت على براءة اختراع لعلامتها التجارية، الأوشحة دولياً عبر مواقعها الإلكترونية في الولايات المتحدة وألمانيا وعلى أمازون. وقال أغاييف إن جميع الأشكال ال 40 على الموقع الإلكتروني الأميركي، والتي تشمل العديد منها بألوان زاهية بالإضافة إلى الأسود والأبيض التقليديين، بيعت بالكامل.
ارتفعت مبيعات وحدات الأوشحة الكوفية بنسبة 75% في 56 يوماً بين 7 أكتوبر و 2 ديسمبر في Amazon مقارنة بالأيام ال 56 السابقة، وفقاً لما أظهرته بيانات من شركة تحليلات التجارة الإلكترونية Jungle Scout.
كما ارتفعت عمليات البحث عن “وشاح فلسطيني للنساء” بنسبة 159% في الأشهر الثلاثة حتى 4 ديسمبر مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة. وارتفعت عمليات البحث عن “وشاح الشماغ العسكري” و”الكوفية فلسطين” بنسبة 333%. وفق تقارير إعلامية.
الكوفية، بنمط شباك الصيد، شائعة في جميع أنحاء العالم العربي، وتعود جذورها إلى 3100 قبل الميلاد. وجاء في البداية ليرمز إلى المقاومة الفلسطينية خلال الثورة العربية عام 1936 ضد الحكم البريطاني وأصبح فيما بعد غطاء الرأس المميز لزعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات.
بالتزامن مع اتساع رقعة التضامن حتى وصلت إلى حجم ورقة ضغط فاعلة. تتراجع نسبة التأييد لإسرائيل حتى بين الدول والشعوب الداعمة لها، نتيجة جرائمها المستمرة بحق المدنيين والأطفال. حتى أن اليهود المتضامنين مع تلك الجرائم باتوا هدفاً أيضاً.
وتقول دانييلا مايرز، عضو مجلس إدارة المنتدى اليهودي في المدينة، تقول لـefitriger: “كيف يبدو الأمر عندما تكون يهوديًا في لندن الآن “كل أسبوع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، كانت هناك مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في لندن وفي جميع أنحاء إنجلترا. لا أشعر بالراحة عند الذهاب إلى المدينة في عطلة نهاية الأسبوع، أشعر بالخوف”.
وعلى ذات الصعيد كان هناك الكثير من حالات التصعيد ضد الحركات والتظاهرات الشعبية على مستوى العالم لقمعها والتغطية والتعمية على الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني الغاصب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول الداعمة بالمال والسلاح واللوجستيك .
وفي هذا الفيديو مثالا حيا ونموذجا حقيقيا من واقع الحال الغربي حيال ما يحصل من ضغط وقمع على المشاركين في معارضة الحرب على غزة ودعم فلسطين: