المدن – عرب وعالم
السبت 08 / مارس / 2025
غزة: إسرائيل تضع خططاً جديدة لغزو القطاع © Getty
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، بأن إسرائيل تضع خطط حرب جديدة للضغط على حركة حماس، فيما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن المستوى السياسي في إسرائيل أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد الفوري للقتال في غزة.
غزو القطاع
وذكرت الصحيفة الأميركية، أن إسرائيل رسمت مساراً لزيادة الضغط تدريجياً على حماس، إلى حد القيام بغزو آخر للقطاع. ونقلت عن مصادر مطلعة على الخطة، قولها إن إسرائيل قد تغزو غزة بقوة أكبر بكثير مما استخدمته حتى الآن، بهدف السيطرة على الأرض واحتلال مناطق معينة أثناء استهداف عناصر حماس.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق ياكوف عميدرور، للصحيفة، إن إسرائيل “ستحتاج على الأقل إلى ما بين 6 أشهر إلى عام لإخضاع حماس”. وأضاف أنه “لا توجد طريقة للقضاء على حماس دون احتلال غزة”.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن وسطاء، قولهم إن حركة حماس تصر على فتح محادثات بشأن إنهاء الحرب وترفض مناقشة نزع السلاح.
مقترح ويتكوف
يأتي ذلك فيما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع، أن المستوى السياسي في إسرائيل أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد الفوري للقتال في غزة، وذلك في ضوء جمود المفاوضات بشأن التقدم نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
ونقلت هيئة البث عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن حماس ليست مهتمة بالتقدم وفق اتفاق المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف للمرحلة الثانية من مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين في غزة، كما أن إسرائيل أيضاً ليس لديها أي نية للتفاوض على إنهاء الحرب كما نص الاتفاق.
ونقلت الهيئة عن مصادر مقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن العودة إلى القتال هي خيار مطروح على المطاولة.
كما نقلت عن مصادر أمنية قولها خلال جلسات مغلقة، أنه “بالإمكان العودة إلى القتال، لكن بناء على تجربة سابقة فإن الأمر سيزيد من فرص تعريض حياة الأسرى للخطر”.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن “إسرائيل ترصد بدء تأثير قرار قطع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وتعتقد أنه بالإمكان الإفراج عن عدد من المختطفين في حال استمرار الضغوط”.
وكان مكتب نتنياهو قد قال إن إسرائيل وافقت على الخطوط العريضة لهدنة اقترحها ويتكوف خلال شهر رمضان، وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/نيسان).
وقال المكتب إن المقترح ينص على إطلاق سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين في غزة، أحياءً وأمواتاً، وذلك خلال اليوم الأول من الهدنة المقترحة، وإذا تم التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، فسيتم إطلاق سراح النصف الثاني من المحتجزين في غزة.
ويريد نتنياهو، مدعوماً بضوء أخضر أميركي، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من المحتجزين الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
محادثات واشنطن وحماس
وأعرب مسؤولون إسرائيليون كبار عن غضبهم تجاه نظرائهم الأميركيين، على خلفية المحادثات التي جرت بين الأميركيين ومسؤولين من حركة حماس، فيما ذكر مسؤول إسرائيلي أن “الأميركيين يضغطون علينا أيضاً”، بحسب هيئة البث.
وكشف موقع “أكسيوس” الأميركي عن مكالمة “صعبة”، جرت بين رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي المقرب من نتنياهو، ومسؤول ملف الرهائن الأميركي آدم بوهلر الذي أجرى محادثات مع قيادة حركة حماس في قطر قبل أيام.
وبينما تجنب نتنياهو انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب علناً، منذ كشف “أكسيوس” عن المحادثات غير المسبوقة بين الولايات المتحدة وحماس، كان ديرمر أقل تحفظاً في المكالمة التي أجراها الخميس مع بوهلر، واعترض خلالها على تقديم مقترحات لحماس دون موافقة إسرائيل.
وحسب الموقع، فقد جاءت المكالمة بعد ساعات قليلة من لقاء بوهلر في الدوحة مع خليل الحية، أحد كبار المسؤولين السياسيين في حماس ورئيس فريق التفاوض. وبدأت مفاوضات بوهلر في العاصمة القطرية في الأسبوع السابق، باجتماع مع مسؤولين من المستوى الأدنى في حماس. وركزت على إعادة المحتجز الأميركي إيدان ألكسندر (21 عاماً)، وجثث أربعة محتجزين آخرين.
ووفقاً للموقع، تطرقت المحادثات أيضاً إلى تفاصيل محددة مثل عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية مقابل عودة ألكسندر، وهي نقاط لم توافق عليها إسرائيل. ونقل الموقع عن مصدر مقرب من نتنياهو، أنه بينما رفض الأخير في البداية فكرة أن الولايات المتحدة ستجلس بالفعل مع حماس، إلا أنه ومستشاريه أصبحوا أكثر قلقاً بعد أن أصبحت الفكرة حقيقة.
وخلال المكالمة، أكد بوهلر لديرمر أنه ليس قريباً من التوصل إلى اتفاق مع حماس وأنه يفهم معايير إسرائيل. وزعم مسؤول إسرائيلي أن المكالمة المكثفة التي أجراها ديرمر مع بوهلر، دفعت البيت الأبيض إلى إعادة تقييم نهجه. وعقد ترامب مع مستشاريه اجتماعاً طويلاً الأربعاء الماضي، حول المحادثات مع حماس وقرروا أنهم بحاجة إلى إرسال رسالة عامة قوية. وقال مسؤول أميركي إن الفكرة كانت الضغط على حماس لتقديم تنازلات وتوضيح أن موقف الولايات المتحدة من الحركة لم يتغير.
وكشف الموقع عن فشل محادثات أجرتها بشكل غير مباشر إدارة الرئيس السابق جو بايدن مع حماس، ونقل عن مستشار سابق لبايدن قوله: “لم تسفر هذه المحادثات عن أي شيء لأن ما أرادته حماس هو وقف إطلاق النار والسجناء، وكان الأمر في أيدي إسرائيل، وليس بأيدينا”.
ووفق مسؤول إسرائيلي ومسؤول أميركي سابق تحدثا للموقع الأميركي، فإن ويتكوف اقترح عندما انضم إلى المفاوضات في الأيام الأخيرة لإدارة بايدن، الاجتماع مباشرة مع حماس لتسريع المحادثات، لكن هذا لم يحدث في النهاية في ذلك الوقت.