تحرير: محمد محسن وتد – عرب ٤٨
13/08/2024
بن غفير خلال اقتحامه المسجد الأقصى: “هناك تقدم كبير جدا هنا في الحكم والسيادة الإسرائيلية. وسياستنا هي السماح لليهود بالصلاة”* نتنياهو: “لا توجد سياسة خاصة لأي وزير، لا لوزير الأمن القومي ولا لأي وزير آخر”
اقتحام الأقصى على شكل مجموعات من المستوطنين (Getty Images)
اقتحم أكثر من 2958 مستوطنا، اليوم الثلاثاء، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بمناسبة ما يسمى ذكرى “خراب الهيكل” المزعوم.
وأكّدت دائرة الأوقاف الإسلامية، أن “2958 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى اليوم”، فيما قاد اقتحامات المستوطنين وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، برفقة الوزير يتسحاق فاسرلوف، وخلال ذلك قامت مجموعة من المستوطنين بتأدية ما يسمى بـ”السجود الملحمي” خلال اقتحام المسجد الأقصى.
وبدعم من بن غفير قامت مجموعات من المستوطنين بتأدية شعائر توراتية علنية في باحات المسجد الأقصى، الأمر الذي يعد انتهاكا صارخا للوضع القائم والذي تدعي حكومة بنيامين نتنياهو أنه لم يتغير.
وتقدم عضو الكنيست عن حزب الليكود، عميت هليفي، مجموعة من المستوطنين خلال اقتحام الأقصى، فيما رفعت بعض المجموعات العلم الإسرائيلي في ساحات الحرم وعند باب السلسلة.
وأعلنت إدارة استيطانية تنظم الاقتحامات للحرم القدسي أن “2,663 يهوديًا” اقتحموا باحات المسجد الأقصى اليوم لـ”أداء صلوات التاسع من آب (الذكرى العبرية لخراب الهيكل)”.
ووفقًا للإدارة، فإن هذا العدد يشكل حصيلة قياسية بزيادة قدرها 36% مقارنة بالعام الماضي.
بن غفير: هناك تقدم كبير بفرض السيادة الإسرائيلية بالأقصى
وجاء في بيان أصدره حزب “عوتسما يهوديت” أن “الوزراء صعدوا إلى جبل الهيكل (اقتحام الأقصى) وصلوا من أجل عودة المختطفين وسلام الجنود والنصر في الحرب”.
وفي مقطع فيديو من اقتحام وزير الأمن القومي للأقصى، قال بن غفير: “هناك تقدم كبير جدا هنا (الأقصى) في الحكم والسيادة الإسرائيلية. صور لليهود يصلون هنا. وكما قلت: سياستنا هي السماح بالصلاة”.
وأضاف بن غفير إنه “يجب أن ننتصر في هذه الحرب. علينا أن ننتصر وألا نذهب إلى مؤتمرات في الدوحة أو القاهرة، بل يجب أن نهزمهم ونركعهم، هذه هي الرسالة. يمكننا أن نهزم حماس، ونركعها”، على حد تعبيره.
وعقب مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو على أقوال بن غفير في بيان جاء فيه أن “إقرار السياسة في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) تخضع مباشرة للحكومة ورئيسها. ولا توجد سياسة خاصة لأي وزير في جبل الهيكل، لا لوزير الأمن القومي ولا لأي وزير آخر. وهكذا كان دائما في جميع حكومات إسرائيل”.
وأضاف البيان أن “أحداث صباح اليوم في جبل الهيكل هي تجاوز للوضع الراهن. وسياسة إسرائيل في جبل الهيكل لم تتغير. هكذا كان وهكذا سيكون”.
ورد بن غفير على نتنياهو قائلا إن “سياستي هي السماح بحرية العبادة لليهود في أي مكان وبضمن ذلك في جبل الهيكل، وسيستمر اليهود بالقيام بذلك في المستقبل أيضا. وجبل الهيكل هو منطقة ذات سيادة في عاصمة دولة إسرائيل. ولا يوجد قانون يسمح بتمييز عنصري ضد اليهود في جبل الهيكل، أو في أي مكان آخر في إسرائيل”.
