الأديب الشاعر أ. مروان قواس
حلب في ٢٨ /١٠/٢٠٢٢
في بلد شديد البرد …
في بلد بعيد …عطست امرأة في أقصى الأرض. عطست من انفها وفمها …وقالت انا عطست ..
وقبل ان تمسح فمها وانفها وجهازها من رذاذ العطس ومخلفاته بدأت مئات التعليقات وآلاف الإعجابات والمشاركات تنهال على جهازها ..
وبذات أنا أحصي …. أحتاج لعدادة سريعة العد ..
ما اجمل عطسك سيدتي ..
ما احلاه ..ما ارقاه …
عطسك ثلج في يوم حار .
عطسك مجرى نبع يغذي الأنهار …
أدام الله العطس .ليل نهار …
تعليقات فشلت في احصاءها عددا فكيف أتلوها قراءة وكتابة ..
مأ اجمل عطسك سيدتي .يرحمك الله عزيزتي .جودي علينا بعطس أكثر ..واغزر ..
عطسك الغيم إذا أمطر ..
والغصن إذا ازهر …
عطسك الشديد سيدتي ..جاب الديار ..وسيغير تاريخ الحضارة والافكار . وسيفتح لنا فتوحا في العلم والطب. وسيتصدر الأخبار …
وفي ذات اليوم كتبت كاتبة مفكرة أديبة مقالا وضعت فيه عصارة فكرها وعلمها وأدبها. فلم تلق اعجابا إلا من زوجها وحماتها وتعليقات لا تتجاوز اخواتها وأزواج بناتها …
من قال ان العطس تفوق في شعبيته على الفكر فقد أجاد القول وصدق ..
من قال ان احمر الشفاه وكحل العيون أفيد للشعب واجدى من أدب الرواة وعلم الثقاة وعدل القضاة فقد أصاب ..
عذرا سيداتي الفاضلات الاديبات العالمات طبيبات ومفكرات …لا تحزنن ..فنحن نعيش زمن العاطسون والعاطسات ..
وليعذرني أصدقائي لأني كتبت مثل هذه الترهات …
لا أريد تفسيرا للظواهر .. فليست هذه الظاهرة في وطننا أبشع الظاهرات …