محمد سيف الدولة “مدونته”
13 أكتوبر 2023
في سياق حرب وجرائم الابادة والتجويع التي ترتكبها (اسرائيل) الآن في غزة، بدعم أمريكي/أوروبي وصمت عربي رسمي، وفى خطوة مهينة كاشفة ومؤكدة للسيادة المصرية “المجروحة” في سيناء منذ اتفاقيات كامب ديفيد، قامت (اسرائيل) بقصف معبر رفح وتهديد الادارة المصرية بانها سوف تقصف أي سيارات تحمل مساعدات مصرية لغزة، وعليه قامت مصر بإغلاق المعبر وبإعادة قوافل المساعدات.
لن نطالب جماعة كامب ديفيد ونظامها هذه المرة، بقطع العلاقات وسحب وطرد السفراء، وإلغاء المعاهدات، ووقف التطبيع، ودعم المقاومة بالعتاد والسلاح، واغلاق معبر طابا أمام الاسرائيليين، وتوعية وتعبئة الشعب المصري بحقيقة الكيان الصهيوني ومشروعه .. فهذه أمور لن تتحقق بالمطالبات.
ولكننا نطالبها بالكف الفوري عن مواصلة المشاركة في هذا العدوان والحصار الإسرائيلي القاتل لغزة، والتحرر من “اتفاقية فيلادلفيا” الموقعة عام 2005 التي ألزمت مصر بالقيام بمراقبة الحدود مع غزة أمنيا لصالح (اسرائيل) والقيام بفتح معبر رفح فورا وذلك وفقا “لقرار واتفاق معابر مصري فلسطيني” مستقل عن أي أطراف أخرى، اتفاق تحكمه المبادئ والقواعد التالية:
1. اتفاق متحرر من السيطرة الاسرائيلية والنفوذ الأمريكي.
2. اتفاق متحرر من اتفاقيات كامب ديفيد، ومن اتفاقية فيلادلفيا التي أعطت السيادة الحقيقية على معبر رفح لإسرائيل.
3. اتفاق يهدف الى تحرير وتطبيع العلاقات المصرية الفلسطينية بعيدا عن (اسرائيل).
4. اتفاق يضع أمن مصر في الاعتبار وليس أمن (إسرائيل).
5. اتفاق متحرر من الادعاءات الأمريكية الإسرائيلية بأن الفلسطينيين هم مصدر الخطر والإرهاب.
6. اتفاق لا يعترف بشرعية الاحتلال للأراضي الفلسطينية ومن ضمنها غزة وبالتالي لا يعترف بشرعية التحكم والمراقبة الإسرائيلية للمعبر الفلسطيني.
7. اتفاق ينطلق من أن فلسطين قطر شقيق، وأن (إسرائيل) لا تزال هي العدو والخطر.
8. اتفاق يسمح لنا في مصر وفي البلاد العربية الأخرى بزيارة غزة بتأشيرة فلسطينية وليست إسرائيلية.
9. اتفاق لا يقيد حركة الأفراد والبضائع إلا في حدود القانون.
10.اتفاق يلتزم بالقانون الدولي الذي يجرم إبادة الشعوب وحصارها وتجويعها.
11. اتفاق يُغنى الفلسطينيين عن اللجوء الى الانفاق.
12. اتفاق يسمح بدخول الواردات الى غزة ولا يقصر المعبر على الصادرات.
13. اتفاق يحرر الفلسطينيين من جحيم معبر كيريم شالوم (كرم أبو سالم.
14. اتفاق يعامل معبر رفح معاملة معبر السلوم، ولا نحلم فنقول معبر طابا!
15. إننا لا نطالب بفتح الحدود وإنما بتحرير المعبر من الإرادة الإسرائيلية.
إنها مطالب بسيطة ومشروعة لا تحتاج إلا الى قدر من الإرادة الوطنية.
وهي مطالبنا منذ عام 2008، التي طالما رفضت السلطات المصرية الاستجابة لها على امتداد 15 عاما، ولكن آن الأوان اليوم لتنفيذها بعد ان تعرضت الى عدوان وتهديدات وقحة لا يمكن ان تقبلها أي دولة ذات سيادة.
إننا حريصون على السيادة المصرية التي لن ينتهكها مثل هذا الاتفاق المصري/الفلسطيني وإنما تنتهكها التدابير الأمنية القائمة في سيناء منذ كامب ديفيد وتنتهكها الرقابة الأجنبية التي لم تثق في الطرف المصري فراقبته بالقوات متعددة الجنسية من هنا وبالاتحاد الأوروبي أو بإسرائيل من هناك.
إن مصر لا يجب ولا يصح، وأياً كانت الأسباب، أن تكون شريكا في جرائم الابادة والتجويع التي ترتكبها اسرائيل الآن ضد أهالينا في غزة.
القاهرة في 13 أكتوبر 2023