من جانبه، ندد رئيس كتلة “يهدوت هتوراه” الحريدية، عضو الكنيست موشيه غفني، باقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، وقال في بيان إن “المس بقدسية الجبل والوضع الراهن لا يهم الوزير (بن غفير)، الذي يسير ضد كبار إسرائيل والحاخامات الرئيسيين المتعاقبين. والضرر الذي يلحقه بالشعب اليهودي أكبر من أن يحتمل، وهذا يضيف إلى الكراهية العبثية في يوم خراب الهيكل. وسنضطر إلى البحث مع حاخاماتنا إذا بإمكاننا أن نكون شركاء معه (في الحكومة)، وسنوضح ذلك لرئيس الحكومة أيضا”.
الهيئات الإسلامية المقدسية تدين تدنيس المسجد الأقصى
أدان مجلس الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس الشريف، والهيئة الاسلامية العليا، ودار الافتاء الفلسطينية، وديوان قاضي القضاة في القدس، ودائرة الاوقاف الاسلامية وشؤون المسجد الاقصى المبارك، في بيان، “ما تقوم به حكومة الاحتلال من انتهاكات متصاعدة وغير مسبوقة بحق المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، حيث شرعت مؤخراً بتنفيذ مخططات متطرفين يهود لتخريب الوضع القائم منذ أكثر من 1400 عام في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف”.
وحذر البيان من “عواقب تمكين سلطات الاحتلال مئات المتطرفين اليهود برفقة وزراء وسياسيين وأعضاء كنيست من تدنيس واقتحام المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف صباح هذا اليوم، بحجة ما يزعمون ’ذكرى خراب الهيكل’، وذلك بحماية مشددة من أفراد الشرطة وحرس الحدود والقوات الخاصة المدججة بالسلاح، والسماح لقطعان المتطرفين القيام بجولات استفزازية ونصب حلقات الرقص والتصفيق والغناء ورفع العلم الإسرائيلي وغيرها من الانتهاكات المستفزة لمشاعر ملياري مسلم حول العالم”.
كما أدانت الهيئات الإسلامية تمكين مئات المتطرفين من حصار المسجد الأقصى والصراخ والضرب على بوابات الأقصى المبارك ليلة 12 آب 2024 وذلك في إطار محاولات تهويد محيط المسجد الأقصى المبارك واحتلال ساحات بواباته بانتهاكات مستفزة تهدف إلى تغيير الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة.
واستنكر الهيئات الدينية المقدسية عجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الانتهاكات، “وترفع شكواها إلى الله تدعو ملياري مسلم حول العالم بأن يقوم كل بواجبه وبقدر إمكاناته لحشد الدعم اللازم لمنع تخريب قبلتنا الأولى ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء وأحد أقدس ثلاثة مساجد في الإسلام”.
وأكدت الهيئات المقدسية على أن “انتهاكات الاحتلال والتطرف لن تغير الحقيقة الربانية الدامغة بأن المسجد الاقصى المبارك، بمساحته البالغة ١٤٤ دونم، هو مسجد إسلامي خالص لن يقبل القسمة ولا الشراكة، وسيبقى ذلك الى أن يرث الله الارض وما عليها”.
التجمع يستنكر اقتحام المسجد الأقصى من قبل قيادات اليمين ويدعو للرباط فيه
استنكر التجمّع الوطني الديمقراطيّ، صباح اليوم الثلاثاء، الاقتحامات الواسعة من قبل قيادات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك، وذلك في ذكرى ما يسمى خراب الهيكل المزعوم، والتي تحصل تحت رعاية الشرطة الإسرائيلية وبمشاركة وزيرها الفاشي بن غفير، مؤكدًا أن المسجد الأقصى حق فلسطيني خالص ومكان صلاة وعبادة للمسلمين ولن يغير هذه الحقيقة التاريخية أيا كان من العابرين والفاشيين على اختلاف أسمائهم وانتماءاتهم.
