بيان سياسي
في ذكرى وعد بلفور المشؤوم
(( لقد أعطى من لا يملك وعدا لمن لا يستحق )) جمال عبد الناصر
تمر الذكرى ١٠٤ على وعد “آرثر بلفور” ٢ تشرين الثاني ١٩١٧ الذي منحت بموجبه الحكومة
البريطانية فلسطين لليهود، ودعمتهم في إقامة وطن قومي لهم على أرضها التاريخية مستندة على المقولة الزائفة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” .
عبر هذا الوعد الذي كان ثمرة جهود الصهيونية العالمية والذي كان من مخلفات الحرب العالمية الأولى حيث كانت الطلقة الأولى اتفاقية / سايكس بيكو/ التي أصبحت من خلالها “إسرائيل” أول دولة في تاريخ النظام السياسي العالمي نشأت على أرض الغير بالقوة وشرعنتها إرادة دولية عبر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ١٩٤٧، وعلى خلفية هذا الوعد دخلت المنطقة منذ عام ١٩٤٨ تاريخ إعلان دولة الاحتلال العنصري ولهذا الوقت في صراع وجودي مع العدو الصهيوني من أجل استعادة الأرض المغتصبة.
إننا في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية
نجدد العهد مع شعبنا الفلسطيني ومن منطلق التزامنا القومي العروبي في مواجهة كافة الإحتلالات أينما وجدت على أرضنا العربية من منظور الحقوق المشروعة التي أقرها القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان، وندين استمرار الحكومة البريطانية بتعنتها بالاحتفال بهذه الذكرى بدل الاعتذار، وكذلك الإدارة الأمريكية الداعمة بغير حدود لهذا الكيان المزروع في قلب المنطقة، بدل المطالبة بحل هذه القضية على قاعدة إعادة الحقوق لأصحابها نصرة للسلم والأمن الدوليين، كما ندين كافة الإجراءات العنصرية التي لازال يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني ) في الطرد القسري من أجل بناء مزيد من المستوطنات ( ومحاولاته المستمرة في السيطرة على المقدسات الإسلامية للحرم الإبراهيمي وبيت المقدس وتدنيسها عبر الهجمات المستمرة لقطعان المستوطنين لأداء شعائرهم المبتدعة بهدف بناء هيكلهم المزعوم. ونحيي نضال شعبنا في الأرض المحتلة الذي يواجه هذه الممارسات بإصرار أسطوري وبكافة الوسائل المشروعة لديه، متجذرين في الأرض عبر انتفاضات متلاحقة لا تنتهي إلا باسترجاع الحق المستلب، ونناشد السلطة الفلسطينية بإنجاز كل التوافقات مع كافة الفصائل لأن في الوحدة القوة التي من خلالها يتم التصدي المطلوب على كافة الصعد الداخلية والدبلوماسية ونؤكد أن من أولويات التحرير بناء نظم وطنية ديمقراطية بديلة عن نظم الذل والعار. كما ندين حملات التطبيع مع العدو التاريخي والمندفعة من خلالها العديد من النظم العربية التي تعتبر تكريس وشرعنة لوجود الاحتلال من خلال استمرار هذا الوعد المشؤوم.
تحية لنضال أبناء شعبنا الأسرى في سجون الاحتلال ومواجهاتهم عبر معارك الأمعاء الخاوية المدافعين عن شرف الأمة ومقدساتها.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى الذين قضوا على طريق تحرير التراب بدمائهم الزكية .
٣ / ١١ / ٢٠٢٢ المكتب السياسي