محمد عابد يكن
من وقفٍ تراثيّ عريق تابع لجامع ومدرسة وقفية إلى مقهى!!
هل يمكن لصاحب عقلٍ و خُلقٍ ودينٍ وحسٍ وطني أن يرضى تحويل بناء “جناح العمارة” أو ما يسمى “الشونة” التابع لمدرسة وجامع العثمانية التي خرّجت كبار العلماء في مدينة حلب، والتي كانت تعتبر لردح طويلٍ من الزمن معهداً عالياً للعلوم الشرعية والدراسات العليا في مدينة حلب، إلى ما يُعرف اليوم بـ”كافيه” أو مكان للترفيه والسهر وتدخين الأراكيل! إلى اي مكان وصلنا!!
إن هذا الموقع التاريخي ليس ملكًا خاصًا يُتصرف به كيفما اتُّفق، بل هو وقفٌ شرعي بناه وأوقفه المرحوم عثمان باشا يكن تابعًا للمدرسة العثمانية، ويقدّم فيه الطعام والشراب للعلماء ولطلاب العلم ولفقراء المدينة.
وقد ورد في نص الوقفية – بما لا يدع مجالاً للتأويل – أنه مخصص لأغراض تخدم طلاب العلم والأعمال الخيرية، لا للاستثمار المادي في مجال الترفيه والمظاهر البعيدة كل البعد عن الهدف الذي أوقفت لأجله!.
إن أي تصرّف يخالف نص الوقف أو يغيّر وظيفته:
• يعدُّ مخالفاً للشرع الإسلامي، الذي اعتبرَ نيّة الواقف مُلزِمةً إلى يوم القيامة.
• ومخالفاً للقانون السوري، الذي ينص على احترام الوقفيات والأوابد الأثرية.
• ويستنهض المُثُل الأخلاقية والوطنية، لما تمثّله هذه الأماكن من قيمة حضارية وتاريخية.
لذلك، نطالب بـ:
1. إيقاف أي مشروع أو مخطط لتحويل جناح العمارة “الشونة” عن غايته الوقفية.
2. العودة إلى نص الوقفية الأصلية والعمل بموجبها.
3. فتح تحقيق رسمي في ما جرى ويجري من مخالفات أو سوء استخدام للوقف المذكور وغيره من الأوقاف ذات الصلة.
4. إشراك المجتمع المحلي والهيئات الشرعية والأكاديمية وأحفاد الواقفين وذريّتهم في القرارات التي تخصّ الأملاك الوقفية التاريخية تبعاً لما ورد حرفياً في وقفيات أجدادهم.
هذا نداء نرفعه بكل أمانة، دفاعًا عن تراث حلب، وصيانةً لما تركه أسلافنا من معالم للعلم والخير لا للهوى والاستهلاك.
“اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد”
