لندن- عربي21
الثلاثاء ، 25 فبراير / شباط 2025
المساعي الأوروبية تستهدف إشراك الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا- جيتي
اتفق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على توحيد جهودهما بهدف إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف محادثاته الثنائية مع روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا.
كشفت صحيفة “التايمز” أن ماكرون وستارمر يسعيان إلى دفع ترامب لتغيير استراتيجيته بشأن الحرب في أوكرانيا، من خلال اقتراح تعديل جوهري في خطة التسوية الحالية. وتكمن الخطة في تقديم “رسالة موحدة” خلال اجتماعهم مع ترامب هذا الأسبوع، مؤكدين ضرورة اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه موسكو.
وتستهدف المساعي الأوروبية إشراك الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا بأكثر من مجرد التزامات لفظية، بما في ذلك ضمانات أمنية قوية تُشرف عليها واشنطن، حتى في حال عدم وجود قوات أمريكية مباشرة على الأرض الأوكرانية. ويعتقد المسؤولون الأوروبيون أن أي اتفاق مستقبلي يتطلب إطارًا يضمن استقرار أوكرانيا.
إلى جانب ذلك، تأمل الحكومة البريطانية في أن تتمكن من الاستفادة من بعض القضايا التي يتفق فيها ترامب مع ماكرون وستارمر، مثل زيادة الإنفاق الأوروبي على الدفاع، الأمر الذي قد يساعد في كسب تأييد ترامب في ملف أوكرانيا.
وفي نفس السياق، نقلت “وول ستريت جورنال” عن مصادر أوروبية أن بريطانيا وفرنسا تدرسان إمكانية نشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا، بهدف حماية أي اتفاق سلام مستقبلي. وتشير التقديرات إلى أن الخطة تشمل إرسال حوالي 30 ألف جندي من القوات الأوروبية لدعم الأمن في أوكرانيا.
وأفادت وكالة “أسوشييتد برس” بأن عددًا من الدول الأوروبية يعمل في سرية على خطة لإرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا، بهدف ضمان تنفيذ أي تسوية سلمية مع روسيا، بما يضمن التزامات مشتركة من الدول الغربية.
إقرأ أيضاً..
ماكرون يعتزم التوجه إلى الولايات المتحدة بمهمة “شائكة”..
ما هي؟
عربي21ـ روعة قفصي
الأحد 23 / شباط / 2025
لم يبق لماكرون خيار غير التوجه لواشنطن لتجنب تحقق سيناريو تسليم أوكرانيا- الأناضول
سلطت مجلة “لوبوان” الفرنسية الضوء على اعتزام الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، زيارة الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أنه يتوجه إلى واشنطن للقيام بمهمة شائكة وخطيرة.
وأضافت في تقرير ترجمته “عربي21”: “يبدو أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه بشأن أوكرانيا هي التي عجّلت بهذه الزيارة التي يعلق عليها الاتحاد الأوروبي آمالا كبيرة”.
لم تكتفِ الإدارة الأمريكية الجديدة بإجراء اتصالات مباشرة مع روسيا، دون استشارة أو حتى إبلاغ كييف، بل ذهبت إلى حد شن هجوم خطابي ضد زيلينسكي، الذي احتج على عدم الرجوع إليه في مفاوضات قد تقرر مصير بلاده.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، إذ كرر ترامب الدعاية الروسية ضد الرئيس الأوكراني، واصفا إياه بأنه دكتاتور غير محبوب في بلاده، ومسؤول عن الحرب، ولم يفعل شيئًا لإنهائها.
علاوة على ذلك، وجد زيلينسكي نفسه مضطرًا للتوقيع على وثيقة بشروط مجحفة تقتضي تسليم نصف الموارد المعدنية لأوكرانيا إلى الولايات المتحدة، كتعويض عن المساعدات التي تلقتها، والتي قدرت بثلاثة أضعاف قيمتها الحقيقية.
في مجموعة السبع، كما هو الحال في الأمم المتحدة، رفضت واشنطن تصنيف روسيا كمعتدية في الحرب التي تخوضها ضد أوكرانيا، وفقا للتقرير.
اتصال دائم مع ترامب
بعد القمة التي عقدت بشكل عاجل في الإليزيه، لم يبق أمام الرئيس الفرنسي خيار غير التوجه إلى واشنطن؛ لتجنب تحقق سيناريو تسليم أوكرانيا تحت ذريعة السلام إلى بوتين.
وبحسب المجلة الفرنسية، فإن ماكرون يدرك طبيعة ترامب، ذلك أنه جمعت بينهما العديد من اللقاءات المباشرة، فضلا عن المحادثات الهاتفية. طوال السنوات الأربع الماضية، كان ماكرون من رؤساء الدول والحكومات القلائل الذين حافظوا على اتصال دائم مع دونالد ترامب، الذي يوصف بأنه شخص حساس ومتقلب، ويغضب بسهولة، ثم يعلن عن استيائه علناً.
مع ذلك، مرت علاقتهما ببعض الأزمات، التي استطاع ماكرون التغلب عليها بفضل استراتيجيته، التي تقوم على تجنب الدخول في أي خلاف علني مع ترامب، بغض النظر عن التصريحات التي يدلي بها.
وفي الواقع، لا يراعي ترامب، الذي يفضل أن يكون صاحب القرار الأخير ويحقق أهدافه، المجاملة أو الحقيقة. وعليه، فإن مستقبل زيلينسكي أصبح مهددا، لأنه لم يلتزم بهذه القاعدة، ولم يحذ حذو نظيره الفرنسي، الذي لم يرد على التصريحات الأخيرة للأمريكي، وفقا للتقرير.
“الأكاذيب”
أوردت المجلة أن أجواء المحادثات سيغلب عليها التوتر، حيث تقوم سياسة ترامب على عدم المشاركة بشكل فعلي في المحادثة، والاكتفاء فقط بطرح فكرة أو فكرتين بسيطتين دون كلل. إضافة إلى ذلك، لا يعترف ترامب بفكرة التسوية، وغالبا ما يتجاهل مصالح الدول الأخرى، حتى لو كانت حليفة له.
في هذا السياق، لا يعتمد نجاح ماكرون على محاولة تغيير رأي ترامب بشكل مباشر فقط، بل بإقناعه بأن مشاركة الأوروبيين ستساهم في نجاح اتفاقية السلام. ومع ذلك، تكمن الصعوبة في عجلة الأمريكيين في التوصل إلى اتفاق، ورفض الروس أي وجود أوروبي.
وحسب المجلة، فإن الأسئلة التي قد يطرحها ماكرون تدور حول إمكانية إنشاء قوات تدخل أوروبية في بولندا ورومانيا، كبديل عن تواجدها في أوكرانيا، وماهية الشروط العسكرية والسياسية والقانونية التي ستجعلها قوة ذات مصداقية، فضلا عن كيفية مشاركة الولايات المتحدة فيها بشكل غير مباشر.
بعض طباع ترامب، مثل الملل وميله إلى إنهاء المحادثات بسرعة عبر إعطاء موافقة قد ينساها في اليوم التالي، صفات تشكل عقبة أمام ماكرون. وهكذا، قد يتحول النجاح الظاهري إلى وهم. لن تكون مهمة إيمانويل ماكرون سهلة، لكنه الوحيد القادر على تنفيذها، وتعلق عليها أوكرانيا وأوروبا آمالا كبيرة.