بيان سياسي
في العيد العالمي للعمال
في الاول من أيار من كل عام ، تحتفل دول العالم وشعوبه بالعيد العالمي للعمال ، عبر مهرجانات فولكلورية شكلية ، بينما يستمر اهدار حقوق العمال عبر النظام الرأسمالي القائم على الاستغلال والعولمة المنفلتة التي ابتلعت مقدرات الدول وحولت الإنسان إلى ترس في عجلة جشعهم ، والتي قمعت قوى النضال المطلبي فأسكتت أي حراك يتضامن معهم أو يطالب بحقوقهم لرفع مستوى الخدمات والمكتسبات لهم . فتحول هذا اليوم الى مجرد مناسبة فولكلورية تجريها السلطات في العديد من دول العالم لتخدير الطبقة العاملة وإيهامها بالاصطفاف معها . في حين تبقى هذه الطبقة في الواقع المستدام مغيبة عن اي دور أو فعل يفرض النهوض بها اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا .
وفي هذا العام يأتي عيد العمال في سورية ولازالت الطبقة العاملة تعاني من ظلم مركب ومضاعف ، ظلم جشع ارباب العمل ، وظلم منظومة الاستبداد التي أحكمت قبضتها على مفاصل الدولة وحولت كافة افراد المجتمع الى عبيد للسلطات الحاكمة ، إذ لم تعد حالة الظلم والاستلاب محصورة ضمن الطبقة العاملة ، وانما امتدت الى كافة طبقات وفئات المجتمع ، عبر سيطرة قوى تغولت على الدولة والمجتمع ، وحولت الاقتصاد والمشاريع الصناعية والتجارية والخدمية الى ملكية حصرية لها ، واخضعت جميع الطبقات والافراد الى منظومة صارمة تفرض تبعيتها الكاملة لقوى السلطة الممسكة والمتحكمة بالدولة ومؤسساتها .
ومن هنا اصبحت شعوب العالم وشعوبنا خاصة ، في ظل هذا الوضع بحاجة الى يوم للحرية ، يوم تخرج فيه كل الشعوب للمطالبة بحقوقها وحريتها ، وتتضامن من اجل كرامتها الانسانية في مواجهة الظلم والاستغلال والاستبداد الذي يتحكم بحياتها ومصيرها .
إننا في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية ، إذ نعتبر أن عيد العمال رمزٌ للنضال والكفاح ضد الاستغلال والحرمان الواقع على الطبقة العاملة التي تمثل الشريحة الأوسع المعول عليها تنمية كافة قطاعات المجتمع ، فإننا نتضامن مع هذه الطبقة ونقف مع حقوق العمال ومطالبهم بتحسين أوضاعهم وظروف عملهم ورفع اجورهم ومنحهم الخدمات الصحية والاجتماعية للحفاظ على كرامتهم ووجودهم ، وندين أساليب الاستغلال والنهب الذي تمارسه قوى راس المال الطفيلي الممسك بالاقتصاد والمتحكم بالطبقة العاملة ولقمة عيشها ، بالإطباق على كافة مفاصل الحياة الاقتصادية والعامة والإمعان في الاستغلال والنهب وفرض الاتاوات والرشاوى ، وإحلال المافيات والقوى المنفلته خارج القانون محل سلطة الدولة ، وإدخال البلاد في أزمات لا تتوقف عند حد الانهيار الاقتصادي وانعكاساته على الشعب السوري وطبقته العاملة بل تتعداه الى توسيع دائرة العنف والعنف المضاد ، وارتهان مصير البلاد ومستقبلها للقوى الخارجية المتحالفة مع قوى النهب والاستغلال العالمي التي تعيق وتعطل الوصول الى حل سياسي ناجز وفق القرارات الدولية يضع حدا لتداعيات الازمة السورية وكوارثها ، ويفتح الباب امام حرية عمل وحركة النقابات العمالية والمهنية ونضالاتها للحد من التفاوت الطبقي الكبير وتحرر المجتمع وارتقائه الى حالة البناء والازدهار ، تحقيقا لمجتمع العدالة والقانون على طريق إنجاز الدولة الديمقراطية التداولية التي تؤسس لحق المواطنة والمساواة لجميع السوريين .
٣/٥/٢٠٢٢ المكتب الإعلامي
يبقى عيد العمال رمز للنضال بمواجهة الاستغلال والاحتكار والظلم .. ورمز من أجل الاعتراف بٱدمية الانسان في مواجهة عصور الرق والعبودية وعصرنا الذي حول العمال الى ٱلات صماء في إهدار لإنسانيتهم وكرامتهم
يبقى عيد العمال رمز للنضال بمواجهة الاستغلال والاحتكار والظلم .. ورمز من أجل الاعتراف بٱدمية الانسان في مواجهة عصور الرق والعبودية وعصرنا الذي حول العمال الى ٱلات صماء في إهدار لإنسانيتهم وكرامتهم