تل أبيب- سكاي نيوز عربية
الثلاثاء 04 / 06 2024
عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان
يعيش سكان مستوطنة نهاريا ومدينة عكا، البالغ عددهم 120 ألف شخص، حالة من الذعر، بعد ليلة قضاها كثير منهم داخل الملاجئ، جراء هجمات صاروخية شنها حزب الله من لبنان، الأحد.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، في تقرير لها نشر الإثنين، إن السلطات في إسرائيل تدرس إجلاء عدد كبير من الإسرائيليين من هذه المناطق، خوفا من اتساع نطاق الصراع، وحفاظا على حياتهم.
325 هجوما
مستوطنة نهاريا تقع بين مدينة عكا والحدود اللبنانية في أقصى شمال إسرائيل، وتتمتع بالهدوء النسبي، مقارنة بالمناطق المجاورة، ولم تدوَّ فيها صافرات الإنذار من نوفمبر إلى أبريل، وفي عكا، انقطعت صافرات الإنذار لمدة 4 أشهر، منذ أواخر ديسمبر حتى نهاية أبريل.
وبجانب تعرض نهاريا وعكا مؤخرا لهجمات حزب الله، تقع بلدات أخرى في نطاق الهجمات، منها بلدة كاتسرين، أكبر بلدة في هضبة الجولان، التي وصلها وابل من الصواريخ، الأحد؛ تسبب في اندلاع حرائق في عدة مواقع.
ووفق “يديعوت أحرنوت”، فإن البيانات أظهرت بشكل لا لبس فيه، ارتفاعا في هجمات حزب الله على شمال إسرائيل، وشهد شهر مايو أكبر عدد من هذه الهجمات، بلغ مجموعها 325 هجوما.
وضمن ردود إسرائيل على الهجمات، أعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أنه قتل علي حسين صبرة، المسؤول في وحدة الدفاع الجوي التابعة لحزب الله، خلال غارة على جنوب لبنان.
“القادم أسوأ”
يلفت إبراهيم داوود، المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، إلى أن نقل سكان من منازلهم في المناطق الحدودية ليس جديدا، بل هو يحدث منذ بداية حرب غزة، أكتوبر الماضي؛ خوفا عليهم من الاستهداف.
أما الفرق بين ما كان يحدث في الفترة السابقة في هذا الأمر، وبين المتوقع حدوثه من عمليات إجلاء، فيقول داوود لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن إسرائيل في الأشهر الماضية اكتفت بإخلاء المستوطنات الموجودة في نطاق 15 أو 20 كيلو من الحدود اللبنانية، خاصة أن هجمات حزب الله كانت لإظهار القدرات، ولم تحقق إصابات مخيفة.
أما مع تصاعد العمليات، ووصول الهجمات الصاروخية إلى مناطق أبعد، واستخدام حزب الله صواريخ وطائرات دقيقة، كما ظهر في استهداف عكا ونهاريا، فإن القيادة في إسرائيل تدرس نقل السكان إلى مناطق أبعد “وهذا يُنذر بأن القادم أسوأ”، بتعبير داوود.
ويذهب المحلل السياسي لأبعد من ذلك، بقوله إن “هناك توقعات بأن الحرب مع حزب الله قادمة لا محالة، والمناوشات التي تجري منذ 7 أكتوبر كفيلة بإظهار حجم الخطر الذي قد يسببه الحزب، والشارع في إسرائيل يغلي بسبب النزوح المتكرر، ويحمّلون نتنياهو مسؤولية عدم الاستقرار”.
ووصل التوتر في إسرائيل إلى الحكومة، فقد شهد اجتماع رؤساء السلطات في الشمال والقائد العام أوري غوردين، الأحد، غضبا عارما، وحسب ما أوردته القناة 14 الإسرائيلية، فخلال الاجتماع، وُجهت إلى غوردين أسئلة تتعلق باعتراض الصواريخ المتساقطة على البلدات الشمالية، وبدلا من أن يجيب، وجه انتقادات لاذعة إلى أفيحاي شتيرن، رئيس بلدية كريات شمونة الحدودية، وصرخ في وجهه، وطرق الطاولة، وبدأ بجمع أمتعته من المكان. وفي الوقت نفسه غادر رئيس بلدية كريات شمونة الغرفة غاضبا.
“الطريق الخاطئ”
لا يستعبد المحلل السياسي الأميركي، جواد الشاكي، أيضا أن تتجه الأحداث للأسوأ، قائلا لـ”سكاي نيوز عربية”: “هناك تصاعد خطير في الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، وعدم التوصل لاتفاق حول غزة يزيد الأمر صعوبة، ويفتح النار على الجميع”.
ويحذر الشاكي من أنه “إذا اشتعلت الحرب بين الطرفين، فلن يكون هناك حل للأزمة الحالية قريبا، وأميركا تحاول الضغط على الطرفين لتجنب التصعيد، لكن الأمور تسير في طريق خاطئ”.
أما ما يمكن أن يضع حدا لهذا، فيضيف موضحا: “الحل يجب أن يأتي من غزة، ومقترح الرئيس الأميركي واقعي لأبعد الحدود”.
وأعلن جو بايدن مقترحا جديدا لوقف الحرب في غزة، يتضمن 3 مراحل، قائلا إنه “حان الوقت لإنهاء هذه الحرب”:
المرحلة الأولى تستمر 6 أسابيع، وتشمل وقفا شاملا لإطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المراكز السكنية الرئيسية في غزة، مقابل إطلاق سراح الرهائن الموجودين لدى حركة حماس، خاصة النساء والجرحى والمسنين، وإطلاق سراح مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وعودة سكان شمال غزة لمنازلهم.
المرحلة الثانية، تشهد إطلاق سراح بقية الرهائن، وانسحاب الإسرائيليين من غزة، مع استمرار وقف إطلاق النار، وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة.
المرحلة الثالثة، تشمل إعادة إعمار شاملة لغزة.