صادر إلى وزير الحرب الإسرائيلي الجنرال يوآف غلانات
مُسرب لصحيفة يدعوت أحرنوت بتاريخ اليوم 7-7-2023
ومترجم للعربية من قبل صحفية الحرية
سيدي الجنرال يوآف غالانات وزير الحرب الإسرائيلي
بصفي القائد الميداني لعملية البيت والحديقة
العقيد في وحدة دوڤدڤان آفيف باروخ
فأنني أرفض تماماً أن يتم نسب الفشل للقوات العاملة في الميدان فقط
وأرى من حيث الوقائع الي عشناها داخل العملية بأن الفشل يلحقنا جميعاً لعدة أسباب أهمها :
أولاً :
المعلومات الاستخبارية التي وصلتنا قبل العملية حول طبيعة المقاتلين هناك حيث تم تشخيص المقاتلين بأنهم عديمي خبرة ميدانية في المعارك وأنهم غير منظمون وأن أغلبهم مواليد ما بعد العام 2002
هي معلومات غير صحيحة إطلاقاً والصحيح منها فقط هو تواريخ الميلاد
أما عن ما لقيناه على الأرض أثناء العملية، فأنهم مقاتلون مدربون جيداً مستعدون جيداً منظمون جداً يظهرون من العدم يطلقون النار علينا ويختفون في العدم مرة أخرى كأنهم جزء من حجارة الأرض، يشبهون البرق الذي يظهر فجأة ويختفي كأنهم خاضوا ثلاثة حروب عصابات ومعارك عديدة
يحترفون القنص ورصاصهم يُصيب الرؤوس كأنهم دربوا الرصاص على ذلك
كما أنهم مقاتلين عقديون وهذا ما يخشاه أي جيش
أولئك المقاتلون الذين يذهبون للموت كما يذهبون لشرب الماء بأسلوب حرب العصابات
وكان المكان هناك ينتمي إليهم وكان يلفظنا كغرباء
لقد قاتل كل شيء معهم الأرض، المنازل، الشوارع
لذلك هدمنا البيوت وحفرنا الشوارع ولكن لا مناص
كانت المعلومات سيدي الجنرال لا تصف الواقع الحقيقي
لقد القيتم بالقوات إلى مصيدة تجهلونها.
ثانياً :
عن تجهيزاتهم، قلتم لنا أن سلاح الجو قصف البنية التحتية التي يصنعون من خلالها القنابل المتفجرة وقلتم لنا أنها مجرد مواسير بدائية متفجرة ولكن الحقيقة على الأرض مختلفة
ويتعدى الموضوع كونها بدائية، بل أنها قادرة على إعطاب المركبات المصفحة وحصد الأرواح لم تكن مجرد مواسير أو أنهم حولوا المواسير لمواسير عزرائيل
كما أننا أكتشفنا وجود أنفاق هناك في المخيم وكانت صدمتنا هناك بالغة، لقد عملتُ سابقاً في غزة وأفهم طبيعة أن يكون هناك أنفاق فنحن لسنا على الأرض هناك وكما أن طبيعة الأرض طينية ومن المنطقي أن يكون هناك حفر كما من المنطقي أن يكون في فيتنام أنفاق لطبيعة الأرض
لكن الجنون في جنين لا يعرف المستحيل، لقد حفروا الصخر سيدي الجنرال، هذا شيء مجنون وغير متوقع
وقفت على عين النفق وأنا مذهول منهم، كيف حفروا الصخر بمعدات بدائية كهذه، لكنني تذكرت أنهم جنين وأنهم حفروا في جلبوع قبل فترة بإستخدام أدوات الطعام ففهمتُ العبرة
لكن ما أود أن أشير ليه سيدي الجنرال أنهم حفروا بدون عوازل صوت وبمعدات شبه بدائية ونحن من أكتشفنا ذلك فأين كانت أعينكم وآذانكم قبل أن ترسلونا إلى المخيم ؟
ثالثا:
أعلم أن حديثي في هذه النقطة لربما يحيلني إلى التقاعد ولفحص سلامتي العقلية لكنني لست وحدي وشاهد الجنود ما شاهدته
في البداية شاهد أحد جنودي الطبيب عبدالله ابو التين وهو يحاول قنصنا من أحد البنايات في المخيم فقلت في رأسي أن الجنود يهذون الان تحت الضغط
ثم شعرت أنا شخصياً بوجود محمود طوا/لبة في المكان
أنا لم آره لكنني عشت كمائنه مرة أخرى، كل شيء كان يحمل بصمته، نوافذ مُلغمة أبواب مُلغمة بيوت مُلغمة من يفعل هذا سواه ؟
هل نحن متأكدون أننا قمنا بتصفيته في العام 2002 ؟
أم أنه درب الأطفال بعد تصفيته ؟ علينا التأكد سيدي الجنرال
كما أن علينا التأكد من مقبرة الأرقام لأنني أعتقد أن جميل العموري وداوود زبيدي قد هربوا من قبورهم هناك
لقد رأيتهم، حين أقتحمنا منزل زكريا رأيت داوود ينظر إلينا ويضحك من أحد النوافذ فقلت هذا وهم ثم ظهر فجأة جميل العموري أمامي وأطلق النار واختفى
ثم شاهدتهم في الأزقة يطلقون النار علينا ويضحكون
هدمنا الجدارن بحثاً عنهم، حفرنا الشوارع لكي نقبض عليهم مرة أخرى لكنني رأيتهم يأتون من السماء ولم يكن هناك خلاص
أرجوكم تأكدوا مما يحصل هناك في مقبرة الأرقام فلربما حفروا نفقاً من هناك إلى جنين وعادوا
أعرف أنكم ستقولون في القيادة أن هذا جنون
لكنها جملتي الأخيرة لكم أن الدخول إلى مخيم جنين هو درب من دروب الجنون،،