صحيفة حبر
فبراير 12, 2025
في خطوة تهدف إلى تمهيد الطريق أمام مرحلة سياسية جديدة في سوريا، أعلنت مصادر مقربة من الرئاسة السورية عن تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني السوري، والتي ستتولى مسؤولية التنسيق والإعداد لهذا الحدث المفصلي. وتضم اللجنة سبعة أعضاء، بينهم خمسة رجال وسيدتان، يمثلون أطيافًا مختلفة من المشهد السياسي والمجتمعي السوري.
أعضاء اللجنة التحضيرية
تضم اللجنة شخصيات سياسية وأكاديمية بارزة، لكل منها دور مهم في الشأن السوري:
- د. محمد مستت: طبيب وسياسي سوري من حلب، شغل منصب مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة بحكومة الإنقاذ.
- حسن الدغيم: باحث متخصص في الجماعات الإسلامية ومكافحة التطرف، شغل منصب مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري.
- هند قبوات: سياسية وباحثة، مديرة قسم حوار الأديان في جامعة جورج ماسون، وأستاذة زائرة في جامعة هارفارد، وناشطة في قضايا المرأة.
- هدى الأتاسي: مهندسة معمارية وناشطة في العمل الإنساني، تشغل منصب المديرة الإقليمية لهيئة الإغاثة الإنسانية الدولية.
- يوسف الهجر: سياسي من دير الزور، شغل منصب مدير المكتب السياسي في هيئة تحرير الشام، وعضو سابق في مجلس شورى إدلب.
- ماهر علوش: كاتب وباحث مهتم بالقضايا السياسية والاجتماعية.
- مصطفى موسى: ناشط سياسي ومساهم في مبادرات المجتمع المدني.
المؤتمر الوطني السوري: ملامح المرحلة القادمة
يأتي تشكيل اللجنة في سياق التحضيرات لعقد المؤتمر الوطني السوري، الذي يهدف إلى رسم معالم المستقبل السياسي للبلاد. وقد كشف الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقابلة حصرية مع تلفزيون سوريا، عن الملامح العامة للمرحلة المقبلة، مؤكدًا أن مستقبل سوريا سيكون جمهوريًا قائمًا على التعددية السياسية، مع حكومة تنفيذية وبرلمان يعملان ضمن إطار قانوني يحقق العدالة والمصلحة العامة.
إعلان دستوري يمهّد لصياغة دستور دائم
أوضح الرئيس الشرع أن المؤتمر الوطني سيفضي إلى إصدار إعلان دستوري مؤقت، يكون بمثابة وثيقة انتقالية تحدد شكل الحكم وآلية إدارة الدولة حتى صياغة دستور دائم. وشدد على أن هذا الإعلان لن يكون قرارًا فرديًا، بل سيأتي نتيجة مشاورات موسعة مع مختلف القوى السورية لضمان تمثيل حقيقي لإرادة الشعب.
العدالة الانتقالية: تحقيق التوازن بين الإنصاف والاستقرار
أكد الرئيس السوري أن العدالة الانتقالية ستكون أحد المحاور الأساسية للمؤتمر، مشيرًا إلى أن عملية المصالحة الوطنية لن تعني إفلات مرتكبي الجرائم الجسيمة من المحاسبة. وأوضح أن العفو لن يشمل الجرائم ضد الإنسانية أو عمليات القتل الجماعي، وسيتم متابعة قضايا المعتقلين والمفقودين كأولوية لضمان تحقيق العدالة دون الإضرار بالسلم الأهلي.
رفض المحاصصة: نحو دولة قائمة على الكفاءة
فيما يتعلق بتشكيل الحكومة المستقبلية، شدد الرئيس الشرع على رفض المحاصصة الطائفية أو العرقية، معتبرًا أن تقسيم المناصب على أسس انتمائية يؤدي إلى شلل في عمل الدولة ويكرّس الانقسامات. وقال إن الحكومة ستُبنى على أسس الكفاءة والقدرة على تحقيق المصلحة الوطنية، وليس وفق معايير المحسوبيات السياسية أو الطائفية.
إعادة بناء الدولة: تحديات وفرص
تطرق الرئيس السوري إلى التحديات التي تواجه إعادة بناء الدولة، موضحًا أن هناك ملفات معقدة تتطلب حلولًا تدريجية، منها:
- إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية لتكون أكثر شفافية وكفاءة.
- ضبط انتشار السلاح لضمان استقرار الأوضاع الأمنية.
- بناء علاقات خارجية متوازنة تحفظ سيادة سوريا وتمنع التدخلات الخارجية.
- استراتيجية إعادة اللاجئين وتحقيق الاستقرار الاقتصادي
أكد الرئيس الشرع أن الملف الاقتصادي سيكون في صلب أولويات المرحلة الانتقالية، مشيرًا إلى أن توفير فرص العمل وتأمين بيئة استثمارية مستقرة سيشجع اللاجئين على العودة إلى سوريا. وأضاف أن تحقيق الاستقرار الاقتصادي يتطلب إعادة تفعيل القطاعات الإنتاجية، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتعزيز الاكتفاء الذاتي.
