الثامن والعشرين من سبتمبر / أيلول ١٩٧٠ كان يوم الحزن العربي..
تحل علينا في هذه الأيام من شهر سبتمبر/أيلول ذكرى انفصال أول وحدة عربية في العصر الحديث تمت بين الإقليم الشمالي/ سورية وبين الإقليم الجنوبي/ جمهورية مصر العربية ١٩٥٨.
في مرحلة المد القومي لعصر عبد الناصر، وتزامن معها ذكرى أيلول الأسود الدامي بين الفصائل الفلسطينية والجيش الأردني، التي انتهت بتدخل مباشر من عبد الناصر وكانت السبب المباشر لوفاته في ٢٨ أيلول ١٩٧٠ والذي تصادف مع يوم فصم عرى الوحدة بين البلدين.
هذه الوحدة أسست لعقد نهوض عايشته الأمة العربية وإن لم تكتمل معالمه، لأن قوى العدوان سارعت واستجمعت قواها لمنع أي نهوض قادم للأمة العربية، واجهاض أول تجربة وحدوية مستفيدة من أخطاء التجربة. الوحدة شكلت علامة فارقة في مرحلة المد والنهوض القومي أراد من خلالها جمال عبد الناصر وضع معالم مشروع عربي يضع المنطقة العربية في مكانها الطبيعي الذي تستحقه ضمن المعادلة الدولية .
إن عدم نجاح التجربة لا يلغي على الإطلاق أهمية الوحدة العربية في عالم التكتلات الاقتصادية والمالية وأيا كان نمطها بين الدول. الوحدة عامل قوة وأساس لنهوض الأمة، والمنطقة العربية تحتاج اليوم أن تنظم قدراتها على كافة المستويات في عملية تكامل تحقق التنمية المستدامة على المستوى البشري والعمراني، وعلى ذات القاعدة يفترض أن تتم على المستوى الوطني في استكمال بناء الدولة الوطنية التي هي الأساس في أي عمل وحدوي ناجح ومتكامل الشروط، ويدخل في ذات السياق وعلى درجة كبيرة من الأهمية وحدة مواقف القوى الوطنية الديمقراطية المؤمنة بالحل السياسي في سورية للتصدي لكافة المخططات التي تحاك على حساب الوطن من قبل النظام وحلفائه الضامنين وكذلك القوى الدولية والإقليمية المتدخلة عسكرياً بالشأن السوري .
الوحدة الوطنية والوحدة القومية حوامل المشروع النهضوي العربي المأمول الذي يحتاج مشاركة كافة أطياف المجتمع السوري في إنجازه .
تحية للقابضين على الجمر في مواجهة الإستبداد والفساد والحالمين بتحقيق مشروعهم في إتحاد عربي لا يقل أهمية عن الإتحاد الأوروبي يضع المنطقة في مصاف الدول المتقدمة يكون شعاره الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
٢٧/٩/٢٠٢٢ المكتب الإعلامي