من كتابة من صالح سالم وإبراهيم أبو مصطفى
الأربعاء 28-شباط 2024
فلسطينيون يتفقدون موقع منزل تدمر جراء الغارات الإسرائيلية على غزة برفح في جنوب القطاع يوم الثلاثاء. تصوير: محمد سالم – رويترز © Thomson Reuters
رفح (قطاع غزة) (رويترز) – قال فلسطينيون شردتهم الحرب ويخشون هجوما إسرائيليا على رفح، آخر ملاذ آمن نسبيا في قطاع غزة، إنهم يتوقون بشدة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بسبب الأوضاع الكارثية التي تحيط بهم وشبح المجاعة الذي يلوح في الأفق.
يأتي ذلك في الوقت الذي تقول فيه الولايات المتحدة إن من المحتمل الاتفاق على هدنة مؤقتة قريبا.
وقد يتمخض اتفاق يُقترح تطبيقه مع بداية شهر رمضان في أوائل مارس آذار عن وقف للقتال للمرة الأولى منذ هدنة قصيرة في نوفمبر تشرين الثاني وعن تخفيف لحدة الكارثة الإنسانية التي تتكشف في غزة.
ويناقش مفاوضون مقترحا وردت أنباء بشأنه عن هدنة مدتها ستة أسابيع لكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قالت إن خلافات كبيرة ما زالت تعترض سبيل المقترح وإنها ما زالت تطالب بوقف دائم للقتال.
وقالت رحاب رضوان، وهي امرأة هجرت منزلها في خان يونس واستقرت في خيمة على جانب طريق “إحنا نتأمل أن يكون وقف إطلاق نار دائم شامل، ما بدناش (لا نريد أن) نرجع تاني للحرب لأن الحرب الأولى دمرتنا، دمرت بيوتنا. الأن لنا ها الحين تلات شهور نازحين يعني تعبنا إحنا من الهجرة، هادي (هذه) هجرة وقاعدين في نايلون، إحنا قاعدين تصور (لك أن تتخيل) فيش (لا يوجد) أكل، فيش شرب، فيش أدنى مقومات الحياة. إحنا نأمل أن وقف إطلاق النار دائم ونرجع إلى أماكننا. صح فيش بيوت لكن نرجع في أماكننا، بدناش إحنا نضل مهجرين. هذا أملنا بس”
وبعد ما يقرب من خمسة أشهر من الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية، فر نحو 85 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وتضررت معظم المنازل أو دمرها القصف. وتقول وكالات إغاثة إن المجاعة تلوح في الأفق والأمراض تنتشر في رفح.
وبدأت الحرب بعد هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وتقول السلطات الصحية في القطاع الذي تديره حماس إن الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية في غزة أدت منذ ذلك الحين إلى مقتل نحو 30 ألف فلسطيني.
* هدنة دائمة أم مؤقتة
قال فرج بكرون الذي كان يسير بصحبة طفل صغير في شوارع رفح المزدحمة التي تقول إسرائيل إنها تخطط لمهاجمتها، إن شروط الهدنة المقترحة غير منطقية.
وبالإضافة إلى وقف القتال لمدة أسابيع فقط، ليس هناك ما يشير إلى أن إسرائيل ستسمح للأشخاص الذين فروا إلى الجنوب بالعودة إلى منازلهم في الشمال، خاصة إذا كانوا رجالا في سن الخدمة العسكرية.
وقال بكرون “إذا الهدنة صارت زي اللي فاتت وتبدأ الحرب مرة أخرى بدناش إياها (لا نريدها). وإذا مقدرناش نروح على الشمال بيلزمش الهدنة (لا نحتاجها) خلينا أما تخلص الحرب بالمرة. بدنا وقف إطلاق نار شامل، بدناش هدنة وتبدأ الحرب من أول وجديد هذا كله ما بيلزمش… ما بنقدرش (لا نستطيع) نسيب (ترك) أولادنا ونروح نرجع وما نقدرش نروحهم (نرسل بهم إلى منازلنا)”.
لكن كثيرين من سكان غزة يرحبون بأي وقف للقتال حتى لو لم يرق إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقال رشاد ضاهر “بالنسبة للهدنة المؤقتة، هذا نسأل الله سبحانه وتعالى أن تتم. لكن هناك تخوف منها. ممكن إسرائيل في أي وقت، مفيش ضمانات، لأن في أي وقت ممكن تغتال أي حد تاني. إحنا بدنا هدنة كاملة اللي هي نعيش فيها مش بدنا أن كل يوم نعمل هدنة. إحنا بدنا هدنة اللي هي على مدى الأعوام، على مدار عشر سنين عشرين سنة أما فيه مخاوف منها اللي هي الهدنة المؤقتة ويمكن كمان ما تنجحش (لا تنجح) لأن نتنياهو متنح (مصر بشدة) على حاجات مش من صالحه”.
وقال أحمد الفار الذي يعيش في رفح بعد فراره من منزله في مدينة غزة في الشمال، حيث تركز الهجوم الإسرائيلي في بداية الحرب، إنه يأمل في التوصل إلى هدنة “أنا باتمنى من الله سبحانه وتعالي أن يتم الالتزام بالهدنة حتى يلتقط الشعب أنفاسه، ويلم جراحه ويتحل (ينجو) من الخسائر البشرية اليومية اللي الشعب تكبدها يوميا، من 150 إلى 200 شهيد، هذ خسارة شعبية فادحة وخسارة لأبنائنا وشبابنا ورجالنا ونسائنا”.
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)