إعداد: فرانس24
نشرت في: 01/03/2025
في خطوة تعكس استمرار الالتزام الأوروبي تجاه أوكرانيا، وقعت بريطانيا وأوكرانيا اتفاق قرض بقيمة 2,26 مليار جنيه إسترليني لدعم القدرات الدفاعية لكييف. وتزامن الاتفاق مع زيارة زيلينسكي للندن ووسط ضغوط أمريكية جديدة تهدد بتقليص المساعدات.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يصافح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع ثنائي في وسط لندن في الأول من مارس/ آذار 2025 قبل قمة زعماء أوروبا في اليوم التالي. © أ ف ب
منحت بريطانيا قرضا جديدا بقيمة 2,26 مليار جنيه إسترليني لأوكرانيا لدعم قدراتها الدفاعية. ووقع وزيرا مالية البلدين الاتفاق خلال لقاء افتراضي. جاء هذا الدعم بينما زار زيلينسكي لندن والتقى رئيس الوزراء ستارمر، في وقت تواجه أوكرانيا تهديدا بتقليص المساعدات الأمريكية.
ووقع وزيرا مالية البلدين ريتشيل ريفز وسيرغي مارشينكو اتفاق القرض في مراسم افتراضية أثناء لقاء رئيس الوزراء كير ستارمر بالرئيس فولوديمير زيلينسكي في لندن. ومن المقرر سداد القرض من فوائض الأصول السيادية الروسية المجمدة.
ووصفت لندن الاتفاق بأنه علامة على “دعمنا الثابت والمستمر للشعب الأوكراني”.
وتوجه زيلينسكي إلى بريطانيا قادما من الولايات المتحدة صباح السبت لحضور قمة موسعة للزعماء الأوروبيين غدا لمناقشة خطة السلام في أوكرانيا.
وفي اجتماع استثنائي في المكتب البيضاوي الجمعة، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء الدعم لأوكرانيا بعد ثلاث سنوات من غزو روسيا لجارتها الأصغر، وبعد أن عقد ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعين ناجحين على ما يبدو مع ترامب لإقناعه بمواصلة دعم كييف.
وأصدر الزعماء الأوروبيون رسائل دعم لزيلينسكي وأوكرانيا بعد وقت قصير من اجتماعه مع ترامب، مما سلط الضوء على خلاف كبير بين الحليفين التقليديين الولايات المتحدة وأوروبا إزاء الحرب بعد عودة ترامب إلى السلطة.
وتحدث ستارمر إلى كل من ترامب وزيلينسكي الجمعة وعبر عن “دعمه الثابت” لأوكرانيا.
ومن المقرر أن يجتمع زيلينسكي مع الملك تشارلز الأحد. وقالت صحيفة ذا صن البريطانية إن الاجتماع سيعقد في ضيعة الملك في ساندرينغهام بشرق إنجلترا.
فرانس24/ أ ف ب

الأوكرانيون يرفضون الانتخابات في ظل الحرب والضغوط الخارجية
أبها :الوطن – Al Watan
الأحد 02 / آذار / 2025
في خضم الأزمة المستمرة في أوكرانيا، تتصاعد الدعوات الدولية بشأن إجراء انتخابات جديدة في البلاد، على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تمر بها. هذه المطالب لا تأتي من الداخل الأوكراني، بل من أطراف خارجية، على رأسها الإدارة الأمريكية تحت قيادة دونالد ترمب. ومنذ توليه منصبه، تكررت تصريحاته التي تدعم المطالب الروسية بإجراء انتخابات، مما أثار استياءً واسعاً في كييف، وأدى إلى تصاعد الجدل الداخلي حول مصير الانتخابات في زمن الحرب. موجة غضب
منذ توليه منصبه، أعاد ترمب تكرار المطالب الروسية بإجراء انتخابات في أوكرانيا، مما أثار استياء واسعا في كييف. وأشعلت تصريحاته الأخيرة، التي وصف فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه «ديكتاتور بلا انتخابات»، موجة من الغضب داخل أوكرانيا، حيث رفضت الأغلبية هذه الادعاءات، وواصلت دعمها لقيادتها الحالية.
