من كتابة وكالات – أبوظبي
من المتوقع أن يعود أسانج إلى أستراليا بعد الجلسة © AFP
ستستضيف جزيرة سايبان الاستوائية في المحيط الهادي، التي تشتهر بشواطئها الرملية وحطام سفن تعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، الفصل الأخير من ملحمة مؤسس موقع “ويكيليكس” جوليان أسانج القانونية المستمرة منذ 14 عاما.
وأبرم أسانج اتفاقا مع القضاء الأميركي يقضي باعترافه بذنبه بالتهم الموجهة إليه في قضية فضح أسرار عسكرية، وذلك مقابل إطلاق سراحه، لينتهي بذلك مسلسل قانوني استمر سنوات، وفقا لوثائق قضائية نشرت مساء الإثنين.
أين تقع سايبان؟
سايبان هي عاصمة كومنولث جزر ماريانا الشمالية في غرب المحيط الهادي، وتقع على بعد نحو 70 كيلومترا شمالي جزيرة جوام، وتمتد عبر 14 جزيرة.
سكانها البالغ عددهم 51 ألفا تقريبا مواطنون أمريكيون، لكن لا يمكنهم التصويت في الانتخابات الرئاسية.
الأهم أن بعض جزرها، مثل سايبان، تستضيف أيضا محاكم مقاطعات أميركية.
سيمثل أسانج أمام المحكمة في الساعة التاسعة صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي (23:00 بتوقيت غرينتش الثلاثاء).
لماذا يتوجه أسانج إلى هناك؟
قال ممثلو ادعاء أميركيون إن أسانج يريد المثول أمام محكمة قريبة من موطنه في أستراليا، وليس في الولايات المتحدة.
وتتمتع جزيرة سايبان بميزة كونها قريبة نسبيا من أستراليا، موطن أسانج، على بعد نحو 3 آلاف كيلومتر جنوبا.
وقالت إميلي كروفورد، الأستاذة في كلية الحقوق بجامعة سيدني: “عليه أن يواجه التهم الموجهة إليه بموجب القانون الأميركي”.
سايبان والولايات المتحدة
بعد أن كانت مستعمرة لإسبانيا وألمانيا ثم اليابان، سيطرت الولايات المتحدة على الجزيرة في الحرب العالمية الثانية.
وبعد عقود من السيطرة الأميركية، صوت السكان في عام 1975 لصالح الانضمام إلى الولايات المتحدة كأراض تابعة.
وللأراضي التابعة مندوب دائم في مجلس النواب الأميركي، رغم أنه لا يملك حق التصويت.
مقصد سياحي شهير متاح للصين
تعد سايبان، التي تنتشر فيها ملاعب الغولف وتحيط بها الشواطئ الرملية، موطنا لمعظم سكان ماريانا الشمالية.
يبلغ طول الجزيرة نحو 20 كيلومترا وتستغرق رحلة كاملة حول الجزيرة ساعة واحدة فقط.
وشهدت الجزيرة معركة سايبان الدموية خلال الحرب العالمية الثانية وتنتشر في الجزيرة والمناطق المحيطة بها نصب تذكارية وحطام سفن تحظى بشعبية لدى الغواصين.
والسياحة هي الركيزة الأساسية للاقتصاد وتحظى الجزيرة بشعبية لدى السياح الكوريين والصينيين، وهي الجزء الوحيد من الولايات المتحدة الذي يمكن للمواطنين الصينيين دخوله دون تأشيرة.
وهذا الوضع الفريد له معارضون في الكونغرس، الذين يشعرون بالقلق من خطر التجسس من قبل مواطنين صينيين.
ماذا ينتظر أسانج بعد ذلك؟
قال ممثلو ادعاء أميركيون إن أسانج وافق على الإقرار بالذنب في تهمة جنائية واحدة هي التآمر للحصول على وثائق سرية خاصة بالأمن القومي الأميركي ونشرها مقابل حكم بالسجن لمدة 62 شهرا قضاها بالفعل.
وأوضح مدعون أميركيون أنه إذا قبل القاضي إقراره، فمن المتوقع أن يعود أسانج إلى أستراليا بعد الجلسة.