وأضاف التجمّع في بيانه:” إن هذه الحرب تحصل كجزء من حرب شاملة تخوضها المؤسسة الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني، حيث تستمر المجازر المرتكبة بحق أهلنا في قطاع غزة ومحاولة تحويل كل شيء فيها إلى خراب بهدف تهجير وإبادة الفلسطينيين فيها، كما يشتد الخناق على أهلنا في الضفة من اعتداءات يومية وتدمير للبنى التحتية واعتقالات وحشية لا تتوقف، كما تأخذ الحرب على أهلنا في الداخل شكلًا آخر من خلال إعطاء المجال لقوى الجريمة والعنف لتقض مضاجع مجتمعنا وتفتته من الداخل تحت رعاية المؤسسة التي تحمي المجرمين وتحتضنهم، هذا بالإضافة إلى سياسات الإرهاب والتخويف والترعيب الممارسة يوميًا تجاه كل من يعبر عن موقف أخلاقي وانساني ضد الحرب على أهلنا في غزة”.
وأنهى التجمّع بيانه: “ندعو عموم أهلنا في الداخل الفلسطيني لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المُبارك والقدس الشريف في ظل هذه المحاولات البائسة لتدنيسه وتقسيمه الزماني والمكاني، حيث تقع علينا مسؤولية كبيرة في الرباط في القدس ومقدساتنا فيها رفضًا لتدنيسها والاعتداء عليها وعلى حقنا فيها”.
وتوافد الآلاف من المستوطنين منذ ساعات الفجر إلى ساحة البراق، فيما احتشد المئات منهم قبالة باب المغاربة من أجل اقتحام الأقصى، وذلك تلبية لدعوة الجمعيات الاستيطانية و”منظمات الهيكل” لتنفيذ اقتحامات جماعية لساحات الحرم.
وأفادت دائرة الأوقاف أن اقتحامات الأقصى جاءت على شكل مجموعات، تضم كل مجموعة ما يقارب 120 مستوطنا، قاموا بتنظيم جولات استفزازية في ساحات الحرم وتلقوا شروحات عن الهيكل المزعوم، ومنهم من قام بتأدية شعائر تلمودية قبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
وذكرت الأوقاف أن شرطة الاحتلال عمدت على نشر عناصر الوحدات الخاصة في ساحات الحرم لتوفير الحراسة للمقتحمين، وكذلك لإبعاد الفلسطينيين عن مسار الاقتحامات ومنع تنقلهم خلال الجولات الاستفزازية للمستوطنين في ساحات الحرم.
بن غفير يقتحم الأقصى
وانتشرت شرطة الاحتلال على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى وطرقاته خاصة الأبواب المفتوحة باب السلسلة، باب حطة وباب المجلس، ونصبت السواتر الحديدية، واحتجرت هويات الوافدين إليه، ومنعت الشبان من الدخول لساحات الحرم.
إلى ذلك، نظم مستوطنون، مساء الإثنين، مسيرة أعلام استفزازية حول أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، قبيل ذكرى “خراب الهيكل”.
وشارك في المسيرة عشرات المستوطنين بينهم نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس، وأعضاء في الكنيست، والذين رفعوا أعلام إسرائيل مطالبين بـِفرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى.
وانطلقت المسيرة من أمام مبنى بلدية الاحتلال في القدس بالقرب من باب الجديد حتى باب العمود والساهرة، مرورا بباب الأسباط، وانتهت عند باب المغاربة وساحة حائط البراق.