رفض داخلي
كان من المقرر أن تجري أوكرانيا انتخابات رئاسية وبرلمانية في 2024، لكن الأحكام العرفية المفروضة منذ 2022 حالت دون ذلك، إذ يمنع الدستور الأوكراني إجراء انتخابات خلال فترات الطوارئ. وأكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، استعداده لإجراء الانتخابات فور أن يسمح الوضع الأمني بذلك، لكنه شدد على أن تنظيم انتخابات حرة ونزيهة حاليا أمر مستحيل.
ويتفق العديد من الساسة الأوكرانيين مع هذا الطرح، حيث رفض مرشحا المعارضة الرئيسيان، بيترو بوروشينكو ويوليا تيموشينكو، فكرة إجراء انتخابات في ظل الحرب. كما أعربت منظمات المجتمع المدني عن رفضها أي انتخابات قبل تحقيق السلام. وفي استطلاع رأي أجري في فبراير 2025، أيد 63% من الأوكرانيين تأجيل الانتخابات إلى حين انتهاء الحرب مع روسيا.
مواجهة الحرب
يعتز الأوكرانيون بنظامهم الديمقراطي الذي ناضلوا من أجله خلال ثورتين شعبيتين في 2004 و2014 ضد محاولات النفوذ الروسي. وقد أصبح الالتزام بالقيم الديمقراطية جزءا من الهوية الوطنية الأوكرانية، وهو ما جعل الديمقراطية نفسها عاملا رئيسيا في الصراع المستمر بين أوكرانيا وروسيا.
من جهتها، ترى موسكو في الديمقراطية الأوكرانية تهديدا، إذ كان رفض النفوذ الروسي أحد المحفزات الرئيسية للغزو في 2014، ثم التوسع العسكري في 2022. ويعتقد محللون أن الكرملين يخشى أن تكون أوكرانيا نموذجا ديمقراطيا قد يؤثر على الداخل الروسي مستقبلا.
في حين كثفت أوكرانيا هجماتها على الأراضي الروسية خلال الأشهر الأخيرة، مستهدفة منشآت عسكرية وبنية تحتية إستراتيجية داخل روسيا. واستخدمت كييف طائرات مسيّرة وصواريخ بعيدة المدى لضرب مستودعات الذخيرة وقواعد الإمداد، في محاولة لإضعاف القدرات اللوجستية الروسية. كما استهدفت هجمات أوكرانية مدنًا حدودية، مثل بيلغورود وكورسك، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين. وتبرر أوكرانيا هذه العمليات بأنها رد على القصف الروسي المستمر على مدنها، بينما تصفها موسكو بأنها «تصعيد خطير قد يؤدي إلى توسيع نطاق الحرب».
التحديات الأمنية
يتجاوز رفض الانتخابات في أوكرانيا الجانب السياسي، ليشمل تحديات أمنية ولوجستية كبيرة، حيث أدى النزاع إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين أوكراني داخليًا أو إلى الخارج، بينما يعيش الملايين تحت الاحتلال الروسي، مما يجعل من المستحيل إجراء انتخابات شاملة وشرعية. كما أن ما يقرب من مليون أوكراني يخدمون في القوات المسلحة، مما يعقد مسألة مشاركتهم في التصويت.
علاوة على ذلك، فإن الهجمات الروسية المستمرة تجعل من المستحيل تنظيم حملات انتخابية أو تأمين مراكز الاقتراع، خاصة مع القصف اليومي الذي يستهدف البنية التحتية والتجمعات المدنية. ووفقًا لمراقبين، فإن أي عملية انتخابية في ظل هذه الظروف ستصبح هدفا عسكريا محتملا، مما يعرض حياة الناخبين للخطر.
