بيان
المجلس العربي يستصرخ ضمير العالم لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
بعد مجزرة جباليا وقبلها مجزرة مستشفى المعمداني، تواصل آلة الاجرام الاسرائيلية ارتكاب المجازر الدموية الفظيعة في غزة، ويتواصل ارتقاء الشهداء المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ بالمئات يومياً، وتتواصل معاناة مئات الالاف من المواطنين المشردين من بيوتهم والمحاصرين بالقصف الإجرامي المتعمد من كل جانب في ظل فقدان الماء والطعام والكهرباء والخدمات الصحية الدنيا. كل هذا في ظل تواطئ دولي وصمت عربي رسمي مطبق.
وإذ يعبّر المجلس العربي عن أسمى عبارات التضامن مع أهلنا الصامدين في غزة الشهيدة تجاه آلة الدمار الاسرائيلية، فإنه:
أولا، يحمّل الأنظمة العربية الصامتة على تلك المجازر وخاصة تلك التي تشارك في محاصرة الشعب الفلسطيني وتجويعه وتلك التي تواصل مسارات التطبيع، كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية على تواصل معاناة الفلسطينيين. وتهيب بكل نظام عربي بقي لديه الحدّ الأدنى من قيم العروبة والإسلام باستخدام كل ما يملك من وسائل الضغط لإيقاف مشروع إبادة جماعية ونكبة ثانية لم تعد تخفى ملامحها إلا على من يشيح بالبصر.
ثانيا، يطالب الدول التي تدعم هذا الاعتداء الاجرامي وتلك التي تعطّل مساعي وقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية بالتخلي عن ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين والالتزام بالقانون الدولي. حيث أن مواقفها لا تشجع فقط على مزيد من إزهاق أرواح الآلاف من الأبرياء، وإنما تعمّق الهوة بين الشعوب الغربية والشعوب العربية الإسلامية، وهو انجراف بالغ الخطورة لا يجب السماح به حفاظا على مستقبل للسلام والصداقة الضرورية بين شعوب العالم.
ثالثا، يثمّن مواقف الشعوب في الدول العربية والاسلامية ومختلف أحرار العالم في القارات الخمس من مختلف الديانات ومن بينها الديانة اليهودية الذين لم يتوقفوا عن مسيرات ووقفات الدعم للحق الفلسطيني والتنديد بالإجرام الاسرائيلي والذين يسمعون أصواتهم للعالم كله.
رابعا، يستصرخ ضمائر كل أنصار الحق والعدل لتكثيف مثل هذه التحركات في بلداننا العربية وفي كل بلدان العالم من أجل فرض وقف إطلاق النار ووقف اهدار دماء الأبرياء.
خامسا، يثمّن موقف دول بوليفيا والشيلي وكولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدولة المعتدية احتجاجا على الجرائم المتواصلة في حق سكان غزة. ويعتبر أن هذا الموقف يفضح خذلان الانظمة العربية وعدم انسجامها مع التوجه العام لشعوبها.
سادسا، يشكر الأمين العام للأمم المتحدة على مواقفه المبدئية وحرصه على ايقاف إطلاق النار، ويدعمه ضد الاستهداف الشديد الذي تعرّض له من الدول المساندة للعدوان.
أخيرا، يؤكّد المجلس العربي أنّه سيواصل نشاطه الحقوقي الانساني في مقاضاة جرائم الحرب الدائرة في غزة بالتعاون مع عشرات المحامين والمنظمات الحقوقية، بعد أن توجّه إلى المدّعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بطلب فتح تحقيق عاجل في جرائم الإبادة الجماعية بحق سكان غزة.
كما يعلن أنه سيدعو لمؤتمر قمة للشعوب العربية سابق للقمة العربية المتأخرة التي تمثل الأنظمة ولا تمثل الشعوب، وذلك لأجل إسماع العالم صوت الشعوب العربية الحقيقي ولأجل التنسيق بين قوى الأمة الحية لنصرة الحق الفلسطيني وحقن الدم الفلسطيني.
عن المجلس العربي
الرئيس منصف المرزوقي