بيان سياسي
نحن مع دستور ديمقراطي يحفظ حقوق السوريين ويحترم خياراتهم
أثارت تصريحات مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا “ألكسندر لافرنتييف” جدلاً واسعاً في أوساط السوريين الواسعة، حيث اعتبر لافرنتييف: “أن دستور سوريا يجب ألا يهدف إلى تغيير السلطة، وأن حكومة دمشق راضية عن الدستور الحالي ولاداعي لتعديله، ومن الخطأ تحميل طرف واحد فقط مسؤولية التعطيل”.
إن هذه التصريحات تتعارض مع القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن في الثامن عشر من ديسمبر كانون الأول عام 2015، ومع الموقف الرسمي الروسي الذي وافق على نص القرار، ولكنها تعكس حقيقة الموقف الروسي الفعلي وما كانت تعمل عليه بشكل غير معلن إلى العلن، وتبريراتهم ودعمهم لنظام القمع والاستبداد، بمواجهة مطالب السوريين المحقة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، بما قد تشكل بداية مرحلة جديدة، لما كانت تعمل عليه، في تحويل مسار جنيف وقرارات الأمم المتحدة إلى مسار أستانة وسوتشي، وإلى لجنة دستورية بلا أجندة، وبلا سقف، لنصل كما يريد بالقبول بالنظام ودون المسّ بأي صلاحيات للرئاسة، وتعديلات شكلية على الدستور، وإشراك بعض المعارضين في الحكومة بوزارات شكلية، لتذهب تضحيات السوريين سدى وفق ما يريده الروس. ولتترافق مع سياسة خطوة مقابل خطوة التي يطرحها المبعوث الدولي بيدرسون حيث التطبيع مقابل تمرير بعض المساعدات الانسانية.
إن القبول بالسقف الروسي بإعادة إنتاج النظام هو عقد إذعان وعبودية، ويكشف هذا الموقف مسائل خطيرة تمس جوهر ثورة الشعب السوري، وهو تدخّل في الشأن الداخلي السوري.
إننا في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي نؤكد على تمسكنا بالحل السياسي التفاوضي المستند على بيان جنيف1 لعام 2012 والقرارات الدولية وخاصة القرار 2254 الذي يحقق الانتقال السياسي الفعلي والتغيير الوطني الديمقراطي الجذري والشامل ، وينقل سوريا إلى دولة المواطنة المتساوية، دولة الحق والقانون .
ونؤكد أننا مع معادلة سياسية تنتج دستور ديمقراطي يحفظ حقوق السوريين ويحترم خياراتهم بعيداً عن الإكراه واستخدام القوة.
إن حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي، يطالب الأمم المتحدة أن تأخذ دورها المباشر في ايجاد آليات تنفيذية ملزمة للقرار 2254، وخارطة طريق لإخراج السوريين من المحنة الانسانية والسياسية التي يعانون منها، والافراج عن المعتقلين والمخطوفين السياسين، والكشف عن مصير المفقودين والمغيبين، والعودة الآمنة للمهجرين قسراً داخل وخارج البلاد.
“النصر لسورية الموحدة أرضاً وشعباً، والرحمة لشهداء الثورة السورية”.
2/1/2022
المكتب السياسي