في مايو 9, 2023
المرصد السوري لحقوق الإنسان
لا تزال عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية يثير الجدل ورفض جزء كبير من المعارضة السورية التي لاتزال تعتبر أن حلحلة النزاع تكون برحيل النظام وتنفيذ القرارات الدولية وأبرزها القرار 2254.
وتعتبر المعارضة أن بيان الجامعة العربية يتسم بالضبابية والغموض حيث لم يتطرق إلى الضمانات التي وجب إيجادها لحل النزاع ومختلف القضايا التي تشغل بال السوريين وأبرزها ملف المعتقلين والمغيبين قسرا والمهجرين واللاجئين وغيرهم.
وكان تهافت الدول الإقليمية ودول شمال أفريقيا على إعادة العلاقات مع بشار الأسد يثير قلق المعارضة التي لا زالت مقتنعة أن الحل في تغيير النظام.
وقالت مصادر خاصة للمرصد السوري إن الجانب الأمريكي غير راض على إعادة سورية للجامعة العربية دون إتفاق على الضمانات.
واعتبر المعارض السوري محسن حزام في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القرار الذي صدر عن مجلس الجامعة العربية تحت رقم 8914 والذي تضمن عودة سورية إلى كرسي الجامعة العربية كان أساسه الحراك الديبلوماسي العربي الأخير بعد محاولة التطبيع مع النظام السوري من قبل المجموعة العربية التي تمثلت بمجلس التعاون الخليجي وكل من مصر والأردن والعراق في وضع خارطة طريق لحل الأزمة السورية، لافتا الى أن المصالحة بين النظام العربي الرسمي والنظام السوري خلفيته مصالح متبادلة تستهدف أمن الحدود بعد انتشار تجارة المخدرات إضافة إلى محاولات تحييد الدور الإيراني في سورية وإنهاء الملف اليمني وملف اللاجئين وثم الملف الإنساني والسياسي لحل الأزمة السورية .
وأفاد بأن النظام السوري في كل لقاءاته كان له شروط في التطبيع والعودة وكان رده واضحا من خلال زيارة الرئيس الإيراني، حيث أكد على العلاقات الاستراتيجية بينهما وأنه حليف سنوات الحرب، علما أنها زيارة “استيفاء الديون” بمقايضة الأرض التي رتبها النظام على سورية جراء حربه على شعبه بشماعة الإرهاب الذي كان من صناعته والجوار الإقليمي وأمريكا .
واعتبر أن دور المجموعة العربية مهم جدا في هذة المرحلة: نحن نثني على هذا الدور وخاصة الجانب السعودي والمصري لأنه يتكامل مع التزامها بالأمن القومي العربي في تخفيف التوترات البينية وإنهاء حالات حروب الوكالة الموجودة في أكثر من بلد عربي، وهذة خطوة هامة في الحل العربي وإنهاء التدخلات الخارجية في هذا الملفات”.
وشدد القيادي الحزبي على موقف المعارضة من أي تحرك لحل القضية السورية التي وصلت إلى حالة الاستعصاء حيث يجب أن يكون حلا سياسيا يعتمد على القرارات الأممية بيان جنيف1 والقرار2254( الذي لازال النظام لهذا التاريخ لا يعترف بهما ) اللذان يفضيان إلى الانتقال السياسي السلس عبر حكومة انتقالية ذات مصداقية غير طائفية، ينهي نظام الإستبداد والفساد من جذوره، وتتحول من خلاله سورية إلى دولة تعددية تداولية ذات نظام ديمقراطي تعلو فيه سيادة القانون وحقوق المواطنة المتساوية للجميع.
وقال حزام إنه اذا استطاعت المجموعة العربية أن تصل إلى هذه النتيجة مع النظام السوري تكون الثورة السورية قد انتصرت وحققت شعارها الأساسي المطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وخلاف ذلك هي مصالحات بين النظم تتم على حساب دماء الشعب السوري.
وخلص إلى القول: الشعب السوري قد أنهك بأزماته المفتعلة والمستوردة ونهب خيرات بلاده وتشرد معظم أبناء شعبه وانتهكت سيادة أراضيه من قبل خمس جيوش يستحق هذا الشعب مبادرة عربية منصفة لهذه السنوات العجاف تعيد الجميع إلى حضن الوطن وتعيد سورية وليس النظام إلى موقعها الطبيعي في حاضنتها العربية”.
أما الدكتور باسل كويفي، فرحب في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، بقرار جامعة الدول العربية رقم 8914 في دورته غير العادية بالقاهرة على مستوى وزراء الخارجية تاريخ 7 مايو 2023 ، والمتضمن عودة سورية واستئناف مشاركتها في مؤسسات الجامعة العربية، ضمن دور عربي فعّال وإيجابي يصب في مصلحة الشعب السوري ومصالح الدول والشعوب العربية .
وقال إن الكتلة الوطنية الديمقراطية المعارضة في سورية منذ تأسيسها (عشر سنوات)تسير على ثوابت وطنية راسخة، متناغمة منذ زمن بعيد مع قرار الجامعة العربية اليوم في بعض تفاصيله.
ولفتت إلى أنه لا مجال للحل العسكري للأزمة السورية بل يجب أن يكون سياسيا، وهو السبيل الوحيد للتسوية دون إملاءات خارجية، ومسؤوليته الرئيسية تقع على عاتق الحكومة والقوى الوطنية
لا يعتقد القيادي بالائتلاف السوري المعارض، شلال كدو، في حديث مع المرصد السوري، أن عودة النظام السوري لمقعده بالجامعة العربية سيضع حدا للصراع بين الشعب السوري والنظام الحاكم منذ أكثر من نصف قرن من الزمن، مؤكدا أن الصراع ليس بين الجامعة العربية كمؤسسة والنظام وإنما هو بين طرفين سوريين(النظام والشعب)، حيث أنه لا علاقة للجامعة بهذا الصراع وسيظل الأمر على حاله طالما الأسد الذي قتل وشرد الملايين السوريين لازال حاكما بنفس العقلية العنجهية.
واعتبر أن هذه العودة المشروطة للنظام لجامعة الدول العربية لا تحمل أي اعتراف بفشل الثورة السورية بشكل من الأشكال، مشيرا إلى أن الثورة مستمرة ضد هذا النظام المستبد والأسباب التي ثار من أجلها الشعب لاتزال نفسها قائمة ولن يتنازل الشعب عن مطالبه.
وعن دور المعارضة السورية، قال شلال كدو: المعارضة برمتها ومؤسساتها الشرعية ستستمر في نضالاتها داخل وخارج سورية لإيصال الصوت السوري إلى العالم وسوف تظل حاملة لرسالة الشعب ومؤمنة بها”.
واعتبر أن دعوة الأسد للمشاركة في القمة العربية المقبلة في السعودية قد شكل خيبة أمل كبرى للسوريين.