قصيدة لنزار قباني كتبها قبل وفاته بقليل واوصى الا تنشر الا بعد وفاته واسماها رسالة من تحت التراب
من ها هنا من عالمي الجميل
اريد ان اقول للعرب
الموت خلف بابكم
الموت في احضانكم.
الموت يوغل في دمائكم
وأنتم تتفرجون
وترقصون وتلعبون
وتعبدون ابا لهب
والقدس يحرقها الغزاة
وأنتم تتفرجون وفي أحسن الأحوال تلقون الخطب
لا تُقلقوا موتي بألاف الخطب
امضيت عمري
استثير سيوفكم واخجلتاه
سيوفكم صارت من خشب
…
من ها هنا اريد ان اقول للعرب .. يا اخوتي …
لا لم تكونوا اخوة فأنا ما زلت في البئر العميقة اشتكي من غدركم
..
وابي ينام على الاسى
وأنتم تتآمرون
..
وعلى قميصي جئتم بدم كذب .. واخجلتاه
من ها هنا اريد ان اقول للعرب
ما زلت اسمع آخر الأنباء
ما زلت اسمع امريكا تنام …
طوبى لكم …
طوبى لكم …
يا ايها العرب الكرام…
كم قلت ما صدّقتم قولي
ما عاد فيكم نخوة غير الكلام
…
لا تُقلقوا موتي فلقد تعبت حتى اتعبت التعب ..
من ها هنا اريد ان اقول للعرب
ما زلت اسمع ان مونيكا تدافع عن فضائحها وتغسل عارها بدمائكم ودماء اطفال العراق وانتم تتراقصون فوق خازوق السلام
…
يا ليتكم كنتم كمونيكا …
فالعار يغسلكم من رأسكم حتى الحذاء…
كل ما قمتم به هو انكم
اشهرتم اعلامكم ضد الهجوم
وجلستم في شرفة القصر تناجون النجوم !…
واخجلتاه ماذا اقول إذا سئلت هناك عن نسبي ماذا اقول ؟؟؟
سأقول للتاريخ أُمي لم تكن من نسلكم وانا ما عدت افتخر بالنسب …
لا ليس لي اخوة فأنا برئ منكم
وأنا الذي اعلنت من قلب الدماء
ولسوف أعلن مرة اخرى هنا … موت العرب…*