موقع الخنادق
الإثنين 25 آذار , 2024
في ذروة توتر العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وبعد أن وُضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مرمى الانتقادات المتواصلة والدعوات علناً لعزله من كبار الشخصيات في البيت الأبيض، توجه وزير الحرب يوآف غالانت إلى الولايات المتحدة في زيارة حملت جملة من التأويلات عن الملفات التي ستوضع على الطاولة. وفيما صرّح الأخير أن النقاشات ستتركز على الدعم العسكري لإسرائيل والعملية في رفح، يعتقد بعض كبار المحللين السياسيين الإسرائيليين، أن الهدف الحقيقي لوزير الدفاع هو إسقاط حكومة نتنياهو.
ومن المقرر أن يجتمع مع وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان وغيرهم من كبار المسؤولين، حسبما ذكرت حكومة الاحتلال في بيان.
هذه الزيارة التي جاءت بدعوة من أوستن، تأتي بعد أن اصطدم بلينكن والمسؤولين الإسرائيليين بحائط مسدود بشأن مسار الحرب. ففي الوقت الذي ترحب الدائرة المقربة من نتنياهو بعملية عسكرية واسعة في رفح، يبدي مسؤولون أميركيون تخوفهم من ارتفاع عدد الضحايا بشكل مروع، اذ تُعتبر تلك المنطقة ملجأً لأكثر من مليون ونصف نازح فلسطيني، أُجبروا على النزوح تحت ضغط آلة القتل الإسرائيلية.
صُوّب على الزيارة كثير من النيران قبل أن تبدأ، وقبل أن يبدأ المجتمعون بلقاءاتهم الرسمية ومؤتمراتهم الصحفية المشتركة للإدلاء بالتصاريح المتعلقة بما تم الحديث عنه. اذ اعتبرت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير لها أن المهمة الرئيسية لغالانت هي “محاولة تسريع توريد الذخائر الأميركية الصنع التي تحتاجها القوات الإسرائيلية بشكل عاجل لمواصلة الحرب ضد حماس في غزة والاستعداد لتصعيد مع حزب الله في الشمال”. وأضافت بأن ” محاورو غالانت الأميركيون سيطرحون بعض الأسئلة الصعبة حول العملية الإسرائيلية المخطط لها في رفح، والخطوات العاجلة اللازمة للتخفيف من الجوع في غزة ونشر قوة ليست الجيش الإسرائيلي ولا حماس للسيطرة على القطاع”.
مع مثل هذه الأجندة المزدحمة والمشتعلة، يشير أنشيل فيفر في تقريره، أنه ليس من الواضح تماماً لماذا أعلن غالانت أنه يرفض رعاية مشروع القانون الذي يعفي طلاب المدارس الدينية الأرثوذكسية المتطرفة من مسودة التشريع الذي من المتوقع أن يوافق عليه مجلس الوزراء هذا الأسبوع.
وبحسب موقع أكسيوس فإن غالانت سيسعى إلى تسريع عملية توريد الطائرات والأسلحة، وسط قلق مسؤولين إسرائيليين من إبطاء وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عملية التسليم. وأشار المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث إلى الموقع، إلى أن الأسلحة التي سيطلبها غالانت تشمل طلبات للحرب في غزة، وطلبات بمقاتلات F-35 و F-15.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن وزارة الخارجية الأميركية طلبت تأكيدات كتابية مطلوبة من إسرائيل، بأن استخدامها للمعدات الدفاعية التي توفرها الولايات المتحدة لها لا ينتهك القانون الإنساني الدولي أو القانون الأميركي لحقوق الإنسان. في حين أن “ثقة” واشنطن المزعومة باستراتيجية كيان الاحتلال لاستعمال الأسلحة في الحرب على غزة أو على لبنان -اذا اتسعت رقعة الحرب- غير ملموسة، ونتيجة لذلك، تعارض واشنطن غزو رفح، في ظل توقع بارتكاب الجيش الإسرائيلي مزيد من المجازر فيها.
كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني، أن “هناك خشية من ان ينعكس التوتر مع واشنطن بشأن رفح على الدعم العسكري”.
وتعليقاً على الزيارة، قال سوليفان إن الزيارة جاءت حتى يتمكن المسؤولون من “سماع مخاوف الولايات المتحدة بشأن تخطيط إسرائيل الحالي لمعبر رفح ووضع نهج بديل”.
من جهتها، أعربت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس في تصريحاتها على شبكة “إيه بي سي” عن قلقها من أن “عملية عسكرية في رفح ستكون خطأ فادحاً”. مضيفة أن “إدارة بايدن أوضحت هذه النقطة في محادثات متعددة وبكل الطرق”.
وأكدت هاريس على أنها درست الخرائط و “لا يوجد مكان يذهب إليه هؤلاء الناس”. وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك “عواقب” من الولايات المتحدة لعملية إسرائيلية في رفح، قالت: “أنا لا أستبعد شيئاً”.