يمثل المؤتمر الوطني السوري فرصة حقيقية لإعادة بناء سوريا على أسس جديدة، بعيدًا عن الإقصاء والاستبداد. ومع بدء اللجنة التحضيرية عملها، تبقى آمال السوريين معقودة على أن يكون هذا المؤتمر نقطة تحول نحو دولة حديثة، قائمة على العدالة، والمواطنة، وسيادة القانون.
إقرأ أيضا…
المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني حسن الدغيم في تصريح خاص لـ سانا:
الحوار الوطني انطلق مع سقوط النظام المجرم، حيث رأى جميع السوريين سواءً على مستوى اللقاءات المكثفة بين القيادة والوفود الشعبية أو بين المكونات الشعبية نفسها أن هذه اللقاءات لم تكن عبارةً عن تعارف، بل كانت الأرضية التي تتوج اليوم في بدء الأعمال التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني.
سانا
- الدغيم لـ سانا: اللجنة بدأت أعمالها مستندةً ومستلهمةً المرحلة السابقة في إعداد الآليات سواء المتعلقة بإدارة المضامين، أو الإدارة التقنية، وبالتأكيد ستكون الأعمال موزعةً على الصعد كافة، سواء التحضير أوالتواصل أو زيارة المحافظات أو اللقاء بالمواطنين وأعيان ونخب السوريين والنظر في الوسائل العملية لضمان تمثيل الشرائح الاجتماعية، من حيث التوزع السكاني والخبرات والتخصصات والتأثير الاجتماعي.
- الدغيم لـ سانا: عندما تنضج عملية التواصل وإعداد الأوراق الأولية للتنفيذ لا شك ستتم الدعوة لمؤتمر الحوار الوطني، الذي سيلاقي فيه السوريون والسوريات الأرضية التي سينطلقون منها في بناء مستقبل بلدهم لأول مرة منذ عام 1950.
- الدغيم لـ سانا: كل سوريّة أو سوريّ وطني هو عضو في الحوار الوطني من حيث المبدأ، ولكن لا بد في وضعنا أن تراعى القدرة على تنظيم مؤتمر الحوار الوطني حتى لا تظلم المضامين على حساب الشكليات، وبالتالي لا شك أن الوطنية والتأثير والتخصص والرمزية والخبرة والإفادة هي من أولويات المعايير التي ستستند إليها اللجنة التحضيرية في دعوة المواطنين إلى المؤتمر.
- الدغيم لـ سانا: بالنسبة لمشاركة المحافظات في المؤتمر، سيتم الاجتماع بالمواطنين في كل محافظة سوريّة للوقوف على خصوصياتها، تنوعها، واختيار الشخصيات الوطنية القادرة على تمثيل مصالح كل محافظة، بما ينسجم ومصلحة الوطن بشكل عام.
- الدغيم لـ سانا: لا شك أن اللجنة لن تسعى إلى تطييف المجتمع، أو المحاصصة الطائفية، وهذا أمرٌ مرفوضٌ تماماً، لكنها ستراعي هذا التنوع، بحيث تقارب مشاركة كل محافظة صورتها العامة .
- الدغيم لـ سانا: عمل اللجنة هو إدارة الحوار الوطني، تنظيماً وترتيباً وتيسيراً، ومساعدة المواطنين وأعضاء المؤتمر في الوصول إلى النتائج المرجوة، وينتهي عملها بمجرد صدور البيان الختامي، كما هو مشهر في القرار الرئاسي.
- الدغيم لـ سانا: القضايا التي ستناقش بالمؤتمر متروكة لتبادل وجهات النظر وزيارات المحافظات وترتيب أوراق العمل في المؤتمر، والتي بالتأكيد ستتكشف عنها الأيام تباعاً.
- الدغيم لـ سانا: رسالة اللجنة التحضيرية للشعب السوري هي من خلال عملها في مساعدة السوريين في إدارة الحوار بينهم، وتبادل وجهات نظرهم في تشكيل سلطات بلدهم ومستقبلها، سواء كانت السيادية والأساسية والخدمية، ستحرص اللجنة على الصدقية والشفافية والحيادية في تيسير أعمال المؤتمر.
- الدغيم لـ سانا: البلاد بعد تعطيل دستور 2012 هي بحاجة لملء الفراغ الدستوري بإعلان دستوري، والذي كان يمكن للسيد الرئيس أن يصدره فور تسلم السلطة في البلاد، لكن كانت رغبة الرئاسة أن يكون ذلك متزامناً مع مؤتمر الحوار الوطني رغبة في إشراك نتائج وتوصيات الحوار في البناء الدستوري للبلاد، سواء كان ذلك المؤقت أو الدائم.
- الدغيم لـ سانا: حرص القيادة على إنجاح المؤتمر هو الذي دفع لتأجيل الانطلاق مرات ومرات، رغم أنه جارٍ، من حيث الناحية العملية، ومن هذا المقتضى فإن اللجنة التحضيرية مستقلة تماماً وهي من تعين رئيسها وأجنداتها والشرائح المدعوة وفق نظام داخلي تقره بنفسها.
#سانا