المدن – عرب وعالم
السبت 08 / مارس / 2025
سوريا:
تراجعت وتيرة الاشتباكات والمعارك في الساحل السوري، صباح اليوم السبت، بعد يومين على مواجهات دامية خلّفت عشرات القتلى والجرحى، فيما اتخذت وزارة الدفاع السورية وإدارة الأمن العام، إجراءات لمنع حدوث انتهاكات جديدة بحق المدنيين العلويين في الساحل حتى مدينة حمص.
هجومان جديدان
وقالت مصادر متابعة لـ”المدن”، إن فلول نظام الأسد، شنّت هجومين جديدين خلال ساعات ليل الجمعة/السبت، استهدف الأول المشفى الوطني في مدينة اللاذقية، أدّى إلى مقتل عناصر من الأمن العام، ومحاصرة الأطباء والمرضى في المشفى، قبل أن تتمكن القوى الأمنية من السيطرة على المشهد، وتحاصر المجموعة المهاجمة، بينهم قناص “محترف” من قوات نظام الأسد.
وسبق هجوم المشفى، هجوم من قبل فلول النظام، استهدف الكلية البحرية في مدينة جبلة بريف اللاذقية، لكن القوى الأمنية تمكنت من السيطرة عليه سريعاً، وسط تعزيزات جديدة دفعت وزارة الدفاع إلى الكلية. وكان عدد كبير من عناصر الأمن والجيش السوري، قد حاصرتهم مجموعات من الفلول مع بداية هجماتهم قبل يومين، قبل أن يتم فك الحصار عنهم.
مشاهد مرعبة
وبعد انتهاء الهجومين، عاد الهدوء إلى مراكز المدن الساحلية التي شهدت هجمات من قبل فلول نظام الأسد، اللاذقية وطرطوس وجبلة، بينما لا تزال قوى الأمن ووزارة الدفاع تلاحق الفلول في جبال اللاذقية والقرداحة.
وكشف الهدوء مع ساعات صباح اليوم، عن مشاهد مرعبة حول حجم المواجهات وأضرارها، إذ شوهدت سيارات مدنية وأخرى تابعة للأمن العام، ولا يزال أصحابها بداخلها، وذلك بعد استهدافها من قبل مجموعات الفلول على الطرق الواصلة إلى جبلة وطريق حلب-اللاذقية، كما أظهرت بعضها احتراق جثث أصحابها بداخلها.
إجراءات لمنع الانتهاكات
وقالت مصادر متابعة لـ”المدن”، إن وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، بدأوا باتخاذ إجراءات صارمة لمنع حدوث أي انتهاكات أو تجاوزات، وذلك عبر بإغلاق كل الطرق المؤدية إلى الساحل السوري واعادة الاشخاص ممن لا يحملون مهمة عسكرية.
وأضافت أن شخصيات رفيعة من وزارة الدفاع السورية، أصبحت هي من تتحكم بمشهد إدارة عمليات مواجهة فلول نظام الأسد وملاحقتهم، أبرزهم رئيس هيئة الأركان السورية اللواء علي النعسان. ومن المقرر أن يفتح جهاز الاستخبارات السوري تحقيقات بشأن الانتهاكات، فيما تتحدث بعض التقارير عن القبض على أشخاص قاموا بالانتهاكات.
وسبق ذلك، قيام الأمن العام بحماية عدة أحياء يقطنها علويون في مدينة حمص، لمنع أي انتهاكات، بينما تطوع ناشطون وإعلاميون سوريون لتهدئة خوف مناطق سكن العلويين في دمشق وريفها، في إطار حملات للحفاظ على السلم الأهلي، بعد الانتهاكات التي جرى ارتكابها خلال مواجهات الفلول في الساحل السوري.
وتتجه وزارة الدفاع السورية إلى التعامل بحزم مع مجموعات الفلول التي ترفض تسليم نفسها، مع تقديم فرصة جديدة لآخرين لتسليم أنفسهم، وهو ما قاد اليوم السبت، إلى تسليم عدد منهم لأنفسهم في جبلة.