المدن – ميديا
السبت 08 / مارس / 2025
وثقت “الشبكة السورية لحقوق الانسان” مقتل 125 مدنياً في الساحل الجمعة (غيتي)
استجاب الرئيس السوري أحمد الشرع، لمئات المناشدات التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، على أثر انتشار مقاطع فيديو مروعة، تظهر تنكيلاً بالمدنيين في الساحل، خلال الحملة الأمنية التي شنتها الحكومة السورية على فلول الأسد، على خلفية مهاجمة قوات الأمن العام في الساحل السوري.
انتهاكات وإعدامات ميدانية خطيرة خلال العمليات الأمنية في محافظتي #اللاذقية و #طرطوس
قتلت عصابات موالية لنظام الأسد 100 من قوات الأمن و 15 مدنيا في هجمات نفذتها في محافظتي اللاذقية وطرطوس خلال الفترة بين 6 و 7 آذار 2025، بحسب تصريحات ومعلومات من الشبكة السورية لحقوق الإنسان…
وقال الشرع في خطاب وجّهه ليل الجمعة للسوريين: “أهلنا في الساحل في أماكن الاشتباك جزء مهم من وطننا وواجبنا حمايتهم”، مؤكداً أن “كل من يتجاوز على المدنيين سيحاسب حساباً شديداً”، وشدد على “اننا لن نسمح بالمساس بالسلم الأهلي على الإطلاق”. ودعا القوات الأمنية لعدم السماح لأحد بالتجاوز والمبالغة في رد الفعل، وطالبها بعدم إهانة الأسير أو تعريضه للضرب.
وفي حوار لوكالة رويترز الرئيس السوري احمد الشرع يتهم موالين للأسد كانوا ينتمون إلى «الفرقة الرابعة» من الجيش السوري المنحل، التي كان يقودها ماهر شقيق بشار الأسد، ودولةأجنبية متحالفة معهم لم يسمها ، هم من أشعلوا فتيل الاشتباكات، يوم الخميس، لإثارة الاضطرابات وخلق الفتنة الطائفية؛ «لكي يصلوا إلى حالة من زعزعة الاستقرار والأمان في داخل سوريا»،ويتعهد بمعاقبة من سفك دما بغير حق حتى لو كان من أقرب المقربين إليه.
مناشدات للشرع
وتصاعدت المناشدات للدولة السورية بمنع “العقوبة الجماعية” التي جرت في بعض أنحاء الساحل، مع وصول القوات العسكرية الى المنطقة لمؤازرة قوات الأمن العام، ولإخماد التمرّد القائم الذي قامت به فلول الأسد.
وقال ناشطون إن “الانتهاكات مرفوضة بغض النظر عن هوية مرتكبها أو ضحيتها أو توثيقها”. واعتبر الباحث أحمد أبازيد أن “إلقاء اللوم على الفزعات الشعبية لا يكفي، بل يستدعي تحقيقاً رسمياً لمحاسبة أي تجاوزات خارج إطار المواجهة العسكرية. الردّ على الجريمة بحق شهداء الأمن العام كان ضرورياً، لكن يجب أن يقتصر على المجرمين دون انتقامات عشوائية”.
وأثارت مقاطع الفيديو تنديداً محلياً، أعاد تذكير السوريين بحقبة المخلوع بشار الأسد وأجهزته الأمنية، وتنكليها بالسوريين. وعمّت الصدمة الحقوقيين والناشطين السوريين من خصوم الأسد وداعمي الثورة السورية منذ 2011، حين أظهرت اعدامات ميدانية، وقتلاً للمدنيين في قرى الساحل، وقتل الموقوفين والمعتقلين. وندد الناشطون بـ”تبرير الجرائم” التي ساقها ناشطون إعلاميون رافقوا القوات العسكرية الى الساحل.
وإلى جانب الفيديوهات التي وصفت بـ”الفظيعة”، انتشرت تغريدات ومنشورات في “فايسبوك”، تحكي قصصاً شخصية لعائلات قتل عدد من أفرادها على أيدي غاضبين من المجموعات العسكرية التي وصلت الى الساحل.
وقالت ناشطة من الساحل في منشور لها: “انا اليوم أصبحت يتيمة. أنا التي حاربت النظام، أنا التي ذرفت الدموع و الصلوات على كل من استشهد في حروب النفاق، أنا التي لم تنم لأيام لأن أرواحاً أزهقت في بلدتي. نحن عائلة لم نؤمن يوماً بالقتل ولم نؤمن يوماً بالعنف. كنا نعتبر الجميع أخوة لنا”.. وأضافت: “أفراد عائلتي ذبحوا جميعهم في منزلهم لأنهم رفضوا المغادرة، كانوا يظنون بأن من سيدخل عليهم هم أبناء بلادهم”. وتابعت: “أمي وأخوتي ذبحوا ظلماً.. ولا تزال جثامينهم في المنزل لا استطيع الذهاب إليهم ولا البكاء هناك ولا حتى دفنهم”.