انقسامات داخلية
يرى العديد من المراقبين أن الضغوط الروسية لإجراء انتخابات ليست سوى محاولة لخلق انقسامات داخل المجتمع الأوكراني في لحظة حساسة من الحرب. كما أن واشنطن تحت إدارة ترمب تبدو مندفعة لدعم هذا التوجه، على الرغم من أن الانتخابات في هذه الظروف قد تفتح الباب أمام تدخلات خارجية، وتقويض الاستقرار الداخلي.
وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن غالبية الأوكرانيين متفقون على تأجيل الانتخابات حتى انتهاء الحرب. فبينما تظل الديمقراطية جوهر الصراع الأوكراني، فإن الأولوية الحالية هي استعادة الاستقرار قبل العودة إلى صناديق الاقتراع.
التدخل الأمريكي
من جهة أخرى، تلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا في دعم أوكرانيا منذ اندلاع الحرب مع روسيا في 2022، حيث قدمت مساعدات عسكرية واقتصادية ضخمة للحكومة الأوكرانية. شملت هذه المساعدات أسلحة متطورة، مثل أنظمة الدفاع الجوي والدبابات، إلى جانب الدعم الاستخباراتي والتدريب العسكري.
وسياسيًا، مارست واشنطن ضغوطًا دبلوماسية مكثفة على موسكو من خلال العقوبات الاقتصادية، والتنسيق مع حلفائها الغربيين لعزل روسيا دوليًا.
وعلى الرغم من هذا الدعم، برزت خلافات بين كييف وإدارة الرئيس دونالد ترمب، الذي أبدى مواقف أكثر تحفظًا تجاه استمرار المساعدات العسكرية، مما أثار قلق القيادة الأوكرانية من إمكانية تقليص الدعم الأمريكي مستقبلا. دور أوروبا
منذ بداية الحرب، تبنت الدول الأوروبية نهجًا داعمًا لأوكرانيا، حيث فرض الاتحاد الأوروبي حزمًا متتالية من العقوبات الاقتصادية على روسيا وشركاتها، بالإضافة إلى تزويد كييف بمساعدات مالية وعسكرية كبيرة. كما استقبلت دول، مثل بولندا وألمانيا وفرنسا، ملايين اللاجئين الأوكرانيين، وأسهمت في جهود إعادة الإعمار ودعم الاقتصاد الأوكراني.
وعلى الصعيد السياسي، عمل القادة الأوروبيون على تعزيز العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك منحها وضع المرشح للانضمام إلى الاتحاد، مما يشير إلى التزام طويل الأمد بدمج أوكرانيا في المنظومة الأوروبية على الرغم من التحديات الأمنية والاقتصادية المستمرة.
أبرز أسباب رفض أوكرانيا إجراء الانتخابات في ظل الحرب:
1. الأحكام العرفية:
يمنع الدستور الأوكراني إجراء الانتخابات الوطنية خلال فترات الطوارئ والأحكام العرفية المفروضة منذ 2022.
2. انعدام الأمن:
استمرار القصف الروسي اليومي يجعل من المستحيل تنظيم حملات انتخابية آمنة أو فتح مراكز اقتراع دون تعريض الناخبين للخطر.
3. النزوح والاحتلال:أكثر من 10 ملايين أوكراني نازحون داخليًا أو لاجئون في الخارج، وملايين آخرون يعيشون تحت الاحتلال الروسي، مما يجعل الانتخابات غير شاملة أو شرعية.
4. الخدمة العسكرية:نحو مليون أوكراني يخدمون في الجيش، مما يصعب ضمان مشاركتهم في التصويت.
5. المخاوف من التدخل الروسي:تخشى أوكرانيا استغلال موسكو الانتخابات في خلق انقسامات داخلية أو التلاعب بالنتائج لمصلحتها.
6. غياب الحملات الانتخابية العادلة:مع الحرب المستمرة، يستحيل تنظيم حملات انتخابية متكافئة وحرّة للجميع. المرشحين.