أورينت نت – ماهر العكل
2023-07-22
الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”
بعد الحملة الكبيرة التي أطلقتها السلطات التركية ضد المهاجرين غير النظاميين واللاجئين السوريين وقامت خلالها بترحيل عدد كبير منهم بحجة العودة الطوعية، كشف موقع إخباري أن الرئيس التركي طلب من وزير داخليته تشديد الإجراءات مجدداً ضد (الهجرة غير الشرعية ومنح الجنسية الاستثنائية).
وبحسب موقع “haber7” فقد أعطى الرئيس “رجب طيب أردوغان” تعليمات لوزير الداخلية “علي يرلي كايا” بمكافحة الهجرة غير الشرعية، والتحقق من إجراءات منح الجنسية التركية التي حدثت فيها بعض الأخطاء.
وأشار الموقع إلى أن وزير الداخلية قدّم إحاطة بالموضوع للرئيس أردوغان فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية وطالبي اللجوء، والتي تسببت بالآونة الأخيرة بردّ فعل سلبي لدى المواطنين، ما أدى إلى بدء تنفيذ عمليات للشرطة في جميع أنحاء البلاد وخاصة في إسطنبول، رحّلت على إثرها الكثير من الشباب والعائلات السورية.
وبيّن أن وزير الداخلية أبلغ أردوغان بضرورة اتخاذ إجراءات جديدة وجذرية حول هذا الموضوع، كما إن مسألة منح الجنسية التركية ستكون منذ الآن صعبة، حيث أوضح “يرلي كايا” أن هناك بعض التجاوزات في حصول الأجانب على الجنسية، مُطالباً بفرض قيود جديدة ولا سيما حول الممنوحة بشكل استثنائي، والتي حوّلها البعض إلى سوق رِبحية.
وذكر الموقع أن بعض الأشخاص زعموا أن الجنسية الاستثنائية الممنوحة للأجانب مقابل استيفاء شروط معينة وحيازة قدر معين من الأصول تم استخدامها خارج الغرض منها، مؤكداً أن طلبات “نقل الجنسية التركية” إلى وزارة الداخلية ظلت معلقة لبعض الوقت لهذا السبب.
مزاعم العودة الطوعية
وحول عمليات ترحيل اللاجئين لفت الموقع إلى أن مصادر بحزب العدالة والتنمية أشارت إلى أن السياسات الجديدة ستدخل حيّز التنفيذ وسيتم تسريع ما سمّوها عمليات (العودة الطوعية) للسوريين إلى بلادهم، في حين أوضح أردوغان أمس أنه تم الانتهاء من بناء آلاف البيوت في المناطق الآمنة لإعادة الناس، إضافة إلى إحراز تقدم في المفاوضات مع الأسد حول هذا الموضوع.
وكان الرئيس التركي أدلى بتصريحات جديدة أمس تخص اللاجئين السوريين أثناء عودته من زيارة شملت بعض دول الخليج العربي، حيث إنه بحسب قناة “تي آر تي” فإن عدد اللاجئين العائدين، وصل إلى مليون شخص وسيزيد أكثر في المستقبل، مؤكداً أن رغبة اللاجئين في ما سماها “العودة الطوعية” واضحة، وأنهم يتوقون للعودة إلى أراضيهم.
وأضاف أردوغان أن خطة بناء منازل للاجئين العائدين في شمال سوريا ما زالت مستمرة، ووصل عددها إلى 100-150 ألف منزل من الطوب، مشيراً إلى دعم قطر للمشروع وتمويلها له.
وتزامنت الإجراءات الجديدة مع إعادة هيكلة إدارة الهجرة التي أكّدت أن ملف الهجرة هو أحد الملفات ذات الأولوية في عمل الحكومة، وسط تحذيرات من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية من انتهاكات تحصل بحق اللاجئين المقيمين والمُرحّلين.
فتوى المجلس الإسلامي
وبعد الانتقادات الكبيرة التي وجّهها ناشطون له، تجاه ما يحدث من عمليات ترحيل للسوريين بشكل قسري من تركيا، وإفتاء بعض الشيوخ بجواز تخلف الشباب عن صلاة الجمعة في حال خوفهم من الترحيل، خرج المجلس الاسلامي عن صمته أخيراً، مُصدراً بياناً عبّر فيه عن ألمه لما يشاهده من انتهاكات ضد اللاجئين السوريين.
وأضاف المجلس في بيانه أن إساءة معاملة اللاجئين والمهاجرين وإخافتهم واعتقالهم أمر لم تعهده تركيا من قبل، وهي التي فتحت أبوابها لهم قبل عدة سنوات، كما إن السوريين لم يلجؤوا إلى تركيا إلا بعد تعرضهم للظلم والاضطهاد في بلادهم، داعياً السلطات لعدم مسايرة الحملة الكبيرة التي يقوم بها العنصريون.
صحفيون بخطر
وفي الأثناء طالبت منظمة مراسلون بلا حدود بحماية الصحفيين السوريين، مشيرةً إلى أن حياتهم ستكون في خطر إذا أُعيدوا، داعيةً السلطات التركية إلى عدم إرسال الصحفيين إلى بلد لا أمان فيه للحياة وذلك بعد اعتقالهم من منازلهم من قبل الأمن واستجوابهم وإساءة معاملتهم وتهديدهم بالترحيل.
وقبل أيام، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، في مقابلة مع صحيفة “حرييت” التركية، أن أجهزة الأمن والشرطة زادت عمليات التفتيش بشأن المهاجرين غير الشرعيين في جميع الولايات التركية.
وتزامنت الإجراءات الجديدة مع إعادة هيكلة إدارة الهجرة التي أكّدت أن ملف الهجرة هو أحد الملفات ذات الأولوية في عمل الحكومة، وسط تحذيرات من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية من انتهاكات تحصل بحق اللاجئين المقيمين والمُرحّلين.