من كتابة سكاي نيوز عربية – أبوظبي
الثلاثاء 04 – 06 – 2024
حسابات المواجهة بين إيران وإسرائيل
أثارت تصريحات المرشد الإيراني على خامنئي التي هنأ فيها حماس على تنفيذها “طوفان الأقصى”، وأنه جاء في الوقت المناسب وعرقل مساعي التطبيع، داعيا إلى عدم التفاؤل بشأن التهدئة في غزة، جدلا وتساؤلات عما إذا كان ذلك اعترافا ضمنيا بالدور الإيراني في الهجوم.
وتزامنت تصريحات المرشد الإيراني مع جولة بدأها القائم بأعمال الخارجية علي باقري إلى لبنان قبل أن يتوجه إلى سوريا.
ويوم الاثنين، قال خامنئي أنّ إسرائيل “على مسار الزوال”، فيما هنّأ حركة حماس على تنفيذ هجوم مفاجئ استهدف مستوطنات غلاف غزة في السابع من كتوبر، معتبراً أنّه “جاء في الوقت المناسب”.
وفي خطاب ألقاه خلال إحياء للذكرى الـ35 لوفاة الخميني، قال خامنئي إنّ هجوم السابع من أكتوبر “وجّه ضربة قاصمة للكيان الصهيوني.. ووضعه على طريق سينتهي بزواله”.
وقال الباحث السياسي والخبير في العلاقات الدولية أحمد الركبان “يجب أن نأصل العلاقة بين حماس وإيران، إذ نقول دائما في منابرنا أن حماس تعمل تحت إمرة إيران، وأن الحركة وقادتها يعملون الآن بحماية من إيران والدليل على ذلك اعتراف الرئيس الإيراني أكثر من مرة بأنه في كثير من الأحيان من يوجه حماس في الكثير من القضايا وكذلك يوجه الجماعات التي تتواجد في شمال المنطقة الخليجية وغيرها.
وفي مقابلة مع “سكاي نيوز عربية” قال الكاتب السعودي “أعتقد من الغباء السياسي أن نقول هذه الضربة والاعتداء السافر على المدنيين سواء كان من حماس على الإسرائيليين أو من الجيش الإسرائيلي المحتل على الفلسطينيين، حيث قتل أكثر من 37 ألف فلسطيني، أعتقد هذه الخسارة الوحيدة التي ألمت بالفلسطينيين”.
معلقا على حديث المرشد بأن هجوم “طوفان الأقصى” أعاد القضية إلى المقدمة، قال الركبان إن القضية الفلسطينية لم تتحرك الآن، بل هي متحركة منذ أكثر من 86 سنة تقريبا، منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، إلى عهدها الحاضر والمملكة والدول الخليجية تحرك هذه القضية في المنابر الدولية”.
وأضاف “لكن مع الأسف الشديد لم يذكر العالم هذه الفترة إلا بعد أن قتل هذا الكم الهائل من إخواننا في غزة. والسبب الرئيسي هو ما ارتكبته حماس بجرمها على المدينيين الإسرائيليين، في وقت كنا نأمل أن تضرب حماس الجيش الإسرائيلي وليس العزل من الإسرائيليين.. اليوم نعترف بأن إسرائيل احتلت فلسطين كاملة، لكن في نفس الوقت ينبغي أن نحافظ بقدر ما يمكن على ما تتمناه الحكومة والشعب الفلسطيني بشأن التطبيع.. وأعتقد أن اعتراف المرشد الإيراني بألا يكون هناك تطبيع أنه مهم جدا في هذا الجانب”، على حد قوله.
وفي السياق، قال الركبان “يجب إلا تدخل القيادة الإيرانية في علاقات إسرائيل مع دول أخرى، ولا تنسى أن هناك علاقات بين إيران ودول أخرى طبعت مع الدولة العبرية كتركيا منذ أكثر من 15 سنة تقريبا”.
طوفان الأقصى: النتيجة وليس التبني
من جانبه، قال الباحث والخبير الإيراني صالح القزويني “أعتقد أن المرشد تحدث عن النتيجة التي انتهت إليها عملية طوفان الأقصى، لم يتحدث عن تبني هذه العملية، أو من الذي قام بهذه العملية، حتى أنه أشار إلى أن القائمين بالعملية لم يكونوا يعلمون إنه يمكن أن تؤدي إلى إحياء القضية الفلسطينية، وإنهاء المشروع الذي كان يريد انهاء هذه القضية وقبرها إلى الأبد”.
وأضاف أن كلام المرشد الإيراني “كان واضحا بأن هذه العملية أحيت القضية الفلسطينية، وجعلتها من القضايا الأولى في العالم. والآن كل العالم يتحدث عن القضية الفلسطينية. وبالتالي ليس هناك تبني وليس هناك دفع باتجاه من قام بها”.