
19- 07- 2025
تفجّرت الأوضاع فجأة في السويداء، ويخشى السوريون من توسعها ووصولها محافظات أخرى، خاصة وأن الصراع لم يكن بسيطا بل داميا.
وارتفعت حصيلة الضحايا جراء الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في محافظة السويداء منذ صباح الأحد 13 تموز، إلى 99 قتيلاً، بينهم طفلين وسيدتين، وهم: 60 من أبناء السويداء بينهم طفلين وسيدتين، و18 من بدو السويداء، 14 من وزارة الدفاع و7 مجهولي الهوية يرتدون الزي العسكري بالإضافة إلى عشرات الجرحى، بينهم أطفال وبعضهم بحالات حرجة، وفق إحصائيات المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتتواصل الاشتباكات العنيفة في الريف الغربي من محافظة السويداء، لليوم الثاني على التوالي، حيث تتركز المعارك عند محور قرية كناكر، وفي بلدتي الثعلة والمزرعة، وسط مقاومة تبديها المجموعات الدرزية في وجه القوات المهاجمة التي تضم عشائر البدو وتشكيلات من وزارتي الدفاع والداخلية السورية.
واعتبر المحامي والحقوقي، محمد علي الصايغ، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الانسان، أن هناك روايات عديدة لتفجر الوضع في مدينة السويداء ، وتحولها إلى الاصطدام بالسلاح، وكل طرف يلقي على الطرف الٱخر بالبدء في إطلاق الرصاصة الأولى، البداية بدأت من تعرض سائق سيارة خضار يقال بأنه يحمل سبعة ملايين ليرة أوقفه حاجز الأمن العام وتركوه ، ثم بعد ذلك في الطريق أوقفه حاجز ٱخر وتم سلبه السيارة والمال ورموه في الطريق وعلى إثر المطالبة بالسيارة والمال قامت مجموعة واختطفت عناصر من العشائر، وقامت مجموعة من العشائر بالاختطاف المضاد وقطع طريق دمشق السويداء، ثم تمت عمليات التجييش وحصلت الاشتباكات بعدها تدخلت قوات الأمن العام لحل الموضوع وتواصلت مع وجهاء السويداء، مشيرا إلى أن هناك فصائل تستخدم أسم الهجري للتغطية على سلوكها كما أصدر وزير الداخلية السوري بيانا بتدخل الأمن العام والشرطة لفض النزاع وأسفرت المواجهات عن قتلى وجرحى من الأمن العام والأطراف الأخرى راح ضحيتها عدد يقارب المئتي قتيل وجريح، وكان هناك تحليق للطيران الاسرائيلي قصف تجمعات قرب بلدة المزرعة، مفسرا “هناك تفسيرات تقول إن العشائر الموجودين بأطراف السويداء وعلى الطريق الرئيسي يمنعون أحياناً الدخول والخروج إلى السويداء وبأنهم هم من كانوا وراء احتجاز سيارة الخضرة وسلب الأموال وأقوال أخرى تقول إن الحاجز كان للأمن العام وهو من قام بعملية الاحتجاز بالتواطؤ مع العشائر لتبرير الدخول إلى السويداء وفرض سلطة الدولة بشكل تام، روايات متعددة وكل طرف من الأطراف يحمل المسؤولية للأطراف الأخرى ، لكن إلى الٱن الأمور ضبابية ولا يعرف مآلاتها، ولا أحد من السوريين يتمنى توسع دائرة الصدامات وكل الشعب السوري يعتبر السويداء جزء أساسي من النسيج الوطني السوري كما يعتز بمواطنين السويداء وعقلائهم وانتمائهم الوطني المشهود له وتأكيدهم المستمر على وحدة الوطن والدولة السورية وإعلانهم الدائم بأن الحوار هو النافذة لحلحلة كل الخلافات بين جميع الأطراف وبرعاية الحكومة السورية وبالمقابل على الحكومة السورية إدارة الحوار وامتصاص كل ردات الفعل التي يمكن أن تحصل فالعنف لا يولد إلا العنف ومزيد من الأرواح العزيزة على السوريين جميعاً ولا شك بأنه خلال الأشهر الماضية بعد سقوط النظام البائد والفراغ الأمني الذي خلفه وراءه وتخبط المؤسسات وعدم وجود مركز قرار وانقسام مشايخ العقل في الٱراء والتوجهات، وغياب سلطة الدولة، وإهمالها قد أحدثت فراغاً أمنيا وكانت سببا في ماكان يحدث داخل السويداء من ابتزازات وعمليات نهب وخطف وترك السويداء حالة شبه العزلة نتيجة عدم التوصل إلى صيغ توافقية بين الحكومة والجهات الفصائلية والأهلية أدى إلى غياب محافظ السويداء عن الإدارة وعودته إلى العاصمة دمشق، كل ذلك راكم المزيد من المشاكل والإشكالات في ظل الافتقار إلى الحد الأدنى من سبل العيش والخدمات لدى المواطنين ضمن شبه حصار للمدينة”
واورد أن المناخ سيخلف مزيداً من المضاعفات المنذرة بالانفجار باستمرار إذا لم يتم إيجاد حل جذري عن طريق الحوار المفتوح بين الحكومة والفعاليات المدنية والمجتمعية في السويداء الٱن واجب الجميع الحكومة والمجتمع الأهلي والفعاليات بالسويداء وقف حالة القتال والاقتتال والعنف والدخول في عملية تحديد الأولويات والأسس الناظمة للعلاقة بين الحكومة ومجتمع السويداء في إطار قانوني ملزم لكافة الأطراف، من أجل وقف دوامة الفوضى والتزام الجميع بالقانون، وهناك من يدفع باتجاه تفجر الأوضاع في السويداء وعدم الوصول إلى استقرار مدفوعاً بأجندات خارجية أو مصالح شخصية وفئوية، كما هناك من يدفع من داخل الحكومة إلى فرض سلطة الدولة بالقوة والعنف كلا الطرفين لا يريدون مصلحة السويداء ومصلحة الوطن السوري .. “.
وخلص إلى القول” لا بد من الدخول في عمليات متواصلة للتهدئة والدخول في حوار واسع لا يسقط سلطة الدولة ولا يسقط مطالب أهالي السويداء ويراعي مخاوفهم وهواجسهم فوحدة سورية ووحدة شعبها في أن تبقى السويداء جزء من النسيج الوطني السوري الواحد الموحد يبقى فوق كل النوازع والمخاوف وفوق كل اعتبار “.