الكاتب: الخنادق – غرفة التحرير
الثلاثاء 02 كانون الثاني , 2024
إسرائيل دخلت في دوامة استنزاف كارثية
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً، بالعديد من الإجراءات الميدانية في قطاع غزة، مثل انسحاب ألوية من داخل مدينة غزة الى أطرافها، وتسريح 5 ألوية تدريب واحتياط من القتال. وهذا ما يوحي بأن الكيان المؤقت سينتقل قريباً الى المرحلة الثالثة من المعركة، التي يُخطط لها أن تكون جراحية بمدة تصل إلى أدناه 6 أشهر، فيما تحدثت بعض الأوساط الإسرائيلية على أنها من الممكن أن تصل الى حدود سنتين.
وبالتزامن مع هذه الخطوات الميدانية، تم الكشف عن العديد من الإجراءات الدفاعية التي ستتخذ بالتوازي، في منطقة المستوطنات في غلاف غزة، ما يعني اعترافا إسرائيلياً مبطناً بالفشل في تحقيق أهداف المعركة بعد مرحلتين وأكثر من 90 يوماً، وهو ما يعدّ صفعةً مدوية لكيان الاحتلال لا تقل قوةً وتأثيراً عن صفعة عملية طوفان الأقصى في الـ 7 من أكتوبر، بل تتخطاها بكثير، نظراً لما تلقته إسرائيل منذ ذلك اليوم من دعم وغطاء أمريكي وغربي لا محدودين.
فما هي أبرز الإجراءات الدفاعية في منطقة مستوطنات الغلاف؟
- إنشاء خط عازل داخل القطاع بعرض 1 كم تقريباً، لمنع تكرار حصول هجوم مفاجئ من المقاومة على هذه المنطقة.
- تكرار عملية إنشاء جدران عازلة محيطة بالقطاع (وفي المنطقة الشمالية من فلسطين المحتلة أيضاً)، وإقامة عوائق هندسية وحواجز مخفية وسياج فاصل، من أجل منع عمليات التوغلات أو حتى استهداف المقاومة للسيارات والآليات بمختلف أنواعها بواسطة الصواريخ المضادة للدبابات، بما فيها الكورنيت.
- تعزيز قوات الاحتياط بالمستوطنات بعشرات الكتائب، وزيادة الحراسات، الذين سيؤمنون يوميًا حركة وروتين المستوطنين. كما سيتم تجهيز هذه المنطقة بأنظمة اتصالات مستقلة
- إقناع المستوطنين النازحين بالعودة إلى منازلهم أثناء إقامة أعمال الهندسة، حتى وصل الأمر الى عرض مبلغ مالي شهري يتجاوز الـ 5 آلاف دولار، لمن سيعود للسكن في المنازل التي تبعد عن القطاع 4 كيلومتر.
الألوية التي انسحبت من غزة
- 3 ألوية تدريب: اللواء 460 (مدرسة تدريب سلاح الدروع)، اللواء261 (مدرسة تدريب الضباط بالجيش)، اللواء 828 (مدرسة تدريب سلاح المشاة).
- لواءان من الاحتياط: اللواء 551، اللواء 14.
- هناك العديد من الأسباب لسحب هذه الألوية:
- لعدم الحاجة العملياتية في الميدان، لكن يمكن استدعاءهما لاحقاً للقيام بمناورات تعرضية حسب تقدير الموقف العملياتي.
- تحتاج القوات البرية لفترات استراحة وتبديل في الأمكنة، كما يتطلب تسريح عناصر الاحتياط لتعود لأعمالها السابقة بهدف إعادة تنشيط الحياة الاقتصادية.
- سحب الألوية للخطوط الخلفية من أجل إعادة تنظيمها، وإجراء التعويضات اللازمة للخسائر الكبيرة التي تكبدتها طيلة الفترة السابقة.
لكن بالتأكيد ستستمر عملية إعادة التموضع للقوات المهاجمة خارج مناطق العمليات خاصة في الجزء الشمالي من القطاع. كما سيتم سحب المزيد من الألوية المقاتلة ووضعها في الاحتياط مجدداً، من أجل التحضير لمرحلة مستقبلية قد تكون في محور تقدم جديد باتجاه شرق محافظة رفح بغرض قضم جغرافي في محور فيلادلفيا. وربما سيكون انسحاب هذه القوات للتحضير لعمل ما في الجبهة الشمالية.