حماس: تصريحات الإرهابي بن غفير تؤكّد نوايا الاحتلال الإجرامية في تهويد الأقصى
وتستدعي تحرّكاً عربياً وإسلامياً
شددت حركة حماس على أن التصريحات التي أطلقها الوزير الصهيوني الإرهابي بن غفير حول اقتحامات قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وتأكيده منح حكومة المتطرفين الصهاينة الضوء الأخضر لمواصلتها؛ تؤكّد المخاطر المحدِقة بالحرم القدسي، والنيّات الإجرامية لحكومة الاحتلال باتجاه تكثيف خطوات تهويده، وسلخه عن هويته الإسلامية.
وأكدت الحركة في تصريح صحفي اليوم الأربعاء أن تصريحات الإرهابي بن غفير تتطلّب تحرّكاً عربياً وإسلامياً شاملاً، لحماية المسجد الأقصى، وصدّ هذه الهجمة التي يقودها النازيون الجدد.
وقالت حركة حماس إن جماهير شعبنا الفلسطيني، التي وقفت في وجه كل محاولات تدنيس وتهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى، نيابةً عن الأمة قاطبة؛ ستواصل طريق الدفاع عن قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين بكل ما تملك.
وأضافت أن كل المحاولات الخائبة لهذه الحكومة الفاشية، للعبث بهوية القدس والأقصى، ستسقط أمام إصرار وثبات شعبنا وتمسكّه بأرضه ومقدساته الطاهرة.
حركة المقاومة الإسلامية حماس
2024/07/24
إقرأ أيضاً ..
تصريح صحفي لحركة المقاومة حماس حول القرار الذي صدر عن محكمة العدل الدولية بعدم شرعية الاحتلال الصهيوني
بسم الله الرحمن الرحيم
تصريح صحفي
نرحب في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالرأي القانوني الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، والذي أكّدت فيه على عدم شرعية الاحتلال الصهيوني، وضرورة وضع حدٍّ له، وعرّت من خلاله منظومة الاستيطان الفاشي، وطالبت بإنهائه، وأشارت فيه إلى المخالفات الواسعة للقانون الدولي التي ترتكبها حكومات الاحتلال بحق شعبنا وأرضنا الفلسطينية.
إن هذا القرار، ومطالبة المحكمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ببحث تدابير لوضع حدٍّ للاحتلال الصهيوني؛ يضع المنظومة الدولية أمام استحقاق العمل الفوري لإنهاء الاحتلال، وترجمة القرارات المتلاحقة الصادرة عن المحكمة، إلى خطوات جادة على الأرض، خاصة في ظل حرب الإبادة المتواصلة ضد شعبنا في قطاع غزة، والتغوّل الاستيطاني الخطير في الضفة الغربية، وخطوات التهويد المحمومة في القدس والمسجد الأقصى.
إننا بعد الرأي الاستشاري والذي صدر عن محكمة العدل الدولية بأغلبية كبيرة، نطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من تدابير لإنهاء الاحتلال، خاصة في ظل رفض الكيان لقرارات المحكمة واتهامها بمعاداة السامية.
لقد أصدرت محكمة العدل الدولية قرارات عدة تأمر بوقف الأعمال التي تؤدي إلى الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق القطاع، إضافة إلى وقف العملية العسكرية الإجرامية الجارية حتى الآن في مدينة رفح، وهي قرارات ضربت بها حكومة الاحتلال عرض الحائط، بدعم وتغطية كاملة من الإدارة الأمريكية، وها هي المواقف الصهيونية تتواتر بالهجوم على المحكمة وقرارها اليوم، وإننا في هذه السياق؛ ندعو المجتمع الدولي إلى التسلّح بهذه القرارات، وتجاوُز الإرادة الأمريكية، والعمل على إلزام الاحتلال الفاشي بتنفيذها والانصياع لها فوراً.
حركة المقاومة الإسلامية – حماس
الجمعة: 13 محرم 1446 هـ
الموافق: 19 تموز/ يوليو 2024م
الموقع الرسمي-حركة حماس