إلى شعبنا السوري العظيم وكافة قواه الوطنية، على سائر التراب السوري وفي المنافي:
تحية كرامة وحرية،
في ظلّ ماتشهده منطقتنا ووطننا من أحداث معقدة وتطورات متسارعة في المشهدين السياسي والعسكري، وما أفضت إليه من تقدمٍ متسارع لفصائل المعارضة على حساب تراجع النظام وفشله المعتاد، بما يثبت ويؤكد من جديدٍ وكما في السابق على انعدام شرعية النظام الأسدي لدى عموم السوريين ناهيك عن انعدام مشروعيته وجدارته في إدارة البلاد وشؤونها على منهج العدالة وبما يصون كرامة السوريين جميعاً تحت سقف الدستور و القوانين الناظمة ذات الصلة.
وانطلاقاً من قناعتنا الكاملة بأنّ التخلّص من هذا النظام المستبد كان ومايزال نقطة الانطلاق الرئيسة نحو بناء سوريا جديدة، وطناً آمناً لسائر أبنائه وقاطنيه.
فإننا في المبادرة الوطنية في منطقة مصياف نؤكد على ما يلي:
أوّلاً: فيما يتعلق بفصائل المعارضة:
١- ضرورة تغليب صوت العقل والحفاظ على أرواح المدنيين وممتلكاتهم.
٢- تفادي ومنع أية ممارسات تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وخلخلة النسيج الاجتماعي.
٣- المبادرة وإبداء الرغبة في التعاون مع الفعاليات المحلية وكوادرها من ذوي الكفاءة والسمعة الطيبة في إدارة الشؤون المحلية، والتدخلُ بأقلّ حدّ ممكن بما يضمن سلامة الجميع.
٤- الاحتكام إلى قيم العدل في التعامل مع الأسرى والمعتقلين.
ثانياً: فيما يتعلق بأهلنا في مدينة مصياف وريفها:
لقد استغل النظام المجرم شريحةً واسعة من أبنائكم أبشع استغلال وجعلهم يداً ضاربة في قمع السوريين المطالبين الحرية والساعين إليها، وفي قتلهم وتشريدهم وتهجيرهم من بيوتهم. وكان أن فقدتم فلذات أكبادكم في معركة لا طائل منها سوى تثبيت المجرم بشار الأسد في سدة الحكم.
والآن، ها قد أتت اللحظة التي يمكنكم وتستطيعون فيها استعادة كرامتكم المستباحة على أيدي النظام المجرم، والسعي للعيش المشترك مع إخوتكم في وطنٍ واحد تحت سماء العدالة والحرية. ولتحقيق ذلك ينبغي عليكم توحيد جهود ذوي الإرادة الخيّرة بينكم من خلال تشكيل لجانٍ أهلية محلية قادرة على إدارة شؤونكم وتحييد سلطة النظام والشبيحة وأمراء الحرب، آخذين بعين الاعتبار سلامتكم الشخصية وأمنكم الاجتماعي.
ثالثاً: فيما يتعلّق بالمجتمع الدولي:
حقُ السوريين جميعاً بالعيش بحرية وكرامة هو حقٌّ أصيل وفق شرعة حقوق الإنسان، ولقد فوّتّم الفرصة تلو الأخرى، منذ انطلاقة ثورة شعبنا العظيم، في القيام بواجبكم الأخلاقي والإنساني لدعم التطلعات المشروعة للسوريين في نيل هذه الحقوق، ولذلك فإننا ندعوكم، الآن وهنا، للمساهمة الفعلية في الضغط على النظام الأسدي لتطبيق القرار ٢٢٥٤ وعبر فرض تسوية سياسية تضمن الانتقال السلمي للسلطة وبناء نظام سياسي جديد يحقق الأمن والاستقرار للسوريين كافة.