واشنطن – فكتور شلهوب
العربي الجديد
08 ابريل 2025
من لقاء نتنياهو وترامب في البيت الأبيض، 7 إبريل 2025 (Getty)
حملت زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لواشنطن، ولقاؤه أمس الاثنين، الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، الكثير من علامات الاستفهام، فهي جرت بناءً على طلب الرئيس ترامب، وجاءت في امتداد زيارة كان نتنياهو قد بدأها منتصف الأسبوع الماضي إلى هنغاريا، ومنها انتقل إلى واشنطن، وذلك خلافاً لسوابق الزيارات التي تحصل عادة بصورة مباشرة بين تل أبيب وواشنطن، وكأنه كانت هناك عجلة اقتضت اللقاء، تبيّن بعد المحادثات أنها تتصل بالنووي الإيراني.
وزاد من علامات الاستفهام أن البيت الأبيض سارع قبيل اللقاء، إلى إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان مقرراً عقده بعد محادثات الحليفين، من دون تفسير السبب الذي ربطه البعض بخلافات حول مقاربة الموضوع الإيراني بشكل خاص. وقد استعيض عن المؤتمر بدردشة محدودة مع المراسلين في المكتب البيضاوي عقب اجتماعهما، كشف خلالها الرئيس عن بدء المفاوضات يوم السبت المقبل بين واشنطن وطهران، حول الملف النووي الإيراني.
وبدا نتنياهو وكأنه فوجئ وربما صُدم، إلا إذا كان في الأمر توزيع أدوار، فالتفاوض المباشر هو عودة إلى نهج الرئيس السابق باراك أوباما الذي انتهى إلى اتفاقية 2015، ولو أن ترامب ينشد اتفاقاً “أقوى”، كما قال. لكن نتنياهو لا يطيق سماع هذه النغمة. أفضليته أن يتم التعامل مع هذا الملف بذات الطريقة التي “استخدمت في ليبيا”، كما قال معقباً على سؤال حول الحل الدبلوماسي، الذي أكد أنه لا يرى فيه مشكلة، طالما جرى بهذا الشكل، وكأنه يؤشر في ذلك إلى وجود تباين مع ترامب في هذا الخصوص، لا سيما وأن الرئيس لم يأتِ على سيرة الصيغة الليبية خلال رده على الأسئلة.
يُذكر في هذا السياق أن مستشار الرئيس مايكل والتز سبق وقال قبل أسبوعين إن المطلوب من إيران “التخلي” عن برنامجها النووي. يعني أن المطلوب منها تفكيكه كما فعلت ليبيا في 2003، لكن البيت الأبيض لم يأتِ على ذكر النسخة الليبية، ولو أن غموض خطابه يحتمل مثل هذا التأويل. يضاف إلى ذلك أنه اتخذ في الأسابيع الأخيرة خطوات لافتة في هذا الاتجاه، تمثلت في حشد قوة بحرية وجوية ضاربة في المنطقة، لتكون جاهزة للتحرك إذا ما استدعى الأمر.
الأسبوع الماضي وقبله، حذر من فشل الدبلوماسية “لأن البديل سيكون القصف والخيار العسكري”، لكنه اليوم ابتعد عن التحذير من عواقب الفشل، ولغاية استبيان ما قد تؤدي إليه المفاوضات التي ما زالت محاطة بالشكوك في ضوء الخلاف العلني عن صيغتها. ففي مقابل إعلان الرئيس عما يفيد بأنه جرى التوافق على إجرائها وجهاً لوجه بين الوفدين الأميركي والإيراني، استوقف تصريح لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي شدد فيه على “عقد محادثات غير مباشرة على مستوى عالٍ يوم السبت في عُمان”. التضارب واضح، لكن الإدارة واثقة من انعقاد طاولة المفاوضات، وبما يشير إلى أن الاتفاق قد حصل فعلاً على التفاوض المباشر مع عدم كشفه، لكن ترامب تعمّد البوح به لإحراج طهران ووضعها أمام الأمر الواقع على أساس أنه ليس لديها خيار آخر.
الرئيس ترامب مستعجل على تحقيق إنجاز، في وقت تحاصره تداعيات حربه التجارية الخانقة، وقد تساعده “حاجة” إيران أيضاً للتوصل إلى مخرج للنووي. منذ رئاسة بايدن، وتحذر بعض الجهات من نية إسرائيل نتنياهو لجرّ واشنطن إلى المواجهة مع إيران. يساعد في دفع هذا التوجه، الحديث المتزايد أخيراً عن أن إيران اليوم في “أضعف حالاتها”، وبما يحث مباشرة أو غير مباشرة على تصفية الحساب معها.
ضغوط ومتاعب الحرب التجارية وذيولها التي تهدد بالمزيد من الأكلاف السياسية، والتي لا يبدو أن الخروج قريب من دائرتها المغلقة، قد تلعب دورها في تعزيز خيار هذه الحرب التي ليست سراً في واشنطن أن نتنياهو يسعى إليها بدون انقطاع، خصوصاً بعد أن ضمن إطلاق يده في غزة ولبنان.

وزير خارجية ألمانيا: زيارة نتنياهو إلى المجر “يوم سيئ” للقانون الدولي
من كتابة سبق •
الجمعة 04 – نيسان – 2025

ندّدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الخميس، بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المجر، رغم مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه.
ووفق الفرنسية قالت بيربوك في اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في بروكسل: «هذا يوم سيئ للقانون الجنائي الدولي»، مضيفة: «لقد قلت دائماً بوضوح إن لا أحد فوق القانون في أوروبا».
وكانت قد ذكّرت المحكمة الجنائية الدولية المجر بأنها “ملزمة بالتعاون”، بشأن مذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وقال المتحدث باسم المحكمة فادي العبد لله للصحفيين، الخميس: “تذكّر المحكمة بأن المجر تبقى ملزمة بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية”.
وأعلنت بودابست، الخميس، انسحابها من المحكمة، تزامنًا مع زيارة نتنياهو إلى